دعوة إلى اليقظة والمواجهة

عبد الملك الحوثي : مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية مسؤولية الأمة جمعاء

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 3:22:53 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عبد الملك الحوثي

محمد خميس

أكد قائد أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، في خطاب جديد أن النظرة الأمريكية إلى بلدان المنطقة لا تعطي أي قيمة لما تقدمه الأنظمة العربية من خدمات، بل تعتبرهم مجرد أدوات في خدمة المشروع الأمريكي-الإسرائيلي. 

وأوضح أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين الأخيرة تكشف بوضوح حجم الاستهانة بالعرب، واعتبارهم مجرد "بقرة حلوب" لا أكثر، في وقت تُعامل فيه إسرائيل كحليف استراتيجي يحظى بالاحترام والدعم المطلق.

لا قيمة للتحالفات العربية أمام إسرائيل

قال الحوثي إن الواقع السياسي يثبت أن أمام إسرائيل "لا قيمة لأي تحالفات عربية"، إذ أن جميع العرب في نظرها مستباحون، ولا حصانة لأي دولة عربية مهما كانت درجة تعاونها أو تطبيعها. وأضاف أن المبعوث الأمريكي وصف "السلام مع إسرائيل" بأنه سلام موهوم يشبه السراب، وهو توصيف يعكس حقيقة المشروع الذي يلهث وراءه بعض الحكام العرب من دون أي مردود فعلي.

وأوضح أن من يظن أن التطبيع مع إسرائيل سيمنحه حماية أو مكانة، فإنه يخطئ التقدير، لأن الصراع ليس على حدود أو نزاع جغرافي، بل هو صراع على الهيمنة والسيطرة، حيث يسعى الأمريكي والإسرائيلي إلى فرض معادلة استباحة كاملة للشعوب العربية.

معادلة الاستباحة والسيطرة

أكد قائد أنصار الله أن المعادلة التي يحاول الأمريكي والإسرائيلي تكريسها في المنطقة تقوم على الهيمنة والاستباحة، بحيث يتحول العرب إلى تابعين فاقدي الإرادة والقرار. وقال إن من يقبل بهذه المعادلة يفرط في إنسانيته وكرامته وحريته ودينه وهويته ودنياه وآخرته.

وشدد الحوثي على أن مواجهة هذه المعادلة تتطلب موقفاً عربياً موحداً يرفض الإملاءات الأجنبية ويستعيد القرار المستقل، مؤكداً أن الرضوخ لا يجلب سوى المزيد من الإذلال والخسائر.

جرائم الاحتلال في لبنان وسوريا

تطرق عبد الملك الحوثي إلى الوضع في لبنان، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم متواصلة ضد المدنيين بينما تنشغل الحكومة اللبنانية بتنفيذ الإملاءات الأمريكية. وأضاف أن هذه الجرائم تمثل نموذجاً عملياً لسياسة الاستباحة، حيث يُقتل الأبرياء في وضح النهار من دون أن يقابل ذلك بردع أو موقف عربي جاد.

وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا ولبنان يجب أن يكون كافياً ليدفع الحكومات العربية إلى اتخاذ مواقف قوية، لكن الواقع يظهر عكس ذلك، حيث يُقابل الاستفزاز الأمريكي والإسرائيلي بـ"الذلة والخنوع والبرود".

الموقف الأمريكي.. إعلان صريح للهيمنة

قال الحوثي إن التصريحات الأمريكية الأخيرة لم تعد تخفي شيئاً، بل أصبحت تعلن بشكل واضح أن هدفها من المنطقة هو ملفات السيطرة والنفوذ، وأنها لا ترى في العرب سوى مصدر للثروات والأموال. وأوضح أن مثل هذه التصريحات كان يفترض أن تُواجَه بردة فعل غاضبة من الحكومات العربية، لكنها مرّت مرور الكرام، في دليل على عمق التبعية والارتهان.

وأكد أن هذه الحالة من الخضوع العربي تشجع الأمريكي والإسرائيلي على مزيد من التوسع والعدوان، لأنهما لا يواجهان أي مقاومة سياسية أو ميدانية جادة من الأنظمة الرسمية.

العرب بين الاستفزاز والصمت

انتقد الحوثي الحالة السائدة في العالم العربي، حيث تصدر أكبر الاستفزازات من أمريكا وإسرائيل، بينما يُقابلها الرسميون بالبرود والخنوع، على حد وصفه. وقال إن هذا الواقع يمثل أخطر تهديد لمستقبل الأمة، لأن الصمت على الاستفزازات يفتح الباب أمام المزيد من الإهانات والاعتداءات.

وأشار إلى أن المطلوب اليوم هو كسر دائرة الصمت، وبناء موقف عربي وإسلامي مستقل يواجه المشاريع الأمريكية-الإسرائيلية، ويعيد الاعتبار إلى القضايا المركزية للأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين.

الصراع على هوية المنطقة

أوضح عبد الملك الحوثي أن الصراع القائم ليس مجرد نزاع عسكري أو حدودي، بل هو صراع على هوية المنطقة ومصيرها. فالأمريكي يسعى إلى فرض ثقافته ونمطه السياسي والاقتصادي على الشعوب العربية، بينما تعمل إسرائيل على استباحة الأرض والإنسان معاً.

وأضاف أن من يقبل بهذه الهيمنة يفرط ليس فقط بأرضه وثرواته، بل أيضاً بكرامته وهويته ودينه، ليصبح مجرد تابع فاقد للقرار.

دعوة إلى اليقظة والمواجهة

في ختام خطابه، دعا قائد أنصار الله الشعوب العربية والإسلامية إلى إدراك حجم التحدي الذي يواجهها، مؤكداً أن الرهان على أمريكا أو إسرائيل رهان خاسر، وأن الحل الوحيد يكمن في اليقظة والمقاومة والوحدة.

وقال إن ما يجري اليوم في فلسطين ولبنان وسوريا هو رسالة واضحة بأن الاستباحة ليست نظرية، بل واقع عملي يعيشه ملايين العرب، وإن الاستمرار في الخضوع يعني فقدان كل شيء.

التعليقات (0)