هزيمة دبلوماسية وسقوط سياسي.. كيف وصف الإعلام العبري ما جرى بالأمم المتحدة؟

profile
  • clock 26 سبتمبر 2025, 9:47:15 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

تعيش إسرائيل حالة ارتباك سياسي وإعلامي متصاعدة بعد الاعترافات الدولية الأخيرة بالدولة الفلسطينية، حيث وصفت وسائل الإعلام العبرية هذه التطورات بأنها "هزيمة دبلوماسية" ثقيلة وخسارة فادحة في معركة الرأي العام العالمي.

موقع واي نت التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت كتب أن ما جرى في أروقة الأمم المتحدة يمثل سقوطاً سياسياً مدوياً لإسرائيل أمام المجتمع الدولي، بعدما فشلت حكومة نتنياهو في منع موجة الاعترافات المتلاحقة. واعتبر الموقع أن الحدث يكشف بوضوح ضعف قدرة إسرائيل على التأثير في الساحة الدولية، مقارنةً بتنامي الحضور الفلسطيني في المنظمات الأممية وقدرته على كسب دعم متزايد.

انقسام داخلي حول الرد

صحيفة هآرتس سلطت الضوء على حالة الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية الرد على الاعترافات، إذ يتداول نتنياهو ووزراؤه عدة خيارات من بينها فرض السيادة الإسرائيلية على بعض المستوطنات أو اتخاذ خطوات عقابية ضد قيادات السلطة الفلسطينية. 

لكن الصحيفة لفتت إلى أن هذه المقترحات تواجه مخاوف جدية من أن تؤدي إلى نتائج عكسية تزيد عزلة إسرائيل وتعمّق أزمتها مع أوروبا وحتى مع الولايات المتحدة. وأكدت أن الحكومة تتأرجح بين الرغبة في الرد الصارم لإظهار الحزم وبين القلق من الغرق في أزمة أعمق مع الحلفاء الغربيين.

تسونامي دبلوماسي

موقع واللا اعتبر أن الاعتراف الدولي المتنامي بالدولة الفلسطينية يشكل "تسونامي دبلوماسي" يضرب إسرائيل في العمق، محذراً من أن التطورات الأخيرة قد تكون بداية لانهيار شبكة الدعم التقليدي التي اعتمدت عليها تل أبيب لعقود. 

وأضاف الموقع أن الخطر يتضاعف إذا ترافق هذا المسار مع تراجع في التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام دول أخرى لتلحق بركب الاعتراف بفلسطين، ما يقود إسرائيل إلى عزلة دولية متزايدة.

تهديد اقتصادي مباشر

أما صحيفة جلوبس الاقتصادية فركّزت على الأبعاد المالية والسياسية، محذّرة من أن موجة الاعترافات قد تفتح الباب أمام خطوات عقابية أوروبية عملية، مثل فرض عقوبات اقتصادية أو تجميد اتفاقيات تجارية، بل وحتى بحث مسألة حظر بضائع المستوطنات في الأسواق الأوروبية. 

واعتبرت الصحيفة أن هذه التداعيات قد تضرب بشكل مباشر الاقتصاد الإسرائيلي، وتضعف ثقة المستثمرين الدوليين الذين يتابعون التطورات بحذر بالغ.

مواقف سياسية متشددة

سياسياً، أجمعت وسائل الإعلام العبرية على أن الموقف الإسرائيلي الرسمي يتسم برفض شبه كامل لهذه الاعترافات. فقد وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوة بأنها "مكافأة للإرهاب"، فيما رأت قوى المعارضة أن ما جرى يشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل لكنه في الوقت نفسه يعكس فشل الحكومة الحالية في إدارة الملف. 

وعلى الرغم من حدة الانتقادات، لم تقدّم المعارضة الإسرائيلية بديلاً أو خطة مواجهة واضحة يمكن أن تشكل مخرجاً من الأزمة المتصاعدة.

مراكز بحثية وقراءات متباينة

المراكز البحثية الإسرائيلية انخرطت بدورها في النقاش، إذ اعتبر المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل خرقاً صريحاً لاتفاقيات أوسلو التي نصت على أن الدولة لا تقوم إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين. 

بينما ذهب مركز القدس للشؤون العامة إلى اعتبار الخطوة الأحادية "خطأً تاريخياً" ينسف أي إمكانية مستقبلية لتسوية سياسية عادلة. وفي المقابل، دعا بعض المحللين في الصحافة العبرية إلى تبنّي رد عقلاني ومدروس، محذرين من أن أي قرارات متسرعة قد تؤدي إلى نتائج عكسية تزيد عزلة إسرائيل.

انعكاس خطير على صورة إسرائيل

وفي المجمل، أجمع المراقبون الإسرائيليون على أن الاعترافات الدولية رغم رمزيتها السياسية والقانونية، لن تغيّر من الواقع الميداني على الأرض، لكنها تحمل تحولاً نوعياً في صورة إسرائيل الدولية. 

هذا التحول، وفق التحليلات، يعزز الشرعية القانونية والسياسية للموقف الفلسطيني، وفي الوقت نفسه يضعف مكانة تل أبيب ويعمّق خسارتها في الرأي العام العالمي، وهو ما يجعل الأزمة الحالية أكبر بكثير من مجرد معركة دبلوماسية عابرة.

التعليقات (0)