تكبير الخط تصغير الخط

كنت أعد مقالي حول اليوم الدولي للعيش معا بسلام و إذا بقلمي ينحرف عن الموضوع  لأنتبه لذكرى النكبة التي أصبحت مستدامة ربما أو معتادة أو نمطية لدى العرب خاصة و المسلمين عامة .
نكبة العرب أم نكبة الشعب الفلسطيني  ،أو الكارثة الكبرى كما يصفها العديد من المتتبعين للشأن الفلسطيني . 
أكتب مستدامة بفعل الجحود و تراجع العزيمة الجمعية و ذوبان و تخاذل التضامن القطري مع القضية الفلسطينية .
ماهي دروس النكبة ؟ و ماهي حدود هذه الاستدامة ؟
 

تمر النكبة و الفلسطينيون أصبحوا يعيشون في محتشدات أقسى من محتشدات النازية و يتعرضون لموت مبرمج و بطيء . يتواصل القصف و التدمير و القتل العشوائي من دون حسيب و لا رقيب .

عجزت الآليات الأمنية و الترسانة القانونية عن كبح جماح الصهيونية و شركائها في القتل و التنكيل ،مستفيدة إلى حد بعيد من صمت "الخرفان" العرب و تكالب رأس المال .
لا مكان للمساعدة الإنسانية بعدما عجزت جهود الأخوة العرب على تمرير قارورة ماء إلى غزة، لكنها تهافتت على زيارة ترامب ،مغدقة عليه العطايا و الهدايا .

تمثل النكبة المستدامة ،تراجيديا الإنسان، أين يختلط العرض بالأرض و الدين بالمال و الدجل و السلطة و المصلحة و النفوذ ليصنع لنا خليطا نتنا ،لا يمكن الإحاطة به .
 

ذكرى النكبة ،هي ذكرى للانهزام و الخذلان العربي و بداية للشتات الفلسطيني ، فلسطين المغدورة كما يصفها الكاتب الجزائري كاتب ياسين هي مغدورة بالعرب و المسلمين و بانقساماتها الداخلية التي جعلت منها لقمة سائغة لإمبريالية الألفية الثالثة خاصة ،فعلى ظهر النكبة وذكراها ،تحول الملايين لبلاد العم سام ،و تمحى غزة من على سطح البسيطة ،و على ظهر و ذكرى النكبة تمر قوافل الشهداء لتكتب تاريخ نكبة ثانية أو نكبة مستدامة .

في ذكرى النكبة ،يشدو الصهاينة بانتصاراتهم الدموية ،و بأساطيرهم المؤسسة لكيانهم .
تعود ذكرى النكبة والحال أمر و أقسى، مسار التطبيع في مراحل متقدمة و منظومة العمل العربي المشترك مندثرة ،و صيحات المتضامنين لا زالت تسمع ولكن دون صدى . هي فلسطين المغدورة في ذكرى النكبة .