تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية خلال تقريرها الشهري، أن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك 27 مرة خلال شهر يوليو/تموز الماضي، فيما منعت سلطات الاحتلال رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي بالخليل 51 مرة، وفقًا لمصادر رسمية.

تجاوزات علنية في الأقصى بحماية الاحتلال

قالت الوزارة إن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير أصدر توجيهات رسمية لشرطة الاحتلال، تقضي بالسماح لـ المستوطنين بالرقص والغناء في ساحات المسجد الأقصى، ليس فقط في المنطقة الشرقية، بل في أرجائه كافة. وشُوهدت مجموعات مستوطنين تؤدي صلوات تلمودية وأغاني دينية قومية بصوت عالٍ، بحماية قوات الاحتلال، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لقدسية المكان.

كما شملت الاقتحامات نزول فرقة موسيقية صهيونية وعزفها لأغنية دينية قومية قرب باب الرحمة، تحمل كلمات تدعو لإقامة ما يسمى بـ"الهيكل المزعوم"، وهو تصعيد خطير يهدف إلى فرض طقوس تلمودية داخل الحرم وبث رمزية الهيكل المزعوم فيه.

منع الأذان في الإبراهيمي: حملة غير مسبوقة تستهدف الهوية الدينية

في سياق متصل، أفادت الوزارة بأن جيش الاحتلال منع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي بالخليل 51 مرة خلال يوليو، كما تأخر دخول المؤذّن لدى موعد الأذان بشكل متعمد. وأضافت أن الباب الشرقي والنوافذ لا تزال مغلقة منذ أكثر من ثمانية أشهر، مما يمنع وصول الصوت الكامل لصوت الأذان إلى المصليين.

ويعد هذا الإجراء جزءًا من سياسات تقويض الهوية الإسلامية في الحرم الإبراهيمي، التي تأتي على رأسها نقل السيطرة الجزئية عليه إلى هيئات صهيونية.

وهذه الإجراءات تتماشى مع تقارير سابقة أشارت إلى أن الاحتلال منع رفع الأذان في الحرم 54 مرة خلال مايو على سبيل المثال، مما يدل على تصاعد في حملة التضييق على المصلين والفريضة الدينية.

السياسة الاستعمارية: محاولات متواصلة لطمس الهوية

اعتبرت الأوقاف أن هذه الانتهاكات تمثل جزءًا من سياسة استعمارية ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية وفرض السيادة الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية. ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى التدخل العاجل لحماية المقدسات الإسلامية، وحثّت الفلسطينيين على الرباط اليومي في المسجد الأقصى والإبراهيمي والمشاركة في الصلوات داخلها.