تصعيد ميداني مستمر على مدينة طولكرم ومخيم "نور شمس"

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ106: هدم واعتقالات ونزوح قسري

profile
  • clock 12 مايو 2025, 2:40:32 م
  • eye 404
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ106 على التوالي، عدوانها الواسع على مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، ولليوم الـ93 على مخيم "نور شمس" شرقي المدينة. يأتي هذا التصعيد في إطار حملة عسكرية ممنهجة شملت اقتحامات، واعتقالات، وهدمًا واسعًا للمنازل، في ظل حصار خانق حوّل المناطق المستهدفة إلى مناطق معزولة وخالية من مظاهر الحياة.

عمليات هدم ممنهجة تطال البنية السكنية

بحسب مصادر محلية، تواصل جرافات الاحتلال تنفيذ عمليات هدم متواصلة في مخيم "نور شمس"، وخاصة في حارة الجامع، حيث دمرت عدداً من المباني السكنية وسط سماع دوي انفجارات ضخمة. ويأتي ذلك في سياق خطة إسرائيلية أعلنت عنها سلطات الاحتلال قبل أكثر من عشرة أيام، تهدف إلى هدم 106 مبانٍ سكنية في مخيمي "طولكرم" و"نور شمس".

ووفقاً للتقديرات، فقد دمرت قوات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي وحده نحو 15 مبنى سكنياً، بعضُها تم تفجيره بعد إجبار سكانه على الإخلاء القسري.

اقتحامات واعتقالات في أحياء طولكرم

فجر اليوم، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة في عدة أحياء من مدينة طولكرم، أسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين، هم: عصام عودة، فادي السلمان، ومحمد البسطامي. وقد تم الاعتقال بعد اقتحام منازلهم وتخريب محتوياتها. واللافت أن عصام عودة، وهو أمين سر التجمع الوطني لأسر الشهداء في طولكرم، كان قد اعتقل سابقاً بهدف الضغط عليه لتسليم أحد أبنائه، بينما لا يزال نجلاه محمد وإسماعيل رهن الاعتقال الإداري.

حصار شامل ونزوح قسري لعشرات العائلات

شهدت المدينة تعزيزات عسكرية مكثفة، حيث جابت آليات الاحتلال الشوارع بشكل استفزازي، محدثةً حالة من الذعر بين السكان، ومُعيقةً حركة المواطنين والمركبات. كما أجبرت قوات الاحتلال العديد من العائلات في الحي الشرقي للمدينة، لا سيما قرب حارة أبو الفول، على إخلاء منازلهم بشكل قسري وسريع، ومن بين هذه العائلات: أبو صفية وطربية.

تحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية

ما زالت قوات الاحتلال تسيطر على عدد من المنازل في شارع نابلس والحي الشمالي، حيث حولتها إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء سكانها بالقوة. وتشير المصادر إلى أن بعض هذه المنازل تخضع للاحتلال منذ أكثر من شهرين متتاليين.

دمار واسع وخسائر بشرية فادحة

أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات. كما لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية، شملت تدمير مئات المنازل، وحرق وتخريب الممتلكات والمحال التجارية والمركبات.

وبحسب الإحصاءات المحلية، أدى هذا العدوان إلى نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة فلسطينية، تضم نحو 25 ألف نسمة. وتم تدمير أكثر من 400 منزل بشكل كامل، فيما تعرض نحو 2573 منزلًا للتدمير الجزئي. إضافة إلى ذلك، أغلقت مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، ما حول المنطقة إلى منطقة مدمرة محرومة من أبسط مقومات الحياة.

سياق أوسع من التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية

يأتي هذا العدوان ضمن سياسة تصعيد إسرائيلية ممنهجة في الضفة الغربية، تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وتدمير منازلهم، وفرض السيطرة الكاملة على الأرض. وتشمل هذه السياسة مختلف أشكال القمع، من اعتقالات عشوائية، إلى هدم البنية السكنية، وصولاً إلى التضييق على حياة السكان في سبيل تغيير الواقع الديموغرافي لصالح الاحتلال.

التعليقات (0)