-
℃ 11 تركيا
-
5 سبتمبر 2025
عقد سري بـ45 مليون دولار بين جوجل ومكتب نتنياهو لترويج إنكار مجاعة غزة
عقد سري بـ45 مليون دولار بين جوجل ومكتب نتنياهو لترويج إنكار مجاعة غزة
-
5 سبتمبر 2025, 10:34:23 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشف موقع Drop Site News أن شركة جوجل تنفذ حاليًا عقدًا قيمته 45 مليون دولار مع مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يمتد لستة أشهر، بهدف تضخيم الدعاية الإسرائيلية عبر الإنترنت. ويصف العقد جوجل بأنها "جهة أساسية" في دعم رسائل نتنياهو والترويج لسرديته.
في 2 مارس 2025، وبعد ساعات قليلة من إعلان حكومة الاحتلال منع دخول الغذاء والدواء والوقود وكافة الإمدادات الإنسانية إلى غزة، لم ينشغل نواب الكنيست بالكارثة الإنسانية، بل سألوا عن استعداد مكتب نتنياهو للتعامل مع التداعيات الدعائية لهذا القرار. وقال النائب موشيه تور-باز، رئيس لجنة فرعية للشؤون الخارجية: "بدأت بمثال وقف المساعدات الإنسانية—هل استعديتم لهذا الأمر صباح اليوم؟".
وعندما وُجه نفس السؤال للناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي خلال الجلسة، أجاب مطمئنًا المشرعين أن "العمل جارٍ"، مضيفًا: "يمكننا أن نقرر أيضًا إطلاق حملة رقمية في هذا السياق، لشرح أنه لا يوجد جوع وتقديم البيانات".
حملات تضليل عبر جوجل ويوتيوب
وثائق العقود الحكومية المتاحة للجمهور تكشف أن دائرة الإعلانات الحكومية التابعة لمكتب رئيس الوزراء بدأت حملة دعائية ضخمة لإخفاء أزمة الجوع في غزة. وتشمل هذه الحملة استخدام مؤثرين أمريكيين—كُشف عنهم الشهر الماضي—إلى جانب إنفاق هائل على الإعلانات الممولة لصالح جوجل ويوتيوب ومنصات أخرى مثل إكس (تويتر سابقًا) ومِيتا.
وفي مقطع دعائي نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية على يوتيوب أواخر أغسطس، جاء الادعاء: "هناك طعام في غزة. أي ادعاء آخر هو كذبة"، وقد شاهده أكثر من 6 ملايين شخص. وأظهرت العقود أن هذا الفيديو جزء من حملة إعلانية ضخمة قيمتها 45 مليون دولار أُطلقت في يونيو بالتعاون مع جوجل، وشملت منصتها الإعلانية Display & Video 360. العقد وصف الحملة صراحة بأنها هسبراه، وهو مصطلح عبري يترجم بين "العلاقات العامة" و"الدعاية".
كما تبين أن حكومة الاحتلال أنفقت 3 ملايين دولار أخرى على حملة عبر منصة إكس، فيما حصلت شركتا Outbrain/Teads الفرنسية-الإسرائيلية على نحو 2.1 مليون دولار.
مجاعة من صنع الاحتلال
الحملة الدعائية جاءت في وقت تصاعد فيه الغضب الدولي من تدهور الأوضاع في غزة. ففي أغسطس، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا وجود مجاعة في محافظة غزة (بما فيها غزة سيتي)، فيما حذر التصنيف المتكامل للأمن الغذائي العالمي (IPC) من أن مناطق دير البلح وخان يونس ستتجاوز قريبًا عتبة المجاعة، مؤكدًا أن "هذه المجاعة من صنع الإنسان بالكامل، ويمكن وقفها وعكسها". كما حذرت أوتشا (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية) من "الانزلاق إلى مجاعة هائلة" في القطاع.
بحسب وزارة الصحة في غزة، توفي 367 فلسطينيًا بينهم 131 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب.
استهداف الأونروا والمنظمات الفلسطينية
سبق لمجلة وايرد أن كشفت العام الماضي وجود حملة إعلانات إسرائيلية عبر جوجل لتشويه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وخلال جلسة الكنيست في 2 مارس، قالت هداس ميمون، رئيسة قسم التوعية في وزارة الشتات الإسرائيلية: "منذ ما يقرب من عام ونحن نقود حملة كبرى ضد الأونروا".
