المجتمع الدولي ومخاوف التوسع

المسيّرة اليمنية تضرب جنوب إسرائيل: إصابات وخطر جديد على الجبهة الداخلية

profile
  • clock 24 سبتمبر 2025, 2:58:46 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أفادت منصات إسرائيلية تابعة للمستوطنين مساء اليوم عن وقوع انفجار لطائرة مسيّرة في مدينة إيلات جنوبي فلسطين المحتلة، ما أدى إلى إصابة 7 مستوطنين بجروح متفاوتة، بينهم حالة وصفت بالخطيرة. وأكدت المصادر أن الانفجار وقع في محيط أحد الأحياء السكنية بالمدينة، وتسبب بحالة ذعر واسعة بين السكان.

تفاصيل الحادثة في إيلات

بحسب ما نُشر عبر المنصات الإعلامية العبرية، فإن الانفجار نجم عن مسيّرة يعتقد أنها أطلقت من اليمن واخترقت الأجواء الإسرائيلية لتصل إلى مدينة إيلات، المطلة على البحر الأحمر. وأشارت المصادر إلى أن صفارات الإنذار دوت قبل دقائق من الانفجار، إلا أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية فشلت في اعتراض الطائرة المسيّرة، ما أدى إلى سقوطها داخل المدينة.

وأكدت طواقم الإسعاف الإسرائيلية أنها تعاملت مع سبع إصابات، بينها واحدة خطيرة، ونقلت الجرحى إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، فيما فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا على المنطقة المستهدفة.

إيلات: خاصرة رخوة في الأمن الإسرائيلي

تُعتبر مدينة إيلات من النقاط الاستراتيجية الحساسة لإسرائيل، فهي تقع في أقصى الجنوب على البحر الأحمر وتشكل منفذًا بحريًا وتجاريًا وسياحيًا مهمًا. وقد سبق أن تعرضت إيلات لتهديدات متعددة خلال الأعوام الماضية، خصوصًا من جبهات غير تقليدية مثل اليمن، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

ويرى محللون أن نجاح المسيّرة في الوصول إلى عمق إيلات رغم المسافة الكبيرة يكشف عن ثغرات أمنية خطيرة، ويُظهر محدودية قدرات منظومات الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" في التصدي للأهداف البعيدة أو منخفضة الارتفاع.

المسيّرات اليمنية: سلاح استراتيجي عابر للحدود

خلال السنوات الأخيرة، كثفت القوات اليمنية من استخدام الطائرات المسيّرة بعيدة المدى ضد أهداف عسكرية واقتصادية في المنطقة، بما في ذلك استهداف مواقع في السعودية والإمارات. ومع توسع دائرة الصراع الإقليمي، أعلنت صنعاء أكثر من مرة أن إسرائيل باتت هدفًا مشروعًا بسبب دعمها للحرب على اليمن واعتداءاتها المستمرة في غزة.

ويُعد استهداف إيلات بمسيّرة تطورًا لافتًا في طبيعة التهديدات التي تواجهها إسرائيل، حيث يُظهر أن جبهاتها باتت مكشوفة من مسافات بعيدة، وأن الحرب الجوية لم تعد مقتصرة على حدود غزة ولبنان فقط.

فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية

أكدت تقارير عبرية أن الطائرة المسيّرة حلقت في الأجواء لفترة قبل انفجارها، ما أثار تساؤلات حول سبب عجز الدفاعات الجوية عن إسقاطها. ويرى خبراء أن المسيّرات الصغيرة أو ذات المقطع الراداري المنخفض تشكل تحديًا كبيرًا للأنظمة الإسرائيلية، خصوصًا إذا جرى إطلاقها ضمن موجات متزامنة.

هذا الفشل المتكرر في اعتراض المسيّرات ينعكس سلبًا على صورة إسرائيل أمام مستوطنيها وأمام العالم، حيث يُظهر هشاشة المنظومة الدفاعية التي لطالما سوقت لها كأداة فعّالة لحماية الجبهة الداخلية.

الأثر النفسي على المستوطنين

أدى انفجار المسيّرة في إيلات إلى موجة من الذعر بين المستوطنين، حيث هرع العديد منهم إلى الملاجئ بعد سماع صفارات الإنذار، فيما نقلت وسائل الإعلام العبرية صورًا لحالات الهلع داخل المدينة. ويؤكد محللون أن الأثر النفسي لمثل هذه الحوادث قد يفوق الأثر الميداني، إذ يضرب ثقة المستوطنين بالحكومة والجيش في قدرتهم على توفير الأمن.

ردود الفعل الأولية في إسرائيل

تزامن الحادث مع دعوات عاجلة داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية لمراجعة قدرات الدفاع الجوي وتعزيز الإجراءات الوقائية في الجنوب. كما أشارت تقارير عبرية إلى أن الحكومة الإسرائيلية تدرس توجيه رد عسكري ضد أهداف في اليمن أو مواقع مرتبطة بمحور المقاومة، محملة إيران المسؤولية عن دعم وتطوير هذه القدرات.

البعد الإقليمي للتصعيد

لا يمكن فصل حادثة إيلات عن سياق التصعيد الإقليمي الجاري، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتصاعد المواجهة مع حزب الله في لبنان، إضافة إلى التوتر مع إيران. فنجاح المسيّرة اليمنية في ضرب عمق إسرائيل يمثل رسالة بأن الجبهة الجنوبية باتت جزءًا من معادلة الردع الجديدة التي تتبناها قوى محور المقاومة.

تداعيات اقتصادية وأمنية

تُعرف إيلات بأنها وجهة سياحية وتجارية رئيسية في إسرائيل، ما يجعل أي استهداف لها ذا تداعيات مباشرة على الاقتصاد. فالحادث الأخير قد يؤدي إلى تراجع حركة السياحة، وإلى زيادة تكاليف التأمين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، الأمر الذي يضر بالاقتصاد الإسرائيلي على المدى القريب.

المجتمع الدولي ومخاوف التوسع

من المتوقع أن يثير الانفجار ردود فعل دولية تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، خصوصًا أن المنطقة البحرية المحيطة بإيلات تُعد ممرًا استراتيجيًا للتجارة العالمية. وقد تعرب بعض الدول عن قلقها من تحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة جديدة، بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.

التعليقات (0)