تكبير الخط تصغير الخط

محمد خمييس

أدانت فصائل فلسطينية بارزة، من بينها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة فتح الانتفاضة، العدوان الإسرائيلي الأخير على العاصمة اليمنية صنعاء، معتبرةً أن هذا العدوان يشكل امتدادًا لجرائم الإبادة وفشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق معادلة الردع.

ردود فعل الفصائل الفلسطينية

أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن "الوحشية التي اتسم بها عدوان اليوم، تبرز مدى الألم والوجع الذي يعانيه الكيان الإسرائيلي جراء صمود الشعب اليمني، ودقة العمليات النوعية التي تنفذها القوات اليمنية المسلحة"، مشددة على أن الصمود اليمني يشكل درسًا في القوة والمقاومة.

بدورها، أشارت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن ما يقوم به العدو من جرائم حرب تحت غطاء أمريكي يعكس مأزقه العميق وفشله الذريع أمام القوات المسلحة اليمنية وصمود الشعب اليمني. وأضافت الجبهة أن الغارات لن تغيّر مسار المعركة، بل ستعزز مأزق الاحتلال وتكشف عجزه أمام الردود اليمنية النوعية.

أما حركة فتح الانتفاضة، فأكدت أن هذا العدوان يعكس حالة التخبط داخل المنظومة الأمنية لدى الاحتلال الإسرائيلي وفشله في التصدي لصواريخ اليمن الداعمة للشعب الفلسطيني. ووصفت الغطرسة الإسرائيلية الممتدة من فلسطين إلى اليمن بأنها الخطر الحقيقي على الأمة ومستقبلها، موجهة التحية إلى قيادة اليمن وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وإلى القوات المسلحة اليمنية والمجاهدين الذين يسطرون ملاحم بطولية في مواجهة العدوان.

كما دعت الفصائل جميع الشعوب العربية والإسلامية إلى التكاتف لوضع حد للغطرسة الصهيونية المستمرة، معتبرة أن الوحدة العربية والإسلامية هي السبيل لوقف التصعيد وحماية الحقوق المشروعة للشعوب.

تفاصيل العدوان وآثاره على المدنيين

وقالت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيون) إن العدوان الإسرائيلي استهدف إصلاحية تابعة لجهاز المخابرات تضم سجناء ومعتقلين، ما أدى إلى إصابة 50 شخصًا بينهم 3 بحالة حرجة، بحسب تقرير إسعافي إسرائيلي.

وأكدت وسائل الإعلام العبرية أن صاروخين اعتراضيين أُطلقا على الطائرة المسيّرة اليمنية لكنهما فشلا في اعتراضها قبل انفجارها في الموقع المستهدف، وهو ما أقرّ به جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي، موضحًا أن قوات الإنقاذ والإسعاف تعمل في المنطقة التي سقطت فيها المسيّرة.

هذا التصعيد يأتي ضمن محاولات الحوثيين المتزايدة خلال الأسابيع الأخيرة لشن هجمات على جنوب "إسرائيل" باستخدام المسيّرات والصواريخ، خاصة في مناطق مثل إيلات ومطار رامون. وقد نجحت طائرات مسيّرة يمنية في اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية، مسببة إصابات مباشرة بين المدنيين في مطار رامون.

الصمود اليمني والقدرات النوعية

تؤكد الفصائل الفلسطينية على أن الصمود اليمني والردود النوعية للقوات المسلحة يمثلان عنصر ضغط مهم على الاحتلال الإسرائيلي، ويكشفان ضعف منظومته العسكرية أمام الهجمات الدقيقة. ووصفت حركة الجهاد الإسلامي العمليات اليمنية بأنها دليل على القدرة على تحقيق توازن الردع والرد على العدوان، رغم الفارق الكبير في الإمكانيات بين الطرفين.

ويأتي ذلك في إطار تواصل العمليات الفلسطينية واليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعتبر الفصائل أن التضامن بين فلسطين واليمن هو رسالة قوية ضد أي محاولات للتفرد بالقوة وفرض المعادلات العسكرية.

دعوات للتضامن العربي والإسلامي

دعت الفصائل الفلسطينية جميع الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف مع اليمن وفلسطين، ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية، عبر دعم المقاومة وإرسال رسائل سياسية وعسكرية لمنع تكرار العدوان. وشددت على أن الانتصارات النوعية والردود الدقيقة على الاحتلال تبرز قدرة الشعوب العربية على تحقيق التوازن والردع رغم التحديات الكبيرة.