المشهد الإسرائيلي: "بين صفقة الأسرى وطبول الحرب: إسرائيل على مفترق طرق"

profile
  • clock 11 مايو 2025, 9:30:21 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
المشهد الإسرائيلي

المشهد الإسرائيلي – الأحد 11 أيار/مايو 2025
إعداد: موقع 180 تحقيقات – رامي أبو زبيدة

 

في خضم التصعيد المتجدد على جبهات غزة وسوريا، يتصدر مشهد الأسرى والرهائن الإسرائيليين واجهة الاهتمام السياسي والإعلامي في إسرائيل. وفي وقت يتحدث فيه الجيش عن توسيع عملياته العسكرية وتجنيد ألوية احتياط جديدة، تزداد الضغوط الشعبية على الحكومة لإنجاز صفقة تبادل مع حركة "حماس" تُفضي إلى إطلاق سراح الجنود والمدنيين المحتجزين منذ 7 أكتوبر.


الحكومة تبدو ممزقة بين خيار التصعيد لإخضاع الحركة، وبين خيار الصفقة التي تحظى بتأييد شعبي متزايد، لا سيما بعد شهادات مؤثرة من عائلات الأسرى. هذا المشهد المتأرجح تنعكس تفاصيله في ما تنقله وسائل الإعلام العبرية التي نرصد أبرز ما جاء فيها اليوم ضمن المحاور التالية:


1️⃣ الشأن العسكري والميداني

أعلن الجيش الإسرائيلي، عبر إذاعة الجيش، عن تجنيد خمسة ألوية احتياط جديدة، تضم وحدات مشاة ومدرعات، في إطار استعداداته لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. ويأتي ذلك في أعقاب تقارير عن تصاعد المواجهات واستمرار وجود عناصر "حماس" في مناطق نفوذهم جنوب القطاع.

وفي السياق ذاته، كشفت قناة "كان" العبرية أن مقاتلي حماس يواصلون ترميم شبكة الأنفاق التي تضررت بفعل القصف، بالتوازي مع حفر مسارات جديدة. وذكرت القناة أن أسرى محررين أبلغوا رئيس الأركان بأنهم سمعوا أصوات جنود إسرائيليين فوقهم أثناء احتجازهم، ما يشير إلى قرب مراكز الاحتجاز من خطوط التماس.

وفي تطور متصل، أفاد موقع "اواللا" بأن لواء المظليين أنهى مهمته في الجولان السوري، وعاد إلى التمركز ضمن الفرقة 98 استعداداً لمهام عملياتية جديدة في غزة. كما جرى نقل لواء "ناحال" من الضفة الغربية إلى القطاع، بحسب بيان للمتحدث باسم الجيش.

من جهته، نقل موقع "0404" العبري عن مصادر محلية اندلاع حريق كبير قرب مدينة أسدود إثر سقوط صواريخ، ما أدى إلى إخلاء مساكن في منطقة كفار أفيف.

وفي ما يتعلق بعملية استعادة رفات الجندي الإسرائيلي في سوريا، ذكرت القناة 13 أن الرفات انتُشلت من عمق سوري وليس من مقبرة اليرموك، مؤكدة أن العملية تمت من دون تدخل بري مباشر للقوات الإسرائيلية.


2️⃣ الشأن الإسرائيلي الداخلي

يعقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اليوم اجتماعًا موسعًا مع أعضاء الكابينت لبحث المسارات الممكنة في ملف الأسرى، وسط تضارب في الآراء بين خيار صفقة التبادل وبين العودة إلى الحسم العسكري، حسبما أفادت القناة 12.

في المقابل، أطلقت الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا مع الصحفي يعكوف باردوغو، المقرب من نتنياهو، على خلفية اتهامه بابتزاز ثلاثة وزراء عبر تسريبات إعلامية، وفقًا لإذاعة الجيش.

وفي تطور لافت على صعيد العلاقات داخل الائتلاف، أفادت صحيفة "هآرتس" بتدهور العلاقة بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ومفوض الشرطة، بعد أن أيد الأخير علنًا إنجاز صفقة تبادل وانتقد أداء الشرطة في مكافحة الجريمة.