وشملت إعلانات أخرى اتهام الأمم المتحدة بـ"التخريب المتعمد" لعمليات إدخال المساعدات إلى غزة، والترويج لما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأوروبية. كما روّجت إحدى الحملات لملاحقة حركة حماس قضائيًا بتهم عنف جنسي سبق أن فندتها تقارير حقوقية، استنادًا إلى تقرير مثير للجدل نشره مشروع دعائي إسرائيلي يُسمى "مشروع دينا".
كما استهدفت حملة أخرى مؤسسة هند رجَب، وهي منظمة فلسطينية تجمع الأدلة على جرائم الحرب الإسرائيلية وتدفع نحو الملاحقة الدولية، حيث اتهمتها الحكومة الإسرائيلية بارتباطات "بأيديولوجيات متطرفة" وبـ"منظمات إرهابية"، في محاولة لتقويض مصداقيتها.
دعوات علنية لتجويع غزة
ورغم إنكار الحكومة الإسرائيلية لوجود مجاعة، إلا أن قادة بارزين فيها أعلنوا صراحة دعمهم لسياسة التجويع كوسيلة لفرض التهجير. وقال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية وعضو ائتلاف نتنياهو، في تصريحات للقناة 12: "في رأيي يمكن حصارهم. لا ماء، لا كهرباء، يمكن أن يموتوا جوعًا أو يستسلموا".
أما عمحاي إلياهو، وزير التراث في حكومة نتنياهو، فقد صرح في يوليو: "لا توجد أمة تطعم أعداءها"، مضيفًا في مايو: "الفلسطينيون بحاجة إلى التجويع، وإذا كان هناك مدنيون يخافون على حياتهم فعليهم اتباع خطة الهجرة".
جوجل بين الاتهام والربح
في يونيو الماضي، أصدرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي تقريرًا خلص إلى أن جوجل ربحت من "الإبادة في غزة"، في إشارة إلى عقد "مشروع نيمبوس" المشترك بين جوجل وأمازون منذ 2021 لتزويد الحكومة والجيش الإسرائيليين بخدمات الحوسبة السحابية. لكن المؤسس المشارك لجوجل، سيرجي برين، هاجم التقرير واصفًا الأمم المتحدة بأنها "منظمة معادية للسامية بشكل واضح"، وفق ما نُقل عن منتدى داخلي في الشركة.
الدعاية خلال "عملية الأسد الصاعد"
العقود بين مكتب نتنياهو وجوجل أوضحت أن الحملة لم تقتصر على التغطية الإعلامية للحرب على غزة، بل شملت أيضًا محاولات لتبرير 12 يومًا من الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران، التي أطلق عليها "عملية الأسد الصاعد". ووفق تقديرات منظمة أمريكية حقوقية، أسفرت هذه الغارات عن مقتل 436 مدنيًا إيرانيًا.
وجاء في العقد أن دائرة الدعاية الحكومية (لابام) عملت "بصيغة طوارئ كاملة" منذ بدء العملية، بالتنسيق مع وزارات الدفاع والخارجية والشتات وهيئة الجبهة الداخلية، من أجل شن حملة إعلامية واسعة لتبرير العدوان. ووصفت الوثائق شركات مثل جوجل وإكس بأنها "جهات أساسية" لديها البنية التحتية والخبرة اللازمة للقيام بـ"المهام الدعائية المطلوبة".
كشف التضليل
في أغسطس، نشر موقع "مسبار" العربي لتقصي الحقائق تقريرًا أكد أن بيانات الشفافية الإعلانية لدى جوجل ومِيتا تكشف عن "حملة دعاية إسرائيلية واسعة النطاق" خلال عملية الأسد الصاعد، استخدمت التضليل لتبرير الضربات الجوية بزعم أنها ضرورية لأمن إسرائيل والغرب.
حتى الآن، لم تصدر جوجل ولا لابام ولا شركتا Outbrain/Teads أي تعليق على هذه التقارير.









.jpg)