الموقف الدولي.. صمت وانتقادات خجولة

وزارة الصحة اليمنية: شهيدان و48 مصابًا في حصيلة أولية لغارات إسرائيلية على صنعاء

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 3:15:50 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غارات إسرائيلية على صنعاء

محمد خميس

أعلنت وزارة الصحة اليمنية، مساء اليوم، أن حصيلة أولية للغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي على العاصمة صنعاء بلغت شهيدين و48 مصابًا، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأكدت الوزارة أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع نظرًا لوجود إصابات حرجة وخطورة الأوضاع الميدانية.

تفاصيل الغارات على صنعاء

بحسب مصادر محلية، فإن الغارات استهدفت عدة مواقع داخل العاصمة، من بينها مبانٍ سكنية ومقار مدنية، ما أدى إلى انهيار أجزاء من المنازل على ساكنيها. وشوهدت سيارات الإسعاف والدفاع المدني وهي تعمل لساعات طويلة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

وأكد شهود عيان أن الانفجارات كانت عنيفة جداً، وأدت إلى تدمير واسع في الأحياء المستهدفة، فيما هرعت مئات الأسر إلى الشوارع هربًا من الغارات.

وزارة الصحة اليمنية: نحتاج دعماً عاجلاً

في بيان رسمي، ناشدت وزارة الصحة اليمنية المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية سرعة التدخل لتقديم الدعم الطبي الطارئ، مشيرة إلى أن المستشفيات في صنعاء تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وأجهزة الإنعاش.

وأكدت الوزارة أن ارتفاع أعداد الجرحى يفوق الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية، مما يهدد حياة العديد من المصابين الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة.

اليمن في قلب العدوان الإسرائيلي

الهجوم على صنعاء يأتي في سياق التصعيد الإقليمي الذي تشهده المنطقة، إذ أعلنت إسرائيل في وقت سابق أنها ستوسع من نطاق عملياتها العسكرية لتشمل أهدافاً في اليمن، بذريعة الرد على الهجمات التي يشنها الحوثيون باتجاه العمق الإسرائيلي.

ويرى مراقبون أن استهداف العاصمة اليمنية هو محاولة إسرائيلية لفتح جبهة جديدة، وإرسال رسالة ردع إلى أنصار الله، لكن النتائج الميدانية تعكس بالأحرى إصرار الشعب اليمني على الاستمرار في دعمه لغزة وصموده في وجه أي عدوان خارجي.

سقوط مدنيين.. جريمة حرب جديدة

اعتبرت منظمات حقوقية محلية أن استهداف الأحياء السكنية في صنعاء، وسقوط شهداء وجرحى من المدنيين، يرقى إلى جريمة حرب، ويعكس سياسة إسرائيل في استهداف المدنيين على غرار ما تقوم به في قطاع غزة ولبنان.

وقالت هذه المنظمات إن استمرار استهداف المدنيين يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ويستوجب تحقيقًا دوليًا مستقلًا في جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب اليمني.

تنديد شعبي ورسمي

أثار الهجوم على صنعاء موجة غضب واسعة في الشارع اليمني، حيث خرجت مظاهرات في بعض المناطق تندد بالغارات وتؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني. واعتبر المحتجون أن دماء اليمنيين تختلط بدماء الفلسطينيين في معركة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.

كما أدانت الحكومة اليمنية في صنعاء الهجوم، مؤكدة أن الغارات الإسرائيلية لن تثني الشعب اليمني عن دعمه للمقاومة الفلسطينية، بل ستزيد من تمسكه بمواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.

صلة مباشرة بعدوان غزة

يربط مراقبون بين الغارات على صنعاء والعدوان المتواصل على قطاع غزة، مشيرين إلى أن إسرائيل تسعى عبر استهداف اليمن إلى الضغط على الأطراف الداعمة للمقاومة، في محاولة لعزل غزة عن عمقها الاستراتيجي.

ويؤكد خبراء أن هذا التصعيد يفتح الباب أمام توسع دائرة المواجهة في المنطقة، خاصة مع استمرار عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في عدة جبهات.

الموقف الدولي.. صمت وانتقادات خجولة

حتى اللحظة، لم يصدر عن المجتمع الدولي سوى مواقف خجولة تدعو إلى "ضبط النفس" دون إدانة صريحة للغارات. هذا الموقف يراه اليمنيون استمراراً لسياسة الكيل بمكيالين، حيث يتم التغاضي عن الجرائم الإسرائيلية بينما تُمارس الضغوط على الشعوب التي تدافع عن نفسها.

وطالبت وزارة الصحة اليمنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهما، والعمل على وقف العدوان وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي الإنساني.

صنعاء صامدة رغم العدوان

على الرغم من آثار الغارات المدمرة، فإن العاصمة صنعاء أظهرت مجددًا روح الصمود والتحدي، إذ سارعت الفرق الطبية والدفاع المدني والمتطوعون إلى العمل جنبًا إلى جنب لإنقاذ الجرحى وانتشال العالقين.

ويرى مراقبون أن استهداف صنعاء لن يضعف عزيمة اليمنيين، بل سيزيد من إصرارهم على مواجهة أي اعتداء خارجي، خاصة أن الشعب اليمني خبر لسنوات طويلة الحروب والحصار.

التعليقات (0)