-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
خطة ترامب لوقف الحرب: ننشر الـ 21 بندا التي تضمنها المقترح الأمريكي
خطة ترامب لوقف الحرب: ننشر الـ 21 بندا التي تضمنها المقترح الأمريكي
-
27 سبتمبر 2025, 12:54:54 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن نسخة من الخطة الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب على غزة، تتألف من 21 بندًا، وتتصور وضعًا يفتح الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقبلًا. الخطة، التي أعدها مبعوث واشنطن الخاص ستيف ويتكوف، حصلت عليها الصحيفة وصادقت على صحتها مصادر مطلعة، وقد جرى تقديمها إلى عدد من الدول العربية والإسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
تدعو الوثيقة بشكل واضح الفلسطينيين إلى البقاء في قطاع غزة، في خطوة اعتبرتها الصحيفة تحولًا كبيرًا في موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة أن الأخير كان قد صدم العالم في فبراير الماضي عندما تحدث عن إمكانية أن تتولى أمريكا إدارة غزة وأن يتم ترحيل سكانها البالغ عددهم نحو مليوني شخص. هذا الطرح فتح شهية بعض قوى اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك شركاء نتنياهو الأكثر تطرفًا، بل وحتى بعض الساسة "المعتدلين"، للعمل على فكرة "الهجرة الطوعية" لسكان القطاع، رغم فشلهم في تحقيق ذلك حتى الآن.
تحولات في الموقف الأمريكي
الخطة لا تقتصر على القضايا الإنسانية أو إعادة الإعمار، بل تتضمن أيضًا بندًا يتحدث عن "مسار سياسي" قد يؤدي في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية، بعد إعادة إعمار غزة واستكمال ما يُسمى إصلاح السلطة الفلسطينية. وتصف الصحيفة هذه النقطة بأنها خروج عن سياسة إدارة ترامب السابقة، التي لطالما تجنبت دعم خيار الدولتين بشكل صريح.
الأكثر من ذلك أن الوثيقة تشير إلى نية أمريكا إطلاق حوار سياسي مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى ما تصفه بـ"أفق سياسي للتعايش السلمي". بالنسبة للفلسطينيين، يُنظر إلى هذه البنود على أنها "مكاسب"، غير أن الخطة لم تُطرح بعد للنقاش النهائي، ومن المتوقع إدخال تعديلات عليها خلال الأيام المقبلة.
ما تريده واشنطن وما تريده تل أبيب
رغم تضمين الخطة بعض البنود التي تُرضي الفلسطينيين شكليًا، إلا أنها في المقابل تعكس مطالب إسرائيلية قديمة، مثل إلزام حركة حماس بالتخلي عن سلاحها وتجريد غزة من قدراتها العسكرية، بالإضافة إلى وضع آلية لإعادة "تأهيل السكان" عبر برامج نزع التطرف والحوار الديني. الصحيفة الإسرائيلية ترى أن مثل هذه البنود تجعل تمرير الخطة صعبًا أمام حماس، فيما قد تعتبر فكرة "المسار نحو الدولة الفلسطينية" خطًا أحمر بالنسبة لنتنياهو، الذي بنى تاريخه السياسي على رفض هذا الخيار.
ورغم ذلك، بدا الرئيس الأمريكي متفائلًا. ففي تصريحات للصحفيين الجمعة، قال ترامب إنه يعتقد أن اتفاقًا قد يكون وشيكًا، مشيرًا على منصته "تروث سوشيال" إلى أن المفاوضات جارية منذ أربعة أيام متواصلة وستستمر طالما اقتضت الحاجة. وأكد أن جميع دول المنطقة مشاركة، وأن حماس "على دراية كاملة" بما يجري، بينما أُبلغت إسرائيل بالتفاصيل على كل المستويات، بما في ذلك نتنياهو شخصيًا.
بنود الخطة الـ21
الخطة التي حصلت عليها الصحيفة لم تُعرض بتفاصيل دقيقة، بل صيغت بنودها بشكل عام، مع طلب المصدر المشارك أن تُعاد صياغتها بعبارات غير حرفية. وجاءت البنود كما يلي:
1. غزة ستكون منطقة "منزوعة التطرف" وخالية من أي تهديد لجيرانها.
