تكبير الخط تصغير الخط

علق الباحث الأمني والعسكري الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع “180 تحقيقات”، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  التي عبر فيها عن رغبته في التخلي تدريجيا عن المساعدات الأمنية الأمريكية،  وذلك خلال جلسة للجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الأحد، في خطوة لافتة تأتي وسط "توتر" متصاعد في علاقته مع الإدارة الأمريكية. 

 4 مليارات دولار سنوياً لشراء السلاح

وقال نتنياهو، خلال الجلسة: "نحصل على نحو 4 مليارات دولار سنوياً لشراء السلاح، أعتقد أننا سنتجه إلى الاستغناء عنها كما فعلنا مع المساعدات الاقتصادية". 

وبناء عليه قال أبو زبيدة، إن هذا التصريح لا يمكن قرائته بعيدا عن التوتر المتصاعد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية الحالية. لاسيما في موضوع ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل بإجراءات سياسية وقد تكون مناورة سياسية يحاول فيها نتنياهو الظهور بمظهر أن إسرائيل قادرة على الاستغناء عن الدعم الأمريكي في وقت تتعرض فيه حكومته لضغوط خارجية وداخلية كما أنه يريد أن يظهر للداخل الصهيوني أن بنيان الحكومة قوي وذات سيادة يف حين أن بنية الجيش الإيسرائيلي وميزانياته لازالت عتمد على الولايات المتحدة خصوا في مجال الذخائر والأنظمة الدفاعية.

 أمريكا تمنح إسرائيل أفضلية تكنولوجية عالية 

وتابع الخبير الأمني والعسكري، أن  أمريكا تمنح إسرائيل أفضلية تكنولوجية عالية عبر نظم أسلحة لا تمنح لأي دول أخرى مثل المقاتلات إف 35 وإف 16 المطورة وتطوير القبة الحديدية ونظم الاعتراض مثل دايفيد سيلاينج وور 3 ، كما أن إسرائيل غير قادرة على المدى القصير أو حتى المتوسط وبعيد المدى على تعويض هذا النقص دون أثمان استراتيجية واقتصادية.

وأوضح أن الولايات المتحدة توفر عمليات تخزين استراتيجي للأسلحة داخل إسرائيل بالتالي اي محاولة لاستبدال هذا الدعم من دول اخرى او حتى صناعات عسكرية محلية ستواجه بتحديات كثيرة مثل ارتفاع تكليف التسلح بنسبة تصل لـ 60% مقارنة بالدعم الأمريكي المجاني.

من الصعب على إسرائيل خسارة التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة

وقال إنه من الصعب على إسرائيل خسارة التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة، ومن الصعوبة بناء مخزون استراتيجي كافي في ظل شرق أوسط وحروب متعددة وجبهات مفتوحة أمام الاحتلال، كما أن أي نقص أو تقليص في الدعم الأمريكي لإسرائيل سيحدث تأثيرا تدريجيا على موازين القوة الأقليمية.

 يدعم إيران ويعزز من قدرت قوة المقاومة على استنزاف الاحتلال 

وأوضح أنه قد تخسر إسرائيل  في حالة خاضت حروب طويلة الأمد أو متعددة الجبهات خاصة ضد قوة مثل المقاومة الفلسطينية أو ضد إيران أو حزب الله، وهو ما سيترك فراغا تسعى قوى إقليمية مثل تركيا أو روسيا أو الصين لاستثمار عبر تعميق التعاون الدفاع مع دول عربية، كما أن ذلك قد يدعم إيران ويعزز من قدرت قوة المقاومة على استنزاف الاحتلال وأيضا هذا الأمر سيشجع المقاومة ومكوناتها على مواصلة عمليات بناء القوة والتحضير للحرب طويلة النفس مع رهان على الإنهاك الاستراتيجي.

 جزء من حرب نفسية ودبلوماسية أكثر منه إلى خطة عملية

واختتم أن هذا التصريح هو جزء من حرب نفسية ودبلوماسية أكثر منه إلى خطة عملية لكن لو ترجم فعليا فهذا سيؤثر سلبا على جاهزية الجيش الإسرائيلي ومبدأ التفوق النوعي الذي تدعمه واشنطن ما قد يحدث تحول استراتيجي في معادلات الردع والمواجهة بالمنطقة.