-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
"معاريف": ترامب صدم اليمين الإسرائيلي برفضه ضم الضفة الغربية
"معاريف": ترامب صدم اليمين الإسرائيلي برفضه ضم الضفة الغربية
-
27 سبتمبر 2025, 10:38:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
شهد اليمين الإسرائيلي حالة من الذهول غير المسبوق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي جاءت عكس كل التوقعات. فبينما كانت أحزاب اليمين وقاعدة دعم نتنياهو تستعد منذ أشهر لإعلان ضم الضفة الغربية رسميًا، خرج ترامب ليضع نهاية مفاجئة لهذا السيناريو معلنًا بوضوح: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية". هذا التصريح مثل صفعة سياسية مدوية لنتنياهو وأنصاره، الذين اعتقدوا أن الضم بات قاب قوسين أو أدنى، قبل أن ينهار المشروع برمته في لحظة واحدة.
صحيفة معاريف الإسرائيلية أكدت أن المشهد داخل أوساط اليمين يشبه انهيار حلم متكامل، فبعد أن كانوا على يقين من أن الضم مسألة وقت قصير، جاء ترامب ليمحو كل شيء بكلمات قليلة، وكأنه هدم على رؤوسهم ما بنوه لسنوات. خلاصة الموقف كما وصفتها الصحيفة: "لا ضم. لا الآن، ولا غدًا". هذه الصدمة السياسية تعكس حجم التبعية الإسرائيلية لقرار واشنطن، حيث لم يعد مستقبل واحدة من أخطر القضايا بيد قادة الاحتلال بل بيد الرئيس الأمريكي وحده.
ارتياح عربي
على الجانب الآخر، جاء الموقف الأمريكي بمثابة طمأنة مباشرة للدول العربية. فقد رحبت الأردن ومصر ودول الخليج بالتصريح باعتباره إشارة إلى أن واشنطن لن تسمح بخطوات إسرائيلية أحادية الجانب من شأنها تفجير الأوضاع. هذا الموقف منح تلك الدول مساحة من التنفس السياسي، وأراحها من عبء التعامل مع قرار ضم كان سيزيد التوترات ويضعها أمام خيارات صعبة.
الأمر لا يقف عند حدود الطمأنة، بل يعكس قدرة الولايات المتحدة على كبح جماح تل أبيب عندما تريد، وهو ما يشكل رسالة سياسية بالغة الأهمية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة. فترامب، رغم كل ما يحيط به من تهور ومواقف متقلبة، برز هنا باعتباره الطرف الوحيد القادر على فرض حدود واضحة على حكومة نتنياهو.
حسابات ترامب
صحيفة معاريف أوضحت أن الرئيس الأمريكي يدرك جيدًا المخاطر الإقليمية لأي خطوة إسرائيلية أحادية، ولذلك اختار التضحية بالوهم الإسرائيلي المتعلق بالضم مقابل تعزيز مكانته أمام الدول العربية. هذا القرار لا يعكس فقط براغماتية ترامب، بل أيضًا وعيه بأن أي تفجير للأوضاع في الضفة سيعني خسارة واشنطن لأوراق نفوذ أساسية في المنطقة. بكلمات أخرى، ترامب قدّم نفسه باعتباره الضامن للتوازن، ووجه رسالة بأن القرار النهائي ليس في القدس وإنما في البيت الأبيض.
هذه المعادلة تعني أن ترامب، بخلاف ما يتوقعه خصومه، قادر على استخدام سلطته بشكل صارم عندما يرى أن الأمر يخدم مصالحه. وما جرى يؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت تمسك بمفاتيح اللعبة في المنطقة، وأن مصير قضايا جوهرية مثل الضفة الغربية يتقرر فعليًا في واشنطن لا في تل أبيب.
مأزق نتنياهو
أما بالنسبة لبنيامين نتنياهو، فإن هذا الموقف الأمريكي يضعه أمام مأزق جديد. فالرجل الذي طالما لجأ إلى المراوغة وتأجيل القرارات المصيرية، يواجه الآن نفاد الوقت. لعبة كسب المزيد من الوقت ربما لم تعد تجدي، خصوصًا أن ترامب بدا حاسمًا هذه المرة، وغير مستعد لمنحه فرصة أخرى للمقامرة.
التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن يوم الاثنين المقبل في البيت الأبيض قد يكون محطة مفصلية، حيث سيُطلب من نتنياهو تقديم إجابات واضحة لا تحتمل التأجيل. فإذا لم يصدر القرار من مكتب رئيس الوزراء في تل أبيب، فإن المكتب البيضاوي سيكون المكان الذي يرسم ملامح المرحلة المقبلة. هذه المعادلة تختصر حجم التبعية الإسرائيلية للإرادة الأمريكية، وتكشف أن نتنياهو مهما حاول المناورة، يظل خاضعًا للقرار النهائي الصادر من واشنطن.










