تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في مشهدٍ يجسّد حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، فقدت الطفلة مريم دواّس، البالغة من العمر 9 أعوام، أكثر من نصف وزنها بسبب الحرب والحصار المفروض على القطاع منذ أشهر، ما جعلها رمزًا جديدًا لأزمة سوء التغذية المتفاقمة بين الأطفال الغزيين.

كانت مريم تزن 25 كيلوغرامًا قبل العدوان الإسرائيلي المستمر، لكن وزنها اليوم لا يتجاوز 10 كيلوغرامات، كما تؤكد والدتها، مدللة دواّس (33 عامًا)، التي تسكن مع أسرتها في مخيم للنازحين شمال غزة بعد أن دُمرت منازلهم في حي الرمال.

قطاع غزة يدخل مرحلة ما بعد المجاعة

صرّح تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف، أن الوضع في غزة "دخل ما بعد عتبة المجاعة"، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل ثلاثة فلسطينيين في القطاع المحاصر لا يجد ما يأكله ليومٍ كامل.

وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد شهداء التجويع في غزة إلى 175، من بينهم 93 طفلًا، في حين سجّلت مستشفيات القطاع 7 وفيات جديدة خلال 24 ساعة فقط نتيجة الجوع الحاد، بينها طفل واحد.

الاحتلال يُكرّس سياسة "هندسة التجويع والفوضى"

أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال "يتعمد خلق الفوضى ويمنع تدفق المساعدات الإنسانية"، إذ لم تدخل سوى 36 شاحنة مساعدات إنسانية يوم أمس، تعرضت غالبيتها للنهب والسرقة، ضمن سياسة ممنهجة لما أصبح يُعرف بـ"هندسة التجويع".

كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة سوء التغذية في غزة وصلت لمستويات خطيرة، ما يُهدد حياة مئات آلاف الفلسطينيين، خصوصًا الأطفال والنساء.

تل أبيب تُروّج لمؤسسة إنسانية مرفوضة دوليًا

منذ 27 مايو/أيار، شرعت "إسرائيل" بتوزيع المساعدات عبر ما يسمى بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة أميركيًا وإسرائيليًا ومرفوضة من الأمم المتحدة، حيث يعتبرها الفلسطينيون محاولة لتجميعهم بهدف التهجير القسري وإعادة احتلال القطاع.

ووفق وزارة الصحة بغزة، فإن حصيلة المجوّعين الذين استشهدوا أثناء انتظار المساعدات منذ بدء خطة توزيع هذه المؤسسة بلغت 1422 شهيدًا وأكثر من 10 آلاف إصابة.

مجزرة مستمرة بدعم أمريكي

منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تسبب العدوان الإسرائيلي، المدعوم أميركيًا، في استشهاد وإصابة أكثر من 209 آلاف فلسطيني، من ضمنهم عشرات آلاف الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وتدميرٍ شاملٍ للبنى التحتية، ومجاعة جماعية تهدد ما تبقى من السكان.