خلفية خطاب ترامب بالأمم المتحدة

الولايات المتحدة تسعى لتجديد وساطة قطر بشأن غزة بعد خطاب ترامب في الأمم المتحدة

profile
  • clock 23 سبتمبر 2025, 6:59:20 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك بعد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نحو تجديد وساطة قطر بشأن غزة، في محاولة لإعادة إحياء الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق نار شامل يضع حدًا للحرب المستمرة منذ نحو عامين.

ويأتي هذا التطور في ظل تعثر المساعي الإقليمية والدولية لوقف الحرب، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف المختلفة، وازدياد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك العاجل لحماية المدنيين في القطاع.

خلفية خطاب ترامب بالأمم المتحدة

خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركّز ترمب على التوترات في الشرق الأوسط، مشددًا على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل يضمن وقف الحرب على غزة ويعيد إطلاق مسار التسوية.
وأشار إلى أن استمرار الصراع يشكل تهديدًا ليس فقط للأمن الإقليمي بل أيضًا للاستقرار الدولي، داعيًا الأطراف المختلفة إلى التجاوب مع الوساطات المطروحة، وعلى رأسها الوساطة القطرية.

ويرى مراقبون أن هذه الدعوة جاءت نتيجة إدراك واشنطن بأن قطر تملك خبرة طويلة في إدارة الوساطات المعقدة، وقد لعبت في السابق دورًا بارزًا في تسهيل التفاهمات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب التنسيق مع مصر والأمم المتحدة.

قطر والوساطة بين غزة وإسرائيل

تعتبر قطر من أبرز الدول الفاعلة في ملف الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل، إذ ساهمت في التوصل إلى عدة تفاهمات إنسانية وأمنية خلال الأعوام الماضية.
كما قدمت الدوحة مساعدات مالية وإنسانية ضخمة لقطاع غزة، شملت دعم مشاريع البنية التحتية وصرف مساعدات نقدية مباشرة للأسر الفقيرة، إلى جانب دورها في إعادة إعمار ما دمرته الحروب المتكررة.

وترى الولايات المتحدة أن إعادة إحياء الوساطة القطرية قد يفتح نافذة جديدة لتخفيف التوتر، خاصة بعد فشل جولات التفاوض الأخيرة التي رعتها دول أخرى دون تحقيق اختراق ملموس.

الموقف الإسرائيلي من الوساطة القطرية

بحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، لا يزال الموقف الإسرائيلي من تجديد الوساطة القطرية متباينًا، حيث يرفض بعض قادة الاحتلال الدور القطري ويعتبرونه منحازًا للفصائل الفلسطينية، بينما يرى آخرون أن الدوحة قادرة على لعب دور محوري في تسهيل التفاهمات الإنسانية، خصوصًا في ملفات إطلاق الأسرى والمساعدات الدولية.

ويؤكد مراقبون أن أي تحرك جديد للوساطة القطرية سيواجه تحديات معقدة، أبرزها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، وإصرار حكومة الاحتلال على تحقيق أهدافها الميدانية قبل الدخول في أي تسوية.

التحديات أمام جهود الوساطة

رغم أهمية التحرك الأمريكي لتجديد الوساطة القطرية، إلا أن عدة تحديات تقف أمام هذه الجهود، أبرزها:

استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة وما يخلفه من دمار واسع وخسائر بشرية.

غياب الثقة بين الأطراف، حيث تتهم المقاومة الفلسطينية الاحتلال بالتنصل من الاتفاقات السابقة.

الانقسام الفلسطيني الداخلي، والذي يعقد من إمكانية الوصول إلى موقف موحد في التفاوض.

الضغوط الإقليمية والدولية، حيث لكل طرف أجندته ومصالحه الخاصة.

ورغم هذه التحديات، ترى مصادر دبلوماسية أن إحياء الوساطة القطرية يبقى خيارًا عمليًا، خاصة مع اعتراف المجتمع الدولي بقدرة الدوحة على التواصل مع جميع الأطراف.

البعد الإنساني للأزمة في غزة

مع استمرار الحرب وتدهور الأوضاع، يؤكد محللون أن أي جهود للوساطة، سواء بقيادة قطر أو غيرها، لا بد أن تضع البعد الإنساني في صدارة الأولويات.
فالأوضاع في غزة تشهد:

نقصًا حادًا في الغذاء والدواء نتيجة الحصار المشدد.

دمارًا واسعًا في البنية التحتية بما في ذلك المستشفيات والمدارس.

أعدادًا متزايدة من الضحايا المدنيين، بينهم آلاف النساء والأطفال.

ويشدد خبراء حقوق الإنسان على أن وقف إطلاق النار العاجل بات ضرورة لا تحتمل التأجيل، وأن استمرار تجاهل الكارثة الإنسانية في غزة يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية جسيمة.

الموقف الدولي وتوقعات المرحلة المقبلة

أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتوسيع قاعدة الدعم الدولي للوساطة القطرية، عبر التنسيق مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودول عربية مؤثرة مثل مصر والأردن.
وتوقعت المصادر أن تشهد الأسابيع المقبلة تحركات سياسية مكثفة لإعادة إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مع وضع آلية تضمن وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

وأكدت المصادر أن نجاح الوساطة القطرية هذه المرة مرهون بمدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات حقيقية، ومدى قدرة الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط جدية على حكومة الاحتلال لوقف التصعيد.

التعليقات (0)