تكبير الخط تصغير الخط

شهد المشهد الإسرائيلي خلال اليوم الاثنين 5 مايو تصعيدًا حادًا على المستويات العسكرية والسياسية والاجتماعية، في ظل قرارات الكابينت بتوسيع العمليات في قطاع غزة، وسط اعتراضات من عائلات الأسرى وتحذيرات من خبراء عسكريين إسرائيليين. فيما يواصل الجيش استعداداته لعملية واسعة النطاق تحت مسمى "مركبات جدعون"، تتزايد الانتقادات الداخلية حول أهداف هذه الحرب وإمكانية تحقيقها. على الصعيد الدولي، تتعالى المخاوف من عزلة إسرائيل بفعل الهجمات الصاروخية المتزايدة، بينما تكشف التحليلات عن خلافات حادة داخل المؤسسة السياسية والأمنية، في وقت تسعى فيه الحكومة لتثبيت بقاءها من خلال الحرب وتجاهل الأصوات المعارضة. التقرير التالي يرصد أبرز ما جاء في الإعلام الإسرائيلي ضمن أربعة محاور رئيسية: الميدان العسكري، الشأن الداخلي، الساحة الدولية، والتحليلات والآراء.

1️⃣ أخبار الشأن العسكري والميداني

"مركبات جدعون": العملية المقبلة في غزة
صادق المجلس الوزاري المصغر بالإجماع على تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة تحت اسم "مركبات جدعون"، وتهدف إلى حسم حماس عسكريًا وتحرير الأسرى. الخطة تشمل تعزيز القوات، استخدام معدات ثقيلة، إخلاء سكان شمال غزة نحو الجنوب، والبقاء في المناطق المُسيطر عليها وفق "نموذج رفح".

الجيش الإسرائيلي يواجه قيودًا جديدة
المتحدث العسكري العميد إفي دفرين أعلن أن الهدف الأول هو استعادة المختطفين، مؤكدًا أن الخطة العسكرية تشمل تكرار نموذج رفح في باقي مناطق القطاع، مع إبقاء الضغط العسكري رغم صعوبته. تصريحاته تتناقض مع ما قاله نتنياهو بأن إسقاط حماس هو الهدف الأول.

جدل داخل الجيش حول الأسرى
عائلات 25 مختطفًا توجّهت برسالة لرئيس الأركان للمطالبة بلقاء عاجل، معبرة عن مخاوفها من خطورة العملية على حياة أبنائها. كذلك، انتقدت والدة أحد الأسرى توجّه الحكومة نحو الاحتلال الكامل للقطاع كونه يخدم أهدافًا سياسية لا إنسانية.

تهديدات من الحوثيين تصيب إسرائيل بالعزلة
الصاروخ اليمني الذي سقط قرب مطار بن غوريون دفع شركات طيران كبرى مثل "لوفتهانزا" و"ويز إير" لتعليق رحلاتها إلى إسرائيل. آفي أشكنازي وصف الوضع بأن إسرائيل باتت "جزيرة معزولة"، مشيرًا إلى نجاح الحوثيين في تحقيق هدفهم بقطع صِلات إسرائيل بالعالم.

2️⃣ أخبار الشأن الإسرائيلي الداخلي

صدام حكومي بشأن التجنيد وطلاب التوراة
رئيس الأركان يناقش استدعاء 5000 حريدي للخدمة العسكرية، ما فجّر أزمة سياسية. الحاخام يعقوب آشر هدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم يُقر قانون ينظّم وضع طلاب التوراة، معتبرًا استمرار الوضع الحالي "كارثة قومية".

انقسام داخلي حول مستقبل غزة
نتنياهو ووزراؤه بن غفير وسموتريتش يصرّون على عدم الانسحاب من غزة بعد السيطرة عليها، حتى لو تم إبرام صفقة أسرى. بينما تشير تسريبات من داخل الجيش إلى تحفظات بشأن المخاطرة بحياة الأسرى، ما يبرز تناقضًا بين المستويين السياسي والعسكري.

شعبية الحكومة في تراجع
استطلاع لمعهد الأمن القومي أظهر أن 74% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحكومة تفتقر لخطة واضحة لإنهاء الحرب على غزة، ما يزيد من الضغوط على نتنياهو وائتلافه.

3️⃣ أخبار الشأن الدولي

استغلال زيارة ترامب للضغط على حماس
رغم عدم تأكيد زيارته لإسرائيل، تعمل تل أبيب على استغلال زيارة ترامب للخليج كوسيلة ضغط على حماس، وتحريك الاستدعاءات العسكرية لإظهار الجدية في الميدان. مسؤولون أشاروا إلى أن العملية العسكرية لن تبدأ إلا بعد نهاية الزيارة.

رسائل نارية لإيران عبر اليمن
قصف مطار بن غوريون حمل رسالة تحذيرية من محور إيران-اليمن، وردت إسرائيل بقصف الحديدة، إلا أن مصادر أمنية أكدت أن هذه الهجمات "لن توقف الحوثيين". التقديرات تشير إلى تحضيرات لردود فعل حوثية مرتقبة.

تعزيز العلاقات مع أمريكا اللاتينية
التقى نتنياهو بالرئيس الإكوادوري نوبوا في القدس، واتفقا على التعاون في الزراعة والمياه والأمن، ضمن مساعٍ إسرائيلية لكسر عزلتها السياسية بعد الضربات الإقليمية الأخيرة.

4️⃣ آراء وتحليلات إسرائيلية

عاموس هرئيل – هآرتس:
يرى أن إسرائيل تسير نحو "كارثة جديدة" في غزة، وأن العملية المقبلة ستعني احتلالًا طويلًا، سقوطًا في صفوف الجنود، وتفاقمًا إنسانيًا، دون ضمان لإسقاط حماس. ويحمّل نتنياهو مسؤولية ذلك لانصياعه لضغوط بن غفير وسموتريتش للحفاظ على ائتلافه.

4️⃣ آراء وتحليلات إسرائيلية pic.twitter.com/jBPPlcG8me

— 180 تحقيقات (@180news180) May 5, 2025

إسحاق بريك – معاريف:
اللواء المتقاعد اعتبر أن حماس انتصرت فعليًا، مؤكداً أن تدمير الأنفاق لا يتجاوز 25%، وأن المقاومة رمّمت قدراتها. كما أشار إلى استمرار التهريب عبر أنفاق سيناء، منتقدًا تضليل المستوى السياسي للشعب الإسرائيلي.

يوسي يهوشع – يديعوت:
نقل عن ضباط كبار أن الاحتلال الكامل للقطاع غير مطروح، لوجود مخاوف على حياة الأسرى، مع تشكيك واسع بجدوى التوسع الميداني دون خطة سياسية.

آساف بوزايلوف – كان:
طرح تساؤلًا لاذعًا: من نصدق؟ نتنياهو الذي يضع إسقاط حماس أولًا؟ أم الجيش الذي يؤكد أن أولوية العملية هي استعادة المختطفين؟ مشيرًا إلى وجود فجوة عميقة في الخطاب الرسمي حول أهداف العملية.