-
℃ 11 تركيا
-
26 سبتمبر 2025
هآرتس: نتنياهو سيحاول إقناع ترامب بالاستماع إليه وحده وبأن ينتظر الانتصار
هآرتس: نتنياهو سيحاول إقناع ترامب بالاستماع إليه وحده وبأن ينتظر الانتصار
-
26 سبتمبر 2025, 10:48:24 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صورة أرشيفية
نشرت صحيفة هآرتس مقالاً للكاتب حاييم ليفنسون بعنوان "نتنياهو سيحاول إقناع ترامب بالاستماع إليه وحده، وبأن ينتظر الانتصار!"، ذكر فيه أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سافر الليلة الماضية إلى "حفلة" انتهت فعلاً “دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة”. فجميع الشخصيات المهمة تفرقت، وهو يصل الآن مع عمال النظافة لجمع بقايا قصاصات الورق. حتى يوم الجمعة وهو موعد خطابه، لن يجد في المدينة أي شخصية من الشخصيات العالمية البارزة للقائه. إنه وحيد، ومعزول أكثر من أي وقت مضى، عند حافة الهاوية، ولا ينقذه من السقوط سوى يد دونالد ترامب.
مؤتمر أممي معادٍ للاحتلال
ورأى الكاتب أنه قد يكون المؤتمر الثمانون للأمم المتحدة الأكثر تطرفاً في موقفه من "إسرائيل". وأن نتنياهو، الذي روّج نفسه أعواماً طويلة كعبقري سياسي، ولطالما احتقر كل مَن يخالفه الرأي، والذي اعتاد أن يستخف بالمؤشرات إلى وضع "إسرائيل" المتدهور، جلس في بيته يشاهد في التلفاز كيف يدير له أولئك الذين اعتبرهم أصدقاءه ظهورهم.
مبادرة سعودية – فرنسية وزخم عربي
وأوضح الكاتب إن المبادرة السعودية - الفرنسية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين تزداد زخماً، لكنها لا تحمل أي معنى عملي فوري. الأهم من ذلك هو الاجتماع المغلق لرؤساء دول عربية وإسلامية مع ترامب في مبنى الأمم المتحدة، حيث ناقشوا الوضع في غزة. حضر هذا الاجتماع كلٌّ من أمير قطر والرئيس التركي، إلى جانب زعماء آخرين، وكان الهدف منه إقناع ترامب بإمكان الإنهاء الفوري للحرب: ستتولى الدول العربية السيطرة على غزة، وتعيد إعمارها، وتزيح "حماس" جانباً.
وأشار الكاتب أنه ومن اللافت أنه لم تخرج حتى الآن تسريبات مهمة من الاجتماع، عبر قنوات قادة العرب والمسلمين. تحدث مصدر قطري لصحيفة "هآرتس"، رفض كشف ما دار في الاجتماع، لكن من نبرة صوته، بدا راضياً. ممثلو "إسرائيل" لم تتم دعوتهم، والسبب ليس رأس السنة.
خطاب للأغراض الداخلية
وأضاف الكاتب أن يوم الإثنين، سيكون دور نتنياهو للقاء ترامب في البيت الأبيض. أمّا خطابه يوم الجمعة فموجّه إلى جمهوره الداخلي، كالعادة. سيكرر موقفه بخصوص الشروط الخمسة لإنهاء الحرب في غزة، لكن ما يهمّ فعلاً سيحدث في البيت الأبيض، حيث تُحسم الأمور.
"ترامب يتأثر كثيراً بآخر شخص يجلس معه في الغرفة،" حسبما قال أحد المقربين من الرئيس لـ"هآرتس"؛ "نتنياهو سيسمع منه ما سمعه من قادة الدول."
خطة ويتكوف والوساطة القطرية
وأضاف الكاتب أنه في الوقت ذاته، يعمل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذي حضر أيضاً الاجتماع في نيويورك، على إنقاذ "خطة ويتكوف" بشأن الإفراج عن عشرة مخطوفين، ووقف إطلاق النار، وضمانة من ترامب لإنهاء الحرب. كان ويتكوف ولا يزال مقرباً من قطر.
فمنذ الاغتيال الفاشل لقيادات "حماس"، قطعت قطر اتصالها بـ "إسرائيل"، لكنها تواصل محاولات حل الأزمة عبر الولايات المتحدة. وهي تأمل بالتوصل إلى صفقة مع الأميركيين تُفرض على إسرائيل. في الأيام الأخيرة، يعمل ويتكوف مع رئيس وزراء قطر محمد آل ثاني على رسالة جديدة من "حماس" توافق فيها الحركة على الإفراج عن عشرة مخطوفين. من غير الواضح ما إذا كان ويتكوف سينجح في إقناع ترامب، أم أن نتنياهو سيتغلب عليه.
نتنياهو يطلب وقتاً إضافياً
وبين الكاتب إن هدف نتنياهو هو إقناع ترامب بالانتظار قليلاً، والقول إن عملية السيطرة على مدينة غزة على وشك أن تغيّر مسار المعركة كلها. يعرض نتنياهو على الصحافيين المقربين منه تقارير استخباراتية – طبعاً تلك المريحة له – ومن وجهة نظره، يجب كسب بضعة أشهر إضافية، وعندها سيأتي الانتصار الكبير، أو الخدعة التالية. ترامب دعمه حتى الآن، ونتنياهو يريد مزيداً من الوقت لمواجهة الضغوط.
جوهر الخلاف: كيف يُبعد حماس؟
وأكد الكاتب أن جوهر الخلاف الذي يتعين على ترامب حسمه هو السؤال: ما الذي سيُبعد "حماس" عن الحكم بشكل أسرع: صفقة تُفرض على إسرائيل، أو إنهاء الحرب وتدخّل الدول العربية، أم اجتياح مدينة غزة؟
الكذبة الكبرى التي يروّجها نتنياهو هي أسطورةُ أنه وحده يريد القضاء على "حماس". لقد أظهر مؤتمر الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الإجماع القائم منذ عامين، والذي يسعى نتنياهو لإفشاله – فالدول العربية والولايات المتحدة ودول الغرب تريد إزاحة "حماس" عن الحكم واستبدالها بقيادة مدنية طبيعية.
ترامب الغامض.. أي وجه سيظهر؟
واختتم الكاتب مقاله بالقول إنه بعد ثمانية أشهر من ولايته، من الصعب قراءة موقف الرئيس الأميركي. لقد بدا خطابه في الأمم المتحدة كأنه كلام شخص غير متماسك، وعبارة عن مزيج من نظريات المؤامرة التي يطلقها مُنكرو اللقاحات في موقع فيسبوك. ومع ذلك، بدا في لحظات معينة حاداً جداً، ويفهم جيداً توازنات العلاقات.
أيُّ ترامب سيلتقي نتنياهو: العم المجنون على مائدة رأس السنة، أم رجل الأعمال الذي يشتم رائحة الكذب؟ نحن بانتظار يوم الاثنين.










