-
℃ 11 تركيا
-
24 سبتمبر 2025
استهداف المسيّرة اليمنية لإيلات: نقطة تحول استراتيجية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
إخفاق القبة الحديدية: كشف محدودية الدفاعات الإسرائيلية
استهداف المسيّرة اليمنية لإيلات: نقطة تحول استراتيجية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
-
24 سبتمبر 2025, 3:50:56 م
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المسيّرة اليمنية لإيلات
رامي أبو زبيدة
شكلت الضربة التي نفذتها القوات اليمنية عبر طائرة مسيّرة على مدينة إيلات (أم الرشراش المحتلة) نقطة تحول مهمة في طبيعة التهديدات التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي. فهذه العملية لم تكشف فقط عن ثغرة تكتيكية في منظومات الدفاع الجوي، بل أبرزت أبعادًا ميدانية واستراتيجية تتجاوز الحدث بحد ذاته.
إخفاق القبة الحديدية: كشف محدودية الدفاعات الإسرائيلية
فشل القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية في إسقاط المسيّرة رغم رصدها وإطلاق نيران الاعتراض يؤكد محدودية قدرات الاحتلال أمام الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض وتمتلك بصمة رادارية صغيرة.
هذا الإخفاق يُظهر أن إسرائيل لم تعد محصنة أمام هجمات منخفضة الكلفة ومرتفعة الفعالية، خصوصًا حين تأتي من مسافات بعيدة وبشكل مفاجئ، وهو ما يشكل تحديًا جديدًا للقدرات الدفاعية والأمنية الإسرائيلية.
الأبعاد الميدانية للهجوم
أدت الضربة إلى إصابة أكثر من عشرين مستوطنًا، بينهم حالات خطيرة، إضافة إلى أضرار مادية وانقطاع التيار الكهربائي في المنطقة المستهدفة.
كما دفع الهجوم البحرية الإسرائيلية إلى إعادة تموضع قطعها قرب الميناء، ما يعكس أن التهديد لم يعد محصورًا بضربة واحدة، بل تحول إلى خطر مستمر يطال البنية التحتية الحيوية والقدرات البحرية على السواء.
الأثر الاقتصادي والمعنوي كان حاضرًا أيضًا، إذ أدت إصابة فندق سياحي فاخر إلى قلب صورة إيلات كوجهة آمنة إلى ساحة تهديد مباشر، ما يزيد من الضغط النفسي على السكان والسياح ويؤثر على الحركة الاقتصادية والسياحية في المدينة.
تفوق استخباري وتنفيذي للمسيّرات اليمنية
وصول المسيّرة إلى هدفها المحدد يعكس قدرة استخباراتية وتنفيذية عالية، تشمل الملاحة بعيدة المدى والتوجيه الدقيق. هذا يشير إلى أن الهجوم لم يكن عشوائيًا، بل مدروسًا وموجهًا بدقة، ما يرفع من كلفته العسكرية والاقتصادية والنفسية على الاحتلال الإسرائيلي.
العملية تثبت أيضًا أن سلاح المسيّرات أصبح عنصرًا فعالًا في المعركة الاستراتيجية، حيث يمكنه استهداف العمق الإسرائيلي بما في ذلك المناطق المدنية والسياحية والاقتصادية، وليس فقط الجبهات العسكرية التقليدية.
الرسائل الاستراتيجية للضربة اليمنية
ضربة المسيّرة في إيلات ليست حادثًا عرضيًا، بل مؤشرًا على تحول نوعي في معادلات الصراع. فقد كشفت عن هشاشة الدفاعات الإسرائيلية وأظهرت أن العمق السياحي والاقتصادي للكيان المحتل في مرمى النيران تمامًا مثل الجبهات العسكرية.
إن العملية تمثل رسالة ردع واستنزاف في آن واحد، حيث تضطر إسرائيل إلى إعادة صياغة منظوماتها الدفاعية وتوزيع مواردها على جبهات متعددة، أو مواجهة ضربات متكررة تستنزف أمنها واقتصادها ومعنوياتها في العمق.