2. يُعاد تطوير غزة بما يخدم سكانها.
3. إذا وافق الطرفان على الخطة، ستتوقف الحرب فورًا مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية.
4. خلال 48 ساعة من قبول إسرائيل العلني للاتفاق، تتم إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا.
5. عقب الإفراج عن الرهائن، تطلق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالمؤبد وأكثر من ألف معتقل من غزة منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى تسليم جثامين مئات الشهداء.
6. بعد عودة الرهائن، يُمنح عناصر حماس الذين يقبلون "التعايش السلمي" عفوًا عامًا، بينما يُسمح للراغبين في المغادرة بممر آمن إلى دول تستقبلهم.
7. بمجرد إبرام الاتفاق، تدخل المساعدات إلى القطاع بوتيرة لا تقل عن اتفاق يناير 2025، أي 600 شاحنة يوميًا، مع إعادة تأهيل البنية التحتية وإزالة الركام.
8. يتم توزيع المساعدات بواسطة الأمم المتحدة والهلال الأحمر ومنظمات دولية أخرى، بعيدًا عن تدخل إسرائيل أو حماس. النص بدا فضفاضًا ليترك الباب مفتوحًا أمام مؤسسة "غزة الإنسانية" المثيرة للجدل.
9. إدارة غزة مؤقتًا من خلال حكومة انتقالية من التكنوقراط الفلسطينيين، تحت إشراف هيئة دولية جديدة تُنشئها واشنطن بالتشاور مع شركاء عرب وأوروبيين، على أن تستمر حتى "إصلاح" السلطة الفلسطينية.
10. إعداد خطة اقتصادية لإعادة إعمار غزة وجذب الاستثمارات وتوفير الوظائف.
11. إنشاء منطقة اقتصادية خاصة برسوم جمركية منخفضة، بمشاركة دولية.
12. لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وسيُسمح للراغبين بالعودة، بينما يُشجع السكان على البقاء وبناء مستقبل أفضل.
13. حماس لن يكون لها أي دور في الحكم، مع التزام بهدم ومنع بناء أي بنية تحتية عسكرية هجومية، بما في ذلك الأنفاق.
14. توفير ضمانة أمنية من شركاء إقليميين لضمان التزام الفصائل الفلسطينية.
15. نشر قوة دولية مؤقتة بقيادة أمريكية وعربية للإشراف على الأمن وتدريب شرطة فلسطينية محلية.
16. إسرائيل لن تضم غزة، وستسلم الأراضي تدريجيًا للقوات البديلة مع تثبيت الاستقرار.
17. إذا رفضت حماس الخطة، ستُطبق البنود تدريجيًا في "مناطق خالية من الإرهاب" تُسلمها إسرائيل للقوة الدولية.
18. التزام إسرائيلي بعدم استهداف قطر مستقبلًا، والاعتراف بدورها الوسيط.
19. إطلاق عملية لإعادة "تأهيل المجتمع" عبر حوار ديني بين غزة وإسرائيل.
20. عند إعادة إعمار غزة واستكمال ما يُسمى إصلاح السلطة الفلسطينية، قد تتوافر الظروف لمسار جدي نحو الدولة الفلسطينية، باعتبارها "طموحًا مشروعًا للشعب الفلسطيني".
21. إقامة حوار سياسي أمريكي يجمع إسرائيل والفلسطينيين لوضع "أفق للتعايش السلمي".
ملاحظات حول الخطة
الصحيفة تشير إلى أن الوثيقة لا تزال "خفيفة التفاصيل"، وأنها مجرد بداية تحتاج إلى مفاوضات أطول وأعمق. كما تلفت إلى أن بعض البنود مستوحاة من مقترحات سابقة، بينها خطة توني بلير التي ظهرت مطلع الشهر نفسه. ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية تحاول الجمع بين إرضاء إسرائيل، طمأنة الدول العربية، وترك نافذة مفتوحة أمام الفلسطينيين بوعود سياسية غير محددة التوقيت.









