تكبير الخط تصغير الخط

حذر الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات من تحول استراتيجي في المواجهة ويكشف أبعاد الخطة العسكرية.

حيث رامي أبو زبيدة، في تصريحات لراديو "علم"، أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ تنفيذ خطوة تصعيدية جديدة عبر توسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة، في إطار خطة ممنهجة وممتدة قد تحمل تحولًا استراتيجيًا في شكل الصراع.

خطة توسعية تمتد لأشهر وتستهدف الاحتلال الكامل

بحسب أبو زبيدة، فإن الخطة الإسرائيلية، التي نُقلت تفاصيلها عن مصادر عسكرية، ستنطلق تدريجيًا وتمتد على مدى عدة أشهر، حيث تبدأ في مناطق معينة من قطاع غزة، لتتوسع لاحقًا وتشمل مناطق إضافية بهدف احتلالها والبقاء فيها.

وأشار إلى أن الموافقة بالإجماع من الحكومة الإسرائيلية على هذه الخطة تُعد مؤشرًا خطيرًا، لأنها تعني الانتقال من نمط الاقتحامات المؤقتة إلى السيطرة الدائمة على الأرض، مما يشكل، حسب تعبيره، تحولًا استراتيجيًا في العقيدة العسكرية الإسرائيلية تجاه غزة.

توزيع المساعدات عبر شركات أمنية: سلاح جديد بيد الاحتلال

ولم يقتصر التحول الإسرائيلي على الجبهة العسكرية فقط، بل طال أيضًا البعد الإنساني، حيث كشف أبو زبيدة أن هناك محاولات لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر شركات أمنية أمريكية، في خطوة وصفها بأنها تستهدف استخدام الغذاء والمجاعة كسلاح سياسي وضغط على سكان غزة.

واعتبر أن هذه السياسة تمثل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الإنسانية الدولية، وتسعى لتحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز للمدنيين، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة.

تكلفة باهظة وحرب استنزاف طويلة

وفي سياق آخر، حذّر أبو زبيدة من أن هذه العملية العسكرية الموسعة ستكون مكلفة جدًا للجيش الإسرائيلي، حيث قد يجد نفسه في حرب استنزاف طويلة الأمد، نظرًا لتعقيدات البيئة الميدانية في غزة، وقوة المقاومة، والضغط الدولي المتزايد.

وأوضح أن أي محاولة لفرض سيطرة طويلة على الأرض ستدفع الاحتلال إلى دفع أثمان باهظة بشريًا وعسكريًا وسياسيًا، خاصة مع غياب أي أفق حقيقي لتحقيق نصر حاسم أو تغيير جذري في واقع غزة.

صراع ممتد وتهديد للأمن الإقليمي

من خلال التحليلات التي قدمها أبو زبيدة، يبدو أن المرحلة المقبلة في غزة ستكون أكثر سخونة وخطورة، إذ يدخل الاحتلال مرحلة جديدة من التصعيد تحمل في طياتها أبعادًا عسكرية، وإنسانية، واستراتيجية، وسط صمت دولي وتواطؤ واضح من بعض القوى الكبرى.