مخططات صهيونية وأمريكية

عبد الملك الحوثي: صمود غزة حجة على الأمة والعدو يعاني هجرة عكسية ونقصاً في قواته

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 3:08:29 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عبد الملك الحوثي

محمد خميس

أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، أن العمليات البطولية التي ينفذها المجاهدون في غزة تمثل تعبيراً صادقاً عن الصمود الأسطوري والثبات العظيم للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن ما يجري في غزة يشكل حجة على الأمة الإسلامية والأنظمة العربية التي تخلت عن مسؤولياتها ووقفت موقف المتواطئ مع العدو.

صمود غزة ورسائله للعالم

قال الحوثي في خطابه إن المجاهدين في غزة أثبتوا أن الشعب الفلسطيني يملك من الإرادة والقدرة ما يجعله قادراً على مواجهة أعتى قوة عسكرية في المنطقة، مؤكداً أن استمرار المقاومة رغم القصف والحصار يعكس "ثباتاً أسطورياً" يمثل حافزاً لبقية الأمة.

وأضاف أن هذا الصمود ليس مجرد معركة فلسطينية داخلية، بل هو امتحان للأمة كلها، حيث يتكشف مدى استعداد الأنظمة والشعوب للقيام بواجباتها تجاه فلسطين.

انتقاد الأنظمة العربية

انتقد الحوثي بشدة بعض الأنظمة العربية التي تطالب بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية بدلاً من تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني. وقال إن هذه الأنظمة انحازت إلى الموقف الأمريكي والإسرائيلي، وتخلت عن واجباتها القومية والدينية.

وأشار إلى أن المفارقة تكمن في أن الأنظمة تضغط من أجل نزع السلاح من المجاهدين، بينما تستمر الولايات المتحدة في تزويد الاحتلال الإسرائيلي بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً، ما يكشف حجم التواطؤ والازدواجية في المواقف.

الهجرة العكسية داخل إسرائيل

تطرق الحوثي إلى ما وصفه بـ"ظاهرة خطيرة" داخل المجتمع الإسرائيلي، وهي الهجرة العكسية غير المسبوقة، نتيجة لصمود غزة والخسائر البشرية والنفسية التي تكبدها الاحتلال.

وأكد أن آلاف المستوطنين يغادرون فلسطين المحتلة بشكل متسارع، بحثاً عن الأمان في الخارج، وهو ما يعكس اتساع دائرة اليأس داخل الكيان الصهيوني، وفقدان ثقة المستوطنين بقدرة حكومتهم على حمايتهم.

كما كشف الحوثي أن الاحتلال يواجه نقصاً في قواته يصل إلى 12 ألف جندي بسبب ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية والتقاعد المبكر، مشدداً على أن هذا التراجع يعكس أزمة عميقة تضرب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

انهيار معنويات جيش الاحتلال

أوضح الحوثي أن تهرب الجنود الإسرائيليين من الخدمة لم يعد مجرد حالات فردية، بل تحول إلى ظاهرة واسعة داخل الجيش، ما يؤكد أن صمود المقاومة في غزة أصاب الاحتلال بأزمة ثقة داخلية، وأضعف معنويات جنوده.

وأشار إلى أن ما يحدث اليوم يعكس معادلة جديدة في الصراع، إذ بات العدو عاجزاً عن الحسم الميداني، بينما تتعاظم خسائره البشرية والمعنوية.

العدوان الإسرائيلي على لبنان

لم يقتصر خطاب الحوثي على غزة، بل تطرق إلى استمرار الاحتلال في شن غارات على لبنان، واستهداف المدنيين في عدة مناطق، أبرزها مجزرة بنت جبيل التي راح ضحيتها أبرياء.

وأكد أن هذه الاعتداءات تمثل خرقاً واضحاً للاتفاقات مع الدولة اللبنانية، وتكشف عن نوايا الاحتلال التوسعية ومخططاته الاستعمارية في المنطقة.

مخططات صهيونية وأمريكية

كشف الحوثي أن إسرائيل تعمل ضمن مشروع استراتيجي يُعرف باسم "ممر داوود"، يهدف للوصول إلى نهر الفرات بمشاركة أمريكية مباشرة، ما يوضح طبيعة المخططات الصهيونية الرامية إلى السيطرة على المنطقة.

وشدد على أن أي اتفاقات أمنية مع الاحتلال ستكون مجرد غطاء لاستمرار اعتداءاته على الشعوب العربية، مؤكداً أن إسرائيل لا تحترم أي التزامات، بل تسعى إلى فرض وقائع جديدة بالقوة العسكرية.

الموقف الأمريكي الداعم للاحتلال

تطرق الحوثي إلى الدور الأمريكي في دعم إسرائيل، مشيراً إلى تصريحات المبعوث الأمريكي الذي قال إن إسرائيل "قصة مختلفة" بالنسبة لواشنطن، وتعتبر حليفاً استراتيجياً له مكانة خاصة في القلب الأمريكي.

وأكد الحوثي أن هذه التصريحات تكشف حجم الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل، وتفضح ازدواجية الخطاب الغربي الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان بينما يدعم الاحتلال في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في غزة ولبنان.

دعوة للأمة الإسلامية

في ختام خطابه، دعا عبد الملك الحوثي الأمة الإسلامية وشعوبها إلى إدراك حجم المؤامرة التي تستهدف فلسطين والمنطقة بأسرها، محذراً من خطورة استمرار الصمت تجاه جرائم الاحتلال.

وقال إن ما يجري في غزة يمثل اختباراً عملياً للأمة، وعلى الشعوب أن تتحرك وتضغط على أنظمتها للقيام بواجباتها، بدلاً من الارتهان للمواقف الأمريكية والإسرائيلية.

التعليقات (0)