وهل ستتخلى امريكا عن اسرائيل؟

رامي أبو زبيدة يكتب: عن حالة التغير في علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل.. هل هذا التغير حقيقي

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 9 مايو 2025, 9:58:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
Slide 01
رامي أبو زبيدة يكتب: عن حالة التغير في علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل.. هل هذا التغير حقيقي

نقدم لكم تحليلًا واقعيًا علميًا مبنيًا على معطيات السياسة الدولية:


💢 أولًا: هل أمريكا تتخلى فعليًا عن إسرائيل؟

لا. الولايات المتحدة لم ولن تتخلّى عن إسرائيل بالكامل، لأن العلاقة بين الطرفين ليست فقط علاقة سياسية آنية بل هي علاقة مؤسساتية/استراتيجية عميقة، تشمل:

الدعم العسكري السنوي (3.8 مليار دولار).

تحالفات استخباراتية وهيكلية .

ارتباطات ثقافية ودينية ولوبيات ضغط قوية داخل الكونغرس.


⭕ لكن ما نشهده هو إعادة تموضع تكتيكي وليس طلاقًا استراتيجيًا، ويأتي نتيجة اعتبارات براغماتية ظرفية، خاصة في عهد ترامب الذي يتخذ قراراته بناءً على مصالح مباشرة آنية لا على الثوابت طويلة الأجل.


💢 ثانيًا: ما الذي تغيّر فعلًا؟

تصاعد الفجوة بين ترامب ونتنياهو: العلاقة الشخصية بينهما متوترة، وهو عامل مهم لأن ترامب يحكم بشكل شخصي أكثر من مؤسساتي. نتنياهو بات عبئًا على صورته الدولية.

فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة: استمرار الحرب دون نتائج حاسمة أحرج واشنطن وأظهر تل أبيب بمظهر الدولة الفاشلة أمنيًا وإنسانيًا.

الضغط الخليجي: السعودية خصوصًا أصبحت تصر على أن يكون وقف إطلاق النار شرطًا لأي تطبيع، ما أحرج إسرائيل وزاد من عزلة نتنياهو.

الملف اليمني: واشنطن بدأت ترى الحوثيين كقوة أمر واقع، وتريد فصل ملف البحر الأحمر عن النفوذ الإيراني، حتى لو استلزم ذلك تجاوز موقف إسرائيل.


💢 ثالثًا: لماذا يتحرك ترامب بهذا الشكل؟

يسعى لتعويض فشله الداخلي بانتصارات شكلية خارجية.

يريد استثمارات خليجية ضخمة قبل الانتخابات.

يسعى لصورة "المنقذ الإنساني" في غزة، وهي زاوية تناسب ناخبيه الإنجيليين واليمينيين المعتدلين معًا.

يعتبر نتنياهو غير قابل للاعتماد عليه حاليًا لأنه أدخل أمريكا في معركة مفتوحة دون سقف واضح.


💢 رابعًا: هل نحن أمام تغير استراتيجي؟

جزئيًا، نعم.

نحن أمام تآكل تدريجي في مفهوم "التحالف المطلق" بين أمريكا وإسرائيل.

واشنطن بدأت تفكر بمنطق: "نحمي مصالحنا وليس نتنياهو"، خصوصًا في ظل تحولات القوة الإقليمية وواقع الميدان.

لكن لا يزال اللوبي الصهيوني، والكونغرس، والبنتاغون، مرتبطين بإسرائيل بصورة عميقة، تجعل من الانفصال التام أمرًا غير واقعي حاليًا.

⭕ خلاصة

أمريكا لا تتخلى عن إسرائيل، لكنها تتخلى مؤقتًا عن نتنياهو وتعيد تموضعها الإقليمي بما يحقق مصالحها المباشرة، خصوصًا مع الخليج.
ما يحدث هو شرخ سياسي وظرفي، لا استراتيجي جذري، لكنه فرصة فعلية للعرب لو استغلوها بتكتيك ذكي، لتحييد إسرائيل عن بعض الملفات وتعزيز الحضور العربي في معادلات النفوذ.

التعليقات (0)