تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

أعلن منظمو طواف إسبانيا للدراجات الهوائية، الأحد، إلغاء المرحلة الأخيرة من السباق في العاصمة مدريد، بعد اقتحام مئات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين لمسار المنافسة، واشتباكهم مع قوات الشرطة. وجاءت الاحتجاجات اعتراضًا على مشاركة فريق "إسرائيل-بريمر تيك" في السباق، على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.

فوز فينجارد رغم إلغاء التتويج

رغم توقف السباق، تم تثبيت نتائج الترتيب العام، ليُعلن الدنماركي يوناس فينجارد من فريق فيسما-ليس أبايك، فائزًا بالنسخة الـ80 للطواف. وقال المنظمون إن الوضع الأمني حال دون إقامة مراسم التتويج الرسمية.

اشتباكات ووجود أمني مكثف

شهدت مدريد انتشار أكثر من ألف شرطي لتأمين المرحلة الأخيرة، إلا أن المتظاهرين تمكنوا من إزالة الحواجز وقطع الطرق، ما أجبر المتسابقين على النزول عن دراجاتهم. واستمرت المواجهات بعد الإلغاء، حيث ألقى المحتجون عبوات مياه وأغراضًا باتجاه الشرطة، فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

موقف سانشيز وتصعيد سياسي

في موازاة ذلك، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالمتظاهرين، معتبرًا أنهم "ينشغلون بقضايا عادلة مثل فلسطين"، مؤكدًا احترامه للرياضيين والمتابعين. وكانت إسبانيا قد اعترفت رسميًا بدولة فلسطين في مايو 2024، وفرضت قيودًا على الإمدادات العسكرية الموجهة للاحتلال.

في المقابل، أدان زعيم المعارضة ألبرتو نونيث فيخو تصريحات سانشيز، معتبرًا أنها تشجع الفوضى بدلًا من إدانة الاحتجاجات.

توتر دبلوماسي بين مدريد وتل أبيب

الأزمة انعكست على العلاقات الدبلوماسية، حيث استدعى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس القائم بالأعمال الإسرائيلي في مدريد، رفضًا لتصريحات "مسيئة وكاذبة" من مكتب نتنياهو ضد سانشيز. وكانت حكومة الاحتلال قد اتهمت رئيس الوزراء الإسباني بـ"تهديد إسرائيل بالإبادة"، عقب إعلانه عن إجراءات جديدة ضد شحنات الأسلحة والوقود المتجهة إليها.

احتجاجات غير مسبوقة

ويُعد هذا الموقف الأول من نوعه منذ عام 1978، حينما أوقف انفصاليون من إقليم الباسك المرحلة الأخيرة للطواف. ومع ذلك، يرى مراقبون أن نسخة هذا العام ستبقى محفورة في الذاكرة، إذ امتزج فيها الحدث الرياضي بالسياسي، وسط تصاعد الغضب الأوروبي من حرب غزة.