قراءة ميدانية واستراتيجية لعمليات القسام

تحليل عسكري.. رامي أبو زبيدة: المقاومة في رفح فتحت أبواب الجحيم فعلياً وغيّرت قواعد الاشتباك

profile
  • clock 8 مايو 2025, 2:31:24 م
  • eye 439
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رامي أبو زبيدة،

هل فُتحت أبواب الجحيم فعلاً في رفح؟

 

 أكد الدكتور رامي أبو زبيدة، رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات، أن ما تم تداوله حول انطلاق "أبواب الجحيم" في رفح ليس مجرد بيان دعائي أو محاولة لرفع المعنويات، بل يحمل دلالات واضحة على تحول نوعي في طبيعة الاشتباك بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.


وبحسب الدكتور أبو زبيدة، فإن هذا الإعلان يُعد مؤشراً على دخول المقاومة مرحلة جديدة عنوانها "حرب الاستنزاف"، معتمدة على عمليات ميدانية مدروسة ومباغتة تنفّذها كتائب القسام بدقة داخل بيئة حضرية معقدة.

 

بنية تحتية مرنة وقدرات هجومية فاعلة

 

يشير أبو زبيدة إلى أن التركيز الإسرائيلي على رفح خلال الأشهر الماضية لم يُضعف من فاعلية المقاومة، بل برهنت الأخيرة على مرونة بنيتها التحتية وقدرتها على التحول من الدفاع إلى الهجوم، ما يعكس تخطيطاً متقناً وليس رد فعل عشوائي.


كما أن تنفيذ العمليات وسط الأزقة الضيقة والمناطق السكنية في رفح يؤكد أن "أبواب الجحيم" لم تكن مجرد شعار، بل عنوان لخطة هجومية واضحة المعالم، يتم تنفيذها بوتيرة متسارعة وباستهدافات دقيقة.

 

الرسالة المعنوية: "رغم الدمار... نحن هنا"

 

تجاوزت دلالات هذه العمليات الجانب العسكري، لتصل إلى البعد النفسي والمعنوي، إذ تُعد بمثابة رسالة قوية للشارع الفلسطيني بأن المقاومة ما زالت موجودة ومتمسكة بمواقعها، رغم كل محاولات الاحتلال لفرض السيطرة الميدانية.


وبحسب أبو زبيدة، فإن هذه الرسالة تؤكد أن المقاومة قادرة على إرباك الاحتلال وتوجيه ضربات موجعة في عمق رفح، دون أن تنكسر تحت وطأة القصف والدمار.

 

تأثير تكتيكي مباشر على الاحتلال الإسرائيلي

 

تحليل الخسائر التي تكبدها الاحتلال يُظهر، حسب أبو زبيدة، أن العمليات التكتيكية التي تنفذها المقاومة تؤثر بشكل مباشر على تقدم القوات الإسرائيلية، حيث تفرض عليها الإبطاء أو التوقف التام على عدة محاور.


ومع ارتفاع عدد القتلى في صفوف جنود الاحتلال، تضطر القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى إعادة التموضع القسري، وهو ما يعكس حالة من الارتباك والتخبط الميداني لدى القوات المعادية.

 

القيادة الموحدة للمقاومة مقابل الفشل الإسرائيلي الميداني

 

يشير الدكتور أبو زبيدة إلى أن المقاومة الفلسطينية في رفح تعمل تحت قيادة موحدة ومنسقة، رغم المحاولات الإسرائيلية للتشويش أو بث الفتنة.


في المقابل، يفشل الاحتلال في السيطرة الميدانية الكاملة، خصوصاً مع تصاعد عمليات الكمائن المفاجئة التي تنفذها المقاومة من باطن الأرض، مما يُعيد زمام المبادرة إلى يد المقاتلين الفلسطينيين.
كما أن التزامن بين الكمائن والضربات يؤدي إلى إرباك عمليات الإخلاء الإسرائيلية، ويوجّه ضربة نفسية قاسية للداخل الصهيوني.

 

 

تفوق ميداني فلسطيني وانضباط غير مسبوق

 

يختتم أبو زبيدة تحليله بالتأكيد على أن المقاومة الفلسطينية تُحقق تفوقاً ميدانياً ملموساً في رفح، ويظهر ذلك من خلال الانضباط العملياتي غير المسبوق، وتعدد جبهات الاشتباك، وتوازن الأداء التكتيكي بين مختلف أذرع المقاومة.


وفي ظل هذه المعطيات، يرى أن "أبواب الجحيم" ليست مجرد حالة رمزية، بل واقع عسكري جديد يُعيد رسم قواعد الاشتباك على الأرض.

التعليقات (0)