حالة نضالية متقدمة بالتضامن مع فلسطين

عملية معبر الكرامة: انعكاسات أمنية وسياسية في قلب التوتر الفلسطيني – الأردني

profile
  • clock 18 سبتمبر 2025, 4:50:19 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
العملية

محمد خميس

في لحظةٍ مشحونة بالتحولات الإقليمية والتوترات المتصاعدة، أثارت عملية معبر "الكرامة" اليوم الخميس تساؤلاتٍ كبيرة حول مستقبل المشهد الفلسطيني والعلاقات الأردنية – الإسرائيلية. العملية لم تقتصر على كونها حدثًا أمنيًا على المعبر الحدودي، بل حملت رسائل سياسية تتجاوز مكان التنفيذ وزمانه، لتفتح الباب أمام نقاشات معمقة حول جدوى التسويات القائمة، وحدود الدور الأردني، ومآلات الصراع في الضفة الغربية.

حالة نضالية متقدمة بالتضامن مع فلسطين
يرى الناشط النقابي والكاتب السياسي أحمد أبو غنيمة أن العملية التي نفذها مواطن أردني اليوم تعكس المطالب الشعبية لإلغاء المعاهدات والاتفاقيات مع الاحتلال. وأوضح في حديث لـ"قدس برس" أن "الشعب الأردني يمتلك دافعية وطنية قوية لتحويل تضامنه مع الشعب الفلسطيني إلى حالة نضالية متقدمة"، مستشهدًا بعملية الشهيد ماهر الجازي التي وقعت قبل نحو عام في نفس المكان.

وأشار أبو غنيمة إلى أن العلاقة الرسمية الأردنية مع الاحتلال كانت متوترة جدًا قبل العملية، مؤكدًا أن تصريحات الملك ووزير الخارجية في المحافل الدولية عبّرت عن غضب شديد ورفض مطلق لما يقوم به الاحتلال من قتل وتدمير في غزة والضفة الغربية.

وجود غضب عربي متراكم
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون إن العملية تمثل انعكاسًا لغضب عربي وفلسطيني متراكم، لافتًا إلى أن "العملية قد تبدو فردية على سطحها، لكنها صدى لضمير الأمة وغضبها المتراكم في الوطن العربي والإسلامي".

وأضاف المدهون أن الضفة الغربية تشهد حالة من الغليان المستمر، وأن الاحتلال يتهيأ لسيناريوهات تهدف إلى تغيير الواقع وإحداث تهجير ممنهج، بينما مستقبل السلطة الفلسطينية يظل متأرجحًا، ومع استمرار التردد السياسي، قد تكتسب البدائل الميدانية زخماً أكبر على الساحة السياسية.

ردة فعل على جرائم الاحتلال
في الجانب العسكري، أوضح الخبير الاستراتيجي اللواء نضال أبو زيد أن العملية وقعت في الجزء الذي يسيطر عليه الاحتلال من المعبر، مشيرًا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ومناطق عربية أخرى ولّدت ردود فعل سلبية على مستوى الشارع العربي بأسره.

وأكد أبو زيد أن الجانب الأردني يعتمد على الوسائل الدبلوماسية، وأن الأردن أفرج مؤخرًا عن عدد من الجنود الإسرائيليين الذين تجاوزوا الحدود، مشيرًا إلى أن الاحتلال سيستثمر الحدث سياسيًا وإعلاميًا لتصعيد الموقف تجاه الأردن، فيما يسعى لتكثيف الضغوط العسكرية في الضفة الغربية، التي يرفضها الأردن رفضًا واسعًا.

ملابسات العملية
قُتل مستوطنان إثر إطلاق نار عند معبر "الملك حسين"، المعروف أيضًا باسم معبر "اللنبي"، نفذه جندي أردني متقاعد كان يقود شاحنة، قبل أن يُستشهد. وفق وسائل الإعلام العبرية، استُخدمت أسلحة بيضاء ونارية، وجرى تسلل المنفذ على شاحنة تحمل مساعدات من الأردن.

على إثر ذلك، أغلقت سلطات الاحتلال المعبر بالكامل، وأعلنت حالة استنفار في المنطقة، فيما أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن السلطات تتابع الحدث عن كثب وستعلن أي تفاصيل فور ورودها، كما أوقف الأمن العام الأردني حركة المسافرين عبر المعبر.

سجل تاريخي للمعبر
معبر "الكرامة" يشكل نقطة عبور رئيسية للتجارة بين الأردن والاحتلال. وكان المعبر شهد قبل عام عملية مشابهة نفذها سائق شاحنة أردني أدت إلى مقتل ثلاثة من أفراد الأمن الإسرائيلي، ما أدى إلى إغلاق المعبر لمدة يومين، مؤكدًا حساسية الموقع وتداعيات أي حادثة فيه على الصعيدين الأمني والسياسي.

التعليقات (0)