في تصريح خاص لـ«180 تحقيقات»

عزات جمال لـ«180 تحقيقات»: الخذلان هو أصل النكبة.. وهكذا يمكننا منع تكرارها

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 15 مايو 2025, 1:25:37 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الكاتب والباحث الفلسطيني عزات جمال

قال الكاتب والباحث الفلسطيني عزات جمال إنّ يوم النكبة لم يكن ينقص الفلسطينيين العدد ولا العتاد، ولا الإرادة لمواجهة المستعمر، حيث سطر الشعب الفلسطيني ملاحم مشرفة في التصدي للغزاة ومواجهتهم. وأضاف أن الكفة كانت ترجح لصالح الفلسطينيين حتى تم التفاوض والمساومة بين أوصياء المحتل، كل على نفوذه وكرسيه وحدوده. وأوضح جمال أن الجميع انشغل بالحدود والنفوذ، متناسياً فلسطين الأرض والشعب والقضية، مشيراً إلى أن الواقع اليوم يشبه الماضي، فهؤلاء الذين سكتوا عن ضياع الأرض يشاهدون الآن إبادة أهلها وتجويعهم حتى الموت دون أن يجرؤوا على الاعتراض.

إبادة وتجويع أمام أعين العالم

وفي تصريحات لـ«180 تحقيقات»، أشار جمال إلى أن المليارات تُغدق على شريك الاحتلال في إبادة الشعب الفلسطيني، ويُستقبل هذا الشريك استقبال الفاتحين في عواصم عربية، بينما يفشل الفلسطينيون في إغاثة إخوانهم برغيف خبز أو رشفة ماء. لكنه عبّر عن عزائه بأن الحكاية لن تنتهي بهذا الفصل القاتم ما دام هناك أمل، وصغار الفلسطينيين ما زالوا يمسكون بمفتاح العودة.

حرب مركبة واستراتيجية الاحتلال

تطرّق جمال إلى ما يجري في قطاع غزة، واصفاً إياه بحرب مركبة من الإبادة الجماعية والتجويع والتطهير العرقي، هدفها استكمال احتلال كامل فلسطين وتهجير سكانها. واعتبر أن ما فشل الصهاينة في تحقيقه على مدار عقود، يعتقدون أن الوقت قد حان لتحقيقه عبر خطط معدة مسبقاً، اجتمع عليها اليمين الصهيوني الديني والفاشي، والتي تحمل عنوان حسم الصراع وتهجير السكان واحتلال الأرض.

وأكد جمال أن الأمر معلن قبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، من خلال خطط السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير الواقع فيه، واستجلاب البقرات الحمر تماهيًا مع الإنجيلية الصهيونية الأمريكية لهدم المسجد وإقامة الهيكل. وأضاف أن خطط حسم الضفة وتهجير سكانها التي أقرها الفاشي بتسائيل سموترتيش ليست سوى امتداد لهذا المشروع.

أرقام تدمير وتهجير لا مثيل لها

بيّن جمال أن النكبة تأتي هذا العام في ظل حرب إبادة وتطهير ومجاعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، في الذكرى 77 للنكبة، حيث تجاوزت أرقام التهجير الخيال. وأضاف أن الاحتلال دمّر أكثر من 330,000 وحدة سكنية، و110,000 منزل تضرر بشدة، و68,000 مبنى بالكامل، بالإضافة إلى المستشفيات والمساجد والجامعات والمدارس، والتي تشمل أكثر من 1000 مسجد و350 مدرسة و30 عيادة ومستشفى.

أدوات لمنع تكرار النكبة

قال جمال إن الشعب الفلسطيني، بثباته على أرضه ووعيه لمخططات الاحتلال، قادر على إفشال هذه المخططات، مشيراً إلى أن هذا هو ديدن الشعب الصامد المعطاء الذي لا ينكسر ولا يلين. وأكد أن العتب الشديد يقع على العالم العربي والإسلامي، شعوباً وحكومات، داعياً إلى كسر الحصار عن غزة عبر المظاهرات والاعتصامات، مطالباً بتوفير الخبز والماء النقي وعلاج الجرحى.

استهجان استقبال ترامب في عواصم عربية

أعرب جمال عن استغرابه من استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شريك دولة الاحتلال في الإبادة الجماعية، في عواصم عربية استقبال الأبطال، بينما يستشهد الفلسطينيون كل يوم عشرات من أطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وتقصف مشافيهم بالسلاح الأمريكي. ودعا الجميع في الدول العربية والإسلامية إلى واجب إفشال النكبة المتجددة، بغيث غزة ونصرة الضفة والقدس، ليبقى القضية الفلسطينية حية في قلوب أحرار العالم.

وختم عزات جمال بتعبير حزنه لمشاهدة الشوارع مكتظة في عواصم أوروبا والأمريكيتين وآسيا وأفريقيا، بينما لا يرى حراكًا في أقرب الدول إلى فلسطين.

التعليقات (0)