-
℃ 11 تركيا
-
15 سبتمبر 2025
الرئيس الإيراني: العدوان الإسرائيلي على قطر إرهاب سافر يستهدف تقويض جهود وقف حرب غزة
الإرهاب الإسرائيلي خارج كل الأعراف الدولية
الرئيس الإيراني: العدوان الإسرائيلي على قطر إرهاب سافر يستهدف تقويض جهود وقف حرب غزة
-
15 سبتمبر 2025, 2:06:54 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الرئيس الإيراني
محمد خميس
شهدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، كلمات قوية من قادة وزعماء العالمين العربي والإسلامي، كان أبرزها كلمة الرئيس الإيراني التي جاءت حادة وصريحة في توصيف العدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر، معتبرًا أنه إرهاب سافر وانتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية.
العدوان الإسرائيلي على قطر رسالة خطيرة
قال الرئيس الإيراني إن الهجوم الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة لم يكن مجرد عمل عدواني عابر، بل استهدف بشكل مباشر تقويض الجهود الرامية إلى وقف العدوان على غزة. وأكد أن قطر، التي قامت بدور الوسيط في أكثر من محطة مفاوضات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، أصبحت هدفًا واضحًا بسبب سعيها الجاد إلى تخفيف معاناة المدنيين في غزة ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن ضرب دولة تسعى للسلام يعني أن الاحتلال لا يريد أي حلول سياسية أو تفاوضية، بل يسعى لفرض معادلات جديدة بالقوة المسلحة.
الإرهاب الإسرائيلي خارج كل الأعراف الدولية
وصف الرئيس الإيراني العدوان بأنه إرهاب دولة سافر ينتهك القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية. وأضاف أن استهداف دولة ذات سيادة مثل قطر هو دليل على أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وباتت تتصرف ككيان فوق القانون، غير عابئة بقرارات الأمم المتحدة أو بمواثيق المجتمع الدولي.
وشدد على أن ما جرى لا يمثل تهديدًا لقطر وحدها، بل يشكل سابقة خطيرة تمس جميع الدول العربية والإسلامية، إذ يفتح الباب أمام الاحتلال لارتكاب اعتداءات مماثلة ضد أي دولة أخرى تحت ذرائع واهية.
استهداف مباشر لجهود وقف الإبادة في غزة
أكد الرئيس الإيراني أن التوقيت لم يكن بريئًا، إذ جاء العدوان على قطر بينما كانت تستضيف وفودًا تفاوضية وتبذل جهودًا لإنهاء المجازر في غزة. وأضاف: "من الواضح أن الكيان الصهيوني لا يريد لأي وساطة أن تنجح، لأنه مستمر في مشروعه الدموي القائم على الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين."
واعتبر أن الهجوم على قطر لا يمكن فصله عن استراتيجية إسرائيل لإفشال كل مبادرة لوقف النار، ولإرسال رسالة إلى كل وسيط إقليمي أو دولي بأن إسرائيل لا تقبل أي تدخلات تحد من عدوانها.
سجل طويل من الاعتداءات الإسرائيلية
ذكّر الرئيس الإيراني المجتمعين بأن إسرائيل لم تكتفِ بغزة أو الضفة الغربية، بل وسّعت هجماتها هذا العام إلى عدة دول عربية وإسلامية، متذرعة بالدفاع عن النفس. وأوضح أن هذا النهج العدواني المتكرر يوضح أن الاحتلال الإسرائيلي تحول إلى تهديد إقليمي شامل، يستهدف تقويض استقرار المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن استهداف دول وسيطة مثل قطر، وقبلها هجمات متفرقة في سوريا ولبنان، يعكس رغبة إسرائيل في جرّ المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
الغطاء الغربي وراء استمرار العدوان
اتهم الرئيس الإيراني الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بأنها السبب المباشر في إفلات إسرائيل من العقاب. وقال إن الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الغربي لإسرائيل هو ما يمنحها الجرأة لمواصلة عدوانها بلا رادع. وأضاف: "لو لم يكن هناك غطاء غربي لما تجرأ الكيان الصهيوني على ارتكاب كل هذه الجرائم والانتهاكات."
وأشار إلى أن ازدواجية المعايير الغربية واضحة: إذ يتم فرض العقوبات على دول بعينها لمجرد انتهاكات بسيطة، بينما يُترك الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب وإبادة جماعية دون محاسبة.
دعوة إلى موقف إسلامي موحد
شدد الرئيس الإيراني على أن ما يجري يتطلب موقفًا إسلاميًا موحدًا، يتجاوز البيانات الشكلية إلى خطوات عملية تشمل:
التحرك الجماعي في مجلس الأمن والأمم المتحدة لمحاسبة الاحتلال.
فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل لإجبارها على التراجع.
دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا وإعلاميًا وماديًا.
الضغط على الدول الغربية لوقف دعمها غير المشروط للاحتلال.
وأكد أن وحدة الموقف الإسلامي ستشكل قوة ضغط هائلة على الساحة الدولية، وستمنع إسرائيل من الاستفراد بكل دولة على حدة.
قطر في قلب التضامن الإسلامي
وجّه الرئيس الإيراني رسالة تضامن قوية إلى دولة قطر، مشيدًا بدورها الإنساني والدبلوماسي، ومؤكدًا أن الاعتداء الإسرائيلي عليها هو اعتداء على كل الأمة الإسلامية. وقال إن الوقوف مع قطر في هذه المرحلة هو واجب أخلاقي وسياسي، وأن أي تراخٍ في مواجهة هذا العدوان سيشجع الاحتلال على استهداف المزيد من الدول.
نحو رؤية جديدة للأمن الإقليمي
واختتم الرئيس الإيراني كلمته بالتأكيد على أن المنطقة بحاجة إلى رؤية جديدة للأمن الإقليمي، تقوم على التعاون بين الدول العربية والإسلامية، وتحصين الجبهة الداخلية ضد أي محاولات إسرائيلية لزرع الفوضى والانقسامات.
وقال إن ما جرى في الدوحة يجب أن يكون جرس إنذار للجميع: إسرائيل لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل تسعى لإخضاع المنطقة كلها. ومن هنا فإن الرد يجب أن يكون إستراتيجيًا وموحدًا، بعيدًا عن الانقسامات أو الحسابات الضيقة.










