غزة تحترق: من نكبة مستمرة إلى محاولة إبادة

نكبة فلسطين في عامها الـ77: أرقام صادمة توثق جرحًا مفتوحًا في غزة والضفة والشتات

profile
  • clock 12 مايو 2025, 2:32:00 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نكبة فلسطين

موقع 180 تحقيقات – تحقيق خاص

مع حلول الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين، تتجدد آلام التهجير، وتتكشف فصول جديدة من المعاناة الفلسطينية. أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تفضح حجم الكارثة، وتضع العالم أمام مسؤوليات أخلاقية وإنسانية وقانونية لا يمكن تجاهلها.

ديموغرافيا المقاومة: شعب يتكاثر رغم الجراح

منذ نكبة عام 1948، حين كان عدد الفلسطينيين لا يتجاوز 1.4 مليون نسمة، تجاوز عددهم اليوم 15.2 مليونًا في منتصف عام 2025. هذا النمو السكاني اللافت – بما يقرب من عشرة أضعاف – يعكس إرادة حياة وصمودًا استثنائيًا، رغم واقع الاحتلال والشتات.

واللافت أن نحو نصف الفلسطينيين ما زالوا خارج وطنهم الأم، مشتتين بين مخيمات اللجوء ودول الشتات، دون أفق واضح لحق العودة. في المقابل، يعيش اليوم نحو 7.4 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية، مقابل عدد مماثل من اليهود الإسرائيليين، ما يخلق توازنًا ديموغرافيًا مقلقًا لحلم "الدولة اليهودية" ويطرح سؤالًا جوهريًا: هل ستختار إسرائيل الديمقراطية، أم تكرّس نظام التفرقة العنصرية؟

غزة تحترق: من نكبة مستمرة إلى محاولة إبادة

منذ السابع من أكتوبر 2023، تشهد غزة عدوانًا إسرائيليًا غير مسبوق في شراسته واتساعه، مع تسجيل أكثر من 52,600 شهيد خلال أقل من عام. من بينهم 18 ألف طفل و12 ألف امرأة و211 صحافيًا، إلى جانب 11 ألف مفقود – أرقام تشير إلى عملية تطهير جماعي متعمدة.

وتشير الإحصائيات إلى دمار هائل طال أكثر من 330 ألف وحدة سكنية، أي نحو 70% من بيوت القطاع، فضلًا عن استهداف المؤسسات التعليمية والصحية والدينية، ما يجعل الحياة في غزة شبه مستحيلة. والأسوأ أن 2 مليون شخص نزحوا من أصل 2.2 مليون، في مشهد يُظهر نكبة جديدة تُنفذ على مرأى العالم.

ومن المأساة أيضًا أن 57 طفلًا استُشهدوا جوعًا، في ظل حرمان 92% من الرضّع من الحد الأدنى للغذاء، في مؤشر على سياسة تجويع ممنهجة تهدد جيلًا كاملًا.

الضفة الغربية: الاستيطان يلتهم الأرض ويطرد السكان

وفي الضفة الغربية، لا يختلف المشهد كثيرًا. فمنذ بداية عام 2025، هدم الاحتلال 651 مبنًى، مع تصاعد عمليات التهجير والهدم القسري، خاصة في المخيمات ومناطق التصنيف "ج".

وخلال عام 2024 وحده، تم توثيق أكثر من 16,612 اعتداء نفذها جيش الاحتلال والمستوطنون، استهدفت الأفراد والمزارع ومصادر المياه، في سياسة واضحة لـفرض السيطرة والتجويع.

أما الاستيطان، فيواصل تمدده، حيث ارتفع عدد المواقع الاستيطانية إلى 551 موقعًا، تضم أكثر من 770 ألف مستوطن، نصفهم في القدس المحتلة. كما تم الاستيلاء على أكثر من 46 ألف دونم خلال عام واحد فقط، في ما يشبه حملة إحلال سكاني منظمة.

الخلاصة: عدّاد مأساة لا يتوقف

ما توثقه الأرقام ليس مجرد بيانات، بل هو شهادة دامغة على استمرار جريمة تاريخية تأخذ أشكالًا متعددة: تطهير عرقي في غزة، إحلال استيطاني في الضفة، وعزل وتجويع في عموم الأرض المحتلة.

ولا يمكن فصل هذه السياسات عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم تستدعي موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي، الذي لا يزال صامتًا حتى الآن.

هوية لا تُمحى وصوت لا ينكسر

رغم النكبات والمجازر والتشريد، يظل الشعب الفلسطيني صامدًا، حيًّا، ورافضًا للطمس. إن فشل المشروع الصهيوني في محو الهوية الفلسطينية بات واضحًا، فيما تبقى قضية العودة والحرية حيّة في وجدان كل لاجئ ونازح.

التعليقات (0)