تحليل عسكري وأمني.. رامي أبو زبيدة: الإفراج عن ألكسندر بادرة ذكية من حماس وتضعف موقف نتنياهو لهذه الأسباب

profile
  • clock 11 مايو 2025, 8:57:23 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ألكسندر

علق الدكتور رامي أبو زبيدة الباحث في الشأن الأمني والعسكري ورئيس تحرير موقع 180 تحقيقات، على التطورات الأخيرة بشأن الاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤكدا أن مبادرة حركة حماس بالإفراج عن جندي أسير لدى المقاومة من أصول أمريكية لها عدة أبعاد ومن أهمها أن هذا الاتفاق أو هذه المبادرة فتحت قناة اتصال مباشرة للمرة الأولى منذ سنوات.

وتابع أبو زبيدة، أننا نرى اتصالات مباشرة بين حماس وواشنطن دون وساطة إسرائيلية ودون تدخل مصري واضح أو قطري وهو ما يمثل اعتراف أمريكي عمليا بفعالية حماس كطرف سياسي.

 وأوضح أن هذا الاتفاق أو هذه الاتصالات المباشرة هي ضربة لنتنياهو. الاتفاق تم خارج نطاق حكومة العدو الصهيوني، وهذا يضعف موقف نتنياهو داخليا ويضع في موقف الحليف المتجاوز من قبل واشنطن ويعطي شرعية لحركة حماس من خلال إطلاق صراح الجندي مقابل التزامات إنسانية والبدء بمفاوضات كما يمنح حركة حماس مشروعية أمام الرأي العام الدولي، ويعيد تسويقها كقوة سياسية قادرة على التفاوض.

وقال إنه من ناحية حسابات المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس، فهذا تكتيك ذكي من حماس فالإفراج عن أسير يحمل الجنسية الأمريكية يعطي انطباع بمرونة سياسية ويحرج العدو خاصة مع تحميل عائلات الأسرى الإسرائيليين الحكومة الصهيونية المسئولية عن فشل إطلاق صراح الأسرى أيضا تحقيق مكاسب إنسانية. 

وأوضح أن ربط الإفراج بفتح المعابر وإدخال المساعدات يعطي حماس نقاطا أمام هذا الجمهور اليوم المحاصر فالوضع المأساوي الذي يعیشه في قطاع غزة حالة المجاعة والدمار والناس على وشك الهلاك دون تقديم تنازل عن الأسرى الفلسطينيين، كما سيتم تحييد الهجمات الإسرائيلية حتى لو كان مؤقتا وإعلان وقف الغارات والطائرات بدون طيران مما يمنح فرصة لإعادة التموضع والتقاط الأنفاس عسكريا.

وتابع أبو زبيدة في تحليله أن : 

*ارتدادات هذا الاتفاق على الساحة الإسرائيلية: هذا سيسبب أزمة شرعية لحكومة نتنياهو، وستتصاعد الخلافات والنقض من أهل الرهائن والأسرى والمؤسسات الإعلامية. وهذا بدأ فعليا. وسيزيد من حدة الانقسام الداخلي. قد يترجم إلى خلافات واضحة داخل الحكومة الإسرائيلية قريبا. هذا الأمر أيضا يؤدي إلى تراجع الثقة بالجيش والحكومة. أن تكون واشنطن هي من تنقذ أحد الجنود وليس الحكومة الإسرائيلية. بثير تساؤلات حادة حول فاعلية المؤسسة الأمنية والإسرائيلية حول واجباتهم ومسؤولياتهم.

*أما حول الدور الأمريكي: استثمار هذا. سيتخذه ترامب كاستثمار انتخابي. توقيت الإعلان يشب احتمال استخدام ترامب للحدث كورقة في حملته الانتخابية. باعتباره أنه أنقذ رهينة أمريكية. وأنه ضغط أمريكا على إسرائيل لوقف الغرات. وإرسال ويتكوف ويشير إلى ضغوط أمريكية مباشرة على الحكومة نتنياهو. للدخول في مفاوضات شاملة قد تتضمن ترتبات ما بعد الحرب. لكن هذا الأمر له مخاطر وتحديات. نرى أن هناك وجود خلافات حتى لو مش خلافات عميقة. إلا أن هناك واضح في تباين بالرأي بين أمريكا وإسرائيل. وواشنطن تفاوض حماس بشكل مباشر. ما قد يفجر خلافات واضحة بين البيت الأبيض وتلابيب.

قد ينتهي الهدوء عند أول خرق ميداني

*أيضا هذه التهدئة ستكون هشة: وقف إطلاق النار مرتبط بأسير واحد. لا يضمن استقرارا طويل الأمد. بل قد ينتهي الهدوء عند أول خرق ميداني. أمر آخر ضغط الرأي العام الإسرائيلي نجاح المقاومة في إطلاق أسير دون صفقة شاملة. سفاقم الغضب الشعبي وربما. وفي إطلاق أسير دون صفقة شاملة سيفاقم الغضب الشعبي وربما يسرع من سقوط الحكومة الإسرائيلية وبروز انشقاقات داخلية.

 *الآن السيناريو الأكثر واقعية في المدى القريب أنه نشاهد وقف إطلاق نار مؤقت بضمانات أمريكية يتم تمديده تدريجيا يتخلل إدخال مساعدات إنسانية وإجراء مفاوضات غير مباشرة لإطلاق عدد من الرهائن مقابل تسهيلات إضافية دون الإفراج عن أسرى فلسطينيين في المرحلة الأولى.

 إعادة الإعمار ووقف طويل لإطلاق النار

  *بروز إدارة دولية محتملة لغزة أو من التكنوقراط بموافقة ضمنية من حماس ما يفتح الباب لمشروع إعادة الإعمار ووقف طويل لإطلاق النار.

   *في المقابل سيبقى الوضع هشاً ومعرضاً للانفجار إذا ما اصطدمت الاتفاقات برفض إسرائيلي داخلي أو في حال اختراق ميداني كبير من أي طرف من الأطراف.

   *بالتالي نحن ختاماً أمام لحظة فارقة قد تمهد لوقف إطلاق نار تدريجي يصل إلى اتفاق طويل مدى أو الانطلاق في مفاوضات شاملة بغطاء أمريكي وإعادة رسم دور حماس إقلیمياً كفاعل سياسي وازن.

  *لكن في النهاية الطريق مليء بالألغام والرهانات حتى الآن على حدوث اتفاق شامل لم تحسم بعد.

التعليقات (0)