سياسة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية

قصف إسرائيلي على غزة واشتباكات في جنين.. تطورات ميدانية متسارعة في الأراضي الفلسطينية

profile
  • clock 27 سبتمبر 2025, 1:00:18 م
  • eye 430
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قصف إسرائيلي على غزة

محمد خميس

تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة توترات ميدانية متصاعدة، إذ أفادت مصادر محلية وطبية بوقوع إصابات في قصف إسرائيلي بطائرة مسيرة استهدفت منطقة السرايا وسط مدينة غزة، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة الزبابدة جنوبي جنين بالضفة الغربية.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتكثيف العمليات العسكرية بالضفة الغربية، الأمر الذي ينذر بمزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة.

إصابات في قصف إسرائيلي على غزة

أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بوقوع عدة إصابات جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة السرايا وسط مدينة غزة بواسطة مسيرة إسرائيلية.
وأدى القصف إلى تدمير أجزاء من المباني المحيطة وإشاعة حالة من الهلع بين السكان المدنيين الذين يقطنون المنطقة المكتظة بالسكان.

شهود عيان أكدوا أن المسيرة الإسرائيلية أطلقت صاروخًا واحدًا على الأقل باتجاه هدف وسط غزة، مما تسبب باندلاع حريق في المكان المستهدف. وسارعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، حيث وصفت بعض الحالات بالخطيرة.

معاناة إنسانية متواصلة في غزة

القصف الأخير يضاف إلى سلسلة طويلة من الهجمات التي استهدفت قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، مخلفًا دمارًا واسعًا في البنية التحتية وأزمات إنسانية خانقة.
ويعاني سكان القطاع من نقص حاد في المواد الطبية والأدوية الأساسية، فضلًا عن الانقطاع المتكرر للكهرباء ونقص الوقود.

منظمات حقوقية محلية ودولية حذرت مرارًا من أن استمرار الغارات الإسرائيلية يفاقم من الأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار خانق منذ ما يزيد عن 18 عامًا.

مواجهات عنيفة في جنين

بالتزامن مع قصف غزة، شهدت بلدة الزبابدة جنوبي جنين مواجهات عنيفة اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحام البلدة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، ونفذت عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل، ما أثار حالة غضب واسعة بين الأهالي.

الشبان الفلسطينيون واجهوا القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما رد جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى تسجيل إصابات بالاختناق وعدد من الجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفى الحكومي في جنين.

سياسة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية

مدينة جنين ومخيمها باتت خلال الأشهر الأخيرة مسرحًا لعمليات عسكرية إسرائيلية متكررة، في إطار ما تصفه حكومة الاحتلال بـ"ملاحقة المسلحين".
لكن المراقبين يرون أن هذه السياسة تهدف إلى كسر إرادة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، عبر الاعتقالات والاغتيالات والهدم الممنهج للبنية التحتية.

ورغم ذلك، فإن المواجهات الشعبية المسلحة آخذة في الاتساع، حيث يشارك عشرات الشبان في التصدي للاقتحامات الإسرائيلية، الأمر الذي يضع الضفة الغربية على صفيح ساخن.

ردود فعل فلسطينية

الفصائل الفلسطينية أدانت القصف الإسرائيلي على غزة واقتحام جنين، معتبرة أن هذه الانتهاكات تؤكد على "النهج العدواني المتواصل للاحتلال".
وأكدت حركة حماس أن استمرار استهداف المدنيين لن يكسر عزيمة الشعب الفلسطيني، وأن المقاومة ستظل "الدرع الحامي للحقوق الوطنية".

من جانبها، شددت حركة الجهاد الإسلامي على أن ما يجري في غزة والضفة يمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف العدوان.

المجتمع الدولي وموقفه

رغم الإدانات الخجولة لبعض المنظمات الدولية، إلا أن التحركات السياسية لوقف التصعيد الإسرائيلي تبقى محدودة.
ويطالب الفلسطينيون بضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية ضد إسرائيل، استنادًا إلى القوانين الدولية التي تجرم استهداف المدنيين في أوقات النزاعات.

خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة دعوا مرارًا إلى إجراء تحقيقات مستقلة حول الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة، لكن الاحتلال يرفض بشكل قاطع أي رقابة دولية على عملياته العسكرية.

غزة.. جرح مفتوح منذ سنوات

القصف الأخير على السرايا يذكّر الفلسطينيين بأن غزة ما زالت جرحًا مفتوحًا منذ سنوات طويلة، حيث تعاني من تبعات الحصار والدمار الناجم عن الحروب المتكررة.
وتشير الإحصائيات إلى أن القطاع فقد آلاف الشهداء خلال الحروب الإسرائيلية، بينما يعيش معظم السكان تحت خط الفقر، مع اعتماد كبير على المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

الضفة الغربية.. ساحة مواجهة متصاعدة

في المقابل، تعيش الضفة الغربية وتحديدًا مناطق جنين ونابلس وطولكرم حالة تصعيد متواصل نتيجة الاقتحامات اليومية.
ويعتبر الفلسطينيون أن هذا التصعيد محاولة إسرائيلية لفرض واقع أمني جديد يسبق أي حلول سياسية، في وقت تغيب فيه أي آفاق لعملية السلام.

المواجهات التي شهدتها بلدة الزبابدة هي حلقة جديدة في سلسلة المقاومة الشعبية، التي يرى المراقبون أنها قد تتطور إلى انتفاضة جديدة إذا استمر الضغط الإسرائيلي.

التعليقات (0)