تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن ملامح خطة جديدة يعدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء العدوان المتواصل على قطاع غزة، تتضمن ترتيبات أمنية وسياسية تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني الداخلي، وسط رفض شعبي واسع لأي تدخل خارجي يكرّس الاحتلال ويغفل الحقوق الوطنية.

نشر قوة أمنية ومشاركة محدودة للسلطة
بحسب التسريبات، فإن الخطة الأمريكية تتضمن نشر قوة أمنية دولية في قطاع غزة، تكون مهمتها حفظ الأمن بعد انتهاء العمليات العسكرية التي يشنها الكيان الصهيوني منذ أشهر، في عدوان دموي خلّف آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين.
كما تنص الخطة على منح السلطة الفلسطينية دورًا محدودًا في إدارة الشؤون المدنية للقطاع، دون صلاحيات أمنية أو سياسية حقيقية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لتفريغ السلطة من مضمونها، وإعادة إنتاج واقع سياسي يخدم مصالح الاحتلال.

إنهاء حكم حماس وضمانات لإسرائيل
أحد أبرز بنود الخطة، وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، هو إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، عبر ترتيبات سياسية وأمنية تفرضها القوة الدولية، وهو ما يثير مخاوف من فرض وصاية خارجية على القطاع، وتجاهل إرادة الشعب الفلسطيني الذي يرفض أي تدخل يمسّ مقاومته المشروعة ضد الاحتلال.
كما تتضمن الخطة تقديم ضمانة أمريكية للكيان الصهيوني بعدم ضم الضفة الغربية، في محاولة لطمأنة المجتمع الدولي، بعد تصاعد القلق من سياسات التوسع الاستيطاني التي ينتهجها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

رفض شعبي ومخاوف من تكريس الاحتلال
تأتي هذه الخطة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، واستهداف المدنيين والبنية التحتية، وسط صمت دولي مريب. ويرى محللون أن أي خطة لا تنص صراحة على إنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن غزة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ستُعتبر محاولة لتكريس واقع الاحتلال والهيمنة الصهيونية.
كما أن إنهاء حكم حماس بالقوة، دون توافق وطني، يُعد تجاهلًا لإرادة شعبية واسعة، ويهدد بتفجير الوضع الداخلي الفلسطيني، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف العدوان ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه.