-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
د. محمد إبراهيم المدهون يكتب: 600 يوم محرقة غزة: تجذر في وجه الاقتلاع
د. محمد إبراهيم المدهون يكتب: 600 يوم محرقة غزة: تجذر في وجه الاقتلاع
-
29 مايو 2025, 8:03:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في قلب أتون المعركة التي تشتعل على أرض غزة، حيث تتصارع إرادة البقاء مع آلة التدمير، يُكتب تاريخ جديد لشعب لا يعرف الاستسلام. هنا، في هذه الرقعة الصغيرة من الأرض، لا تنكسر الجباه رغم الضربات، ولا تذوب الهويات رغم الحصار.
غزة ليست مجرد مدينة تحترق تحت وطأة القصف، بل هي رمز لصمودٍ يمتد عبر الأجيال، ومعركة مستمرة من أجل الهوية والحق والوجود. في هذا المشهد المرعب، حيث تسعى قوى الظلام إلى اقتلاع شعب بأكمله من جذوره، تتجلى قوة الفلسطيني في إصراره على البقاء والاحتفاظ بثباته، رغم كل المحن والأحزان. هذه هي غزة، محرقة لا تقتصر على الجسد، بل هي اختبارٌ لإرادة أمة لن تموت.
في قلب أتون المعركة المستعرة على أرض غزة، حيث يتصارع إرادة البقاء مع آلة التدمير، تُكتب قصة تجذرٍ عميق لشعب لا يعرف الانحناء. غزة ليست فقط رقعة من الأرض تُحاصر وتُقصف، بل هي جذور متشبثة في التراب، وصمود متجذر في ذاكرة التاريخ وهويته. هنا، حيث تحاول قوى الاقتلاع اقتلاع شعب بأكمله من جذوره، يثبت الفلسطينيون يوميًا أن تجذرهم في هذه الأرض أقوى من كل قصف وحصار.
معركة وجودية
لم تعد محنة غزة صراعًا عسكريًا أو أزمة إنسانية فحسب، بل هي معركة وجودية تعكس عمق التجذر الوطني والثبات الإنساني. مع كل قنبلة تسقط، ومع كل حي يُدمّر، تُرسخ هذه الأرض أكثر حضورها في وجدان شعبها، وتُعزز إرادة الفلسطينيين في الدفاع عن هويتهم وحقوقهم. سياسة التهجير القسري وتفتيت النسيج السكاني ليست سوى محاولات يائسة لمحو التجذر الذي حققه الفلسطينيون على مدى عقود.
في ظل الحصار الخانق والاستهداف الممنهج، يظهر التجذر الفلسطيني كقوة تكسر حلقات التهجير والاقتلاع، وتعيد صياغة معنى الصمود في كل زاوية من زوايا غزة. فالتجذر هنا ليس فقط التمسك بالأرض، بل هو أيضًا تمسك بالذاكرة، بالهوية، وبحق العودة الذي يرفض أن يطوى في صفحات التاريخ.
إن غزة، بكل ما تحمله من ألم ومعاناة، تظل مثالاً حيًا على أن التجذر لا يُقاس بالبقاء الجسدي فقط، بل بالتمسك بالحقوق، بالثقافة، وبالمستقبل الذي يرفض أن يُمسخ. فكل يوم من هذه المحرقة، هو يوم يُثبت أن غزة ليست مجرد ساحة حرب، بل هي وطن ينبض بالحياة رغم كل محاولات الاقتلاع.







