تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشفت مصادر في أسطول الصمود العالمي، الذي يهدف إلى كسر الحصار عن قطاع غزة، أن نشطاء من إيطاليا وإسبانيا ولوكسمبورغ المشاركين في الأسطول تلقوا تحذيرات من حكومات بلادهم بشأن خطط محتملة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة الأسطول عسكريًا فور دخوله المياه الدولية.

وأوضحت المصادر، اليوم الخميس، أن لجنة أسطول الصمود أبلغت المشاركين أن هذه قد تكون "الفرصة الأخيرة" لمن يرغب في المغادرة، مع اقتراب السفن من السواحل اليونانية، في ظل تصاعد التوترات وخطر المواجهة.

تحرك برلماني ودعم إيطالي للأسطول

في سياق متصل، ناقش برلمانيون إيطاليون الملف خلال جلسة في البرلمان، مطالبين بإرسال سفن حماية لمرافقة الأسطول، بدلاً من الاكتفاء بسفن إنقاذ، لضمان سلامة المشاركين ومنع تعرضهم لأي اعتداء. وأكد النواب أن الهدف الأساسي للأسطول هو كسر الحصار غير القانوني الذي يفرضه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على سكان قطاع غزة المحاصر.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو عن إرسال سفينة ثانية تابعة للبحرية الإيطالية لمرافقة أسطول المساعدات، مؤكدًا أن الخطوة لا تهدف إلى خوض حرب مع "دولة صديقة"، وإنما لحماية المواطنين الإيطاليين المشاركين وضمان سلامتهم أثناء الرحلة.

حادثة على متن سفينة "عمر المختار"

أفادت مصادر صحفية بوقوع حالة طوارئ على متن سفينة "عمر المختار"، بعد رصد تحليق ثلاث طائرات مسيّرة مجهولة فوقها، ما أثار القلق بين المشاركين.

وأكد عمر الحاسي، رئيس الحكومة الليبية الأسبق وأحد المشاركين على متن السفينة، أن الوضع تحت السيطرة، وأن جميع المشاركين بخير، ولم تتعرض السفينة لأي أضرار، مضيفًا أن السفينة مجهزة بقسم عناية مركزة لتقديم الخدمات الطبية الميدانية.

وكانت "عمر المختار" قد أبحرت الأحد الماضي للانضمام إلى أسطول الصمود العالمي، الذي يضم سفنًا متعددة مجهزة للمساعدات الإنسانية والطبية.

استهدافات سابقة للأسطول

وأشار الأسطول إلى أنه، يوم الأربعاء الماضي، تعرضت تسع من سفنه لتسعة انفجارات ناجمة عن استهداف بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى أضرار في 12 موقعًا على متن السفن.

وقد أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هذه الهجمات التي وقعت قبالة السواحل اليونانية، داعية إلى وقف الاعتداءات على الأسطول وإجراء تحقيق مستقل لضمان حماية المدنيين والناشطين المشاركين.

السياق الإنساني في غزة

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب ما وصفته منظمات دولية إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل، التجويع، التدمير، التهجير والاعتقال.

وقد خلفت هذه الهجمات أكثر من 233 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعانون من ظروف معيشية قاسية ومجاعة واسعة، فضلًا عن الدمار الشامل للبنية التحتية ومحو معظم مدن ومناطق القطاع من على الخريطة.

دور أسطول الصمود العالمي

يأتي أسطول الصمود العالمي كأحد أبرز المبادرات الدولية لكسر الحصار عن غزة، حيث يعمل على إيصال المساعدات الإنسانية والطبية، وضمان وصول المواد الأساسية إلى السكان المدنيين، في مواجهة القيود والتهديدات العسكرية الإسرائيلية.

ويعتبر الأسطول رمزًا للمقاومة السلمية وللتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، حيث يشارك فيه نشطاء من عدة دول أوروبية، مؤكدين التزامهم بالسلامة الإنسانية وحقوق المدنيين، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق.