"يديعوت": اعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية يضع نتنياهو أمام معضلة الرد

profile
  • clock 23 سبتمبر 2025, 8:15:21 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

قال الكاتبان الإسرائيليان ايتمار آيخنر ويوفال كارني إن المشهد الدولي شهد قبل يومين تطورًا دراماتيكيًا عندما أعلن رؤساء وزراء بريطانيا وكندا وأستراليا، خلال دقائق معدودة، عن اعترافهم بدولة فلسطينية، في خطوة وُصفت بأنها ذروة جديدة في الجهد الدولي لإحياء حل الدولتين. وأشارا إلى أنّ البرتغال انضمت إلى هذه الخطوة، ما رفع عدد الدول التي باتت تعترف بدولة فلسطين إلى 152، مع توقعات قوية بأن تُقدم فرنسا وبلجيكا ومالطا وسان مارينو وأندورا ولوكسمبورغ على إعلان مماثل خلال الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف آيخنر وكارني، في مقال منشور بموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية سارعت إلى نشر رد حاد على قرارات الاعتراف، مؤكدة أن هذه الخطوات أحادية الجانب تمثل، بحسب تعبيرها، "مكافأة على مذبحة 7 أكتوبر"، معتبرة أنها تعزز من قوة حركة "حماس" بدلًا من إضعافها، وأنها تمثل اعترافًا بدولة لم تلتزم بالوفاء بأي من التزاماتها أو وقف التحريض أو التوقف عن سياسة "دفع الأموال مقابل القتل"، بل وتواصل احتضان ما تسميه إسرائيل "بنية تحتية إرهابية"، في إشارة إلى اكتشاف صواريخ قرب رام الله قبل أيام.

موقف نتنياهو

أوضح الكاتبان أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان أكثر تشددًا، إذ أعلن بشكل قاطع: "لن تقوم دولة فلسطينية غربي النهر". ووجّه رسالة مباشرة إلى زعماء الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أنّهم يقدمون جائزة كبرى للإرهاب بعد أحداث 7 أكتوبر، وأن إسرائيل ستواجه هذه الخطوات بقرارات أكثر صرامة. وأضاف أنّه على مدى سنوات طويلة منع، رغم ضغوط داخلية وخارجية، إقامة ما وصفه بـ"دولة إرهاب في قلب إسرائيل"، وأن الرد على هذه الاعترافات سيكون بمضاعفة الاستيطان في "يهودا" و"السامرة" واتخاذ خطوات إضافية فور عودته من الولايات المتحدة.

الترقب لترامب

وتابعا أن الساحة السياسية في إسرائيل تنتظر باهتمام اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة، حيث يسعى نتنياهو لتنسيق ردود محسوبة مع واشنطن قبل اتخاذ خطوات حادة، خصوصًا ضد فرنسا التي تقود موجة الاعتراف الجديدة. وأشارا إلى أنّ بين الخطوات التي يجري التفكير فيها إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، وهو ما قد يؤدي إلى رد فرنسي عنيف يشمل طرد دبلوماسيين إسرائيليين أو تقليص أنشطة جهاز "الموساد" في باريس. ومع ذلك، يرى الكاتبان أنّ الولايات المتحدة لن تعارض بالضرورة اتخاذ إسرائيل إجراءات دبلوماسية عقابية ضد فرنسا، وإن كانت واشنطن ستضع حدودًا واضحة أمام أي محاولة لضم الأراضي.

ضغوط الائتلاف

لفت المقال إلى أن معضلة نتنياهو تتمثل في أن حكومته أعدت الرأي العام الإسرائيلي لردود شديدة القسوة، لكن هذه التوقعات قد تصطدم بالفيتو الأمريكي الذي قد يستخدمه ترامب لوقف أي خطوات ضم رسمية. وهذا يعني أن نتنياهو قد يجد نفسه أمام خيبة أمل كبيرة داخل قاعدته السياسية التي تطالب بخطوات فعلية لفرض السيادة. وأشار الكاتبان إلى أنّ ما قد ينقذ نتنياهو من هذا المأزق هو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى أو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهي أوراق يمكن أن تخفف من الضغط الداخلي المتزايد عليه.

دعوات للسيادة

وبيّن المقال أن وزراء ونوابًا في الحكومة والائتلاف الحاكم سارعوا إلى المطالبة بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية كرد مباشر على الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية. وزير العدل يريف لفين كتب بوضوح أنّ "زمن السيادة قد حان"، فيما دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى إجراءات "مضادة وفورية"، تشمل فرض السيادة الكاملة وسحق ما سماه "سلطة الإرهاب". كذلك شدّد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على أنّ "الانتداب انتهى" وأن الرد الوحيد هو السيادة الكاملة وشطب أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية من جدول الأعمال. ووجّه رسالة إلى نتنياهو قائلًا: "هذا هو الوقت، والقرار في يديك".

أصوات المعارضة

وفي المقابل، نقل الكاتبان أنّ المعارضة الإسرائيلية شنت هجومًا لاذعًا على الحكومة. فقد اعتبر يائير لابيد أن الاعتراف الدولي يمثل "كارثة سياسية" و"جائزة للإرهاب"، بينما وصف يائير غولان، رئيس حزب "الديمقراطيين"، الخطوة بأنها "فشل سياسي جسيم لنتنياهو وسموتريتش". أما رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت، فرأى أنّ انشغال العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الذي يذوي فيه المخطوفون الإسرائيليون في أنفاق غزة هو نتيجة مباشرة لـ"فشل سياسي مدو" للحكومة، التي لم تنجح في تحويل ما تسميه إنجازات عسكرية إلى مكاسب سياسية على الساحة الدولية.

التعليقات (0)