كما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نسبة الاستجابة لأوامر التجنيد الأخيرة بين الحريديم كانت متدنية جدًا، حيث لبى بضع مئات فقط من بين آلاف المتسلمين لأوامر الاستدعاء.

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية يسرائيل كاتس عن عرض خطة بقيمة 3 مليارات شيكل لدعم جنود الاحتياط، تتضمن إعفاءات ضريبية، منحًا سكنية، ومزايا اجتماعية.


3️⃣ الشأن الدولي

نقلت قناة "كان" عن مصادر سياسية إسرائيلية أن الحكومة أطلعت مسؤولين أمريكيين على خطط لتوسيع العمليات العسكرية في سوريا، تشمل احتمال تنفيذ توغل بري محدود. ووفق المصدر، فإن الرد الأمريكي جاء على شكل "ضوء أصفر"، مع تحذير من التصعيد الإقليمي.

وفي تصريحات مثيرة، قال رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن "لا بديل عن حل الدولتين"، داعيًا إلى إنهاء الحرب في غزة كخطوة أولى تفتح الطريق أمام صفقة تبادل شاملة.

وفي السياق الإقليمي، أفادت القناة العبرية أن النظام السوري بقيادة أحمد الشرع عرض على واشنطن التعاون في ملفات أمنية واقتصادية مقابل تخفيف العقوبات، في تحول استراتيجي يُراقب عن كثب في تل أبيب.

من جهته، كشف الصحفي باراك رافيد، مراسل القناة 13، أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يواصل مفاوضات مكثفة مع أطراف عدة، بينها إسرائيل، قطر، مصر، وحماس، بهدف التوصل إلى صفقة أسرى.

وأشار رافيد إلى أن ترامب يدير اتصالات سرية مع إيران بخصوص برنامجها النووي، ويتفاوض على صفقة تسليح ضخمة مع السعودية، دون إشراك إسرائيل في التفاصيل.

وفي سياق رمزي، كشفت القناة 12 أن قطر أهدت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب طائرة بوينغ فاخرة كمقر رئاسي جوي لحملته الانتخابية المقبلة.


4️⃣ الآراء والتحليلات الإسرائيلية

حذرت صحيفة "هآرتس" من مغبة تكرار مأساة الجندي تساحي عيدان، الذي أُعيد من غزة في تابوت، داعية إلى استغلال الفرصة القائمة لإنقاذ ما تبقى من الأسرى، بينهم يوسف حاييم أوحانا ودور بوخبوت.

وفي شهادة مؤثرة، تساءل والد الأسير أوحانا في مقابلة: "لو كان ابنكم هناك، هل كنتم ستعارضون الصفقة بهذا الشكل؟"، فيما قال والد أسير آخر إن الحكومة لا تبذل أي جهد فعلي، وإن الوزير ديرمر يرفض وقف القتال.

في المقابل، أكدت عضو الكابينت أوريت ستروك أن السبيل لتحرير الأسرى لا يمر عبر المفاوضات، بل عبر الحسم العسكري، مشيدةً بموقف ترامب الداعم لإسرائيل في مواجهتها لحماس وإيران.

بدوره، حذر يسرائيل زيف، القائد السابق لشعبة العمليات في الجيش، من أن نتنياهو يدفع البلاد إلى حرب بلا أفق سياسي، محولًا إسرائيل من حليف استراتيجي إلى عبء على الإدارة الأمريكية.

أما المحلل العسكري ألون بن دافيد، فكتب في صحيفة "معاريف" أن إسرائيل تعيش ما أسماه "أيام صمت"، في إشارة إلى حالة الشلل السياسي، معتبرًا أن ترامب وحده قادر على فرض نهاية للحرب أو حتى إملاء الاعتراف بدولة فلسطينية.

في ظل التباين داخل المؤسسة الإسرائيلية، والتقاطع الحرج بين الجهود العسكرية والتفاوضية، تبقى "صفقة التبادل" خيارًا مطروحًا بقوة، وإن بدا حتى اللحظة أنه لا يحظى بتوافق سياسي. ما زال الشارع، والجيش، والأسر الإسرائيلية يترقبون: هل ستُحسم الأمور بالنار، أم بالتفاوض؟

التعليقات (0)