-
℃ 11 تركيا
-
18 سبتمبر 2025
د.رعدهادي جبارة يكتب: نصرة غزة لا تستلزم طعن أمة العرب
لوم الأمة العربية بدلًا من مواجهة الاحتلال
د.رعدهادي جبارة يكتب: نصرة غزة لا تستلزم طعن أمة العرب
-
18 سبتمبر 2025, 1:04:55 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ
🔹سياق الأحداث
منذ السابع من أكتوبر وما تلاه من أحداث مؤلمة، تباينت المواقف وتشعّبت الخطابات. وفي خضم الغضب والحزن، برزت أصوات راحت تصبّ جام غضبها على الأمة العربية برمتها، وكأن العرب هم الخصم، لا الاحتلال الذي يرتكب الجرائم يوميًا في غزة وفلسطين.
🔹الدفاع عن فلسطين واجب، لا طعن العرب
إن الدفاع عن فلسطين لا يكون بلعن العرب أو بتسقيطهم. فالأمة التي قدّمت قوافل الشهداء، وأنجبت رموزًا في الشجاعة والفداء، لا يجوز أن تُختزل في سياسات بعض الأنظمة أو مخرجات قمة هنا أو هناك. من الظلم أن يُستدعى بيت شعر أو حادثة تاريخية لتشويه هوية الأمة وكرامتها. فمثل هذا الخطاب ليس دفاعًا عن غزة، بل خلطٌ للحق بالباطل،و دسٌّ للسم في العسل، و إضعاف للصفّ بدل تقويته.
🔹التضامن العربي الشعبي
لقد أثبتت الشعوب العربية، من لبنان واليمن والعراق والأردن و المغرب وليبيا وتونس و الجزائر غيرها، أنها لا تزال حاضرة في الميدان. فهناك من قدّم دعماً عسكريًا حيث أمكن، ومن نظّم حملات إغاثة غذائية وطبية من عدة دول خليجية، ومن خرج إلى الشوارع في تظاهرات كبرى أسمعت العالم موقفه الرافض للعدوان. كل ذلك شهادة حيّة على أن الأمة العربية ليست غائبة عن فلسطين، وأن تصويرها على أنها خصم للقضية لا يعبّر عن الواقع.
🔹تضحية القيادات
كما شهدنا تضحيات جسامًا قدّمها قادة ورموز في أكثر من ساحة، ممن دفعوا حياتهم ثمنًا لمواقفهم. هذه الحقائق تكشف بوضوح أن العرب حاضرون في قلب المعركة، وأن تصويرهم كأمة متخاذلة أو خائنة لا يعدو أن يكون افتراءً يخدم رواية العدو.
🔹مأساة غزة ونتائجها
إن مأساة غزة اليوم كانت نتيجة حسابات عسكرية وسياسية لم تحقق تحريرًا ولا مكاسب ملموسة. غير أن هذه الحقيقة، مهما كانت مريرة، لا تبرر بحال الانقلاب على الأمة بأسرها أو تصويرها كعبء على الشعب الفلسطيني. فالطعن في العرب لا ينفع غزة، ولا يحرر شبراً من فلسطين، بل يعكس أحقاداً دفينة في نفوس كاتبيه – حتى لو كانوا عرباً – ويصبّ في مصلحة الاحتلال وحده.
🔹مؤتمرالدوحةلم يكن عربيا فقط
المؤسف أن بعض المنتقصين من المواطنين العرب يدعي أن مؤتمر الدوحة لم تصدر عنه قرارات حاسمة ومواقف حازمة، فيبدأ بلعن العرب!!!،
والسؤال هو:هل كانت القمة عربية فقط في قطر؟! ام القمة إسلامية بمشاركة 57دولة مسلمة من ضمنها 20دولة عربية.إذا كنتم منزعجين وناقمين من القرارات لأنها لم تعلن الحرب على الكيان الصهيوني،لماذا وقعتم عليها ؟ دعكم من الحكومات العربية،فلماذا لم تعلن حكومات الدول الإسلامية غير العربية في المؤتمر حربها على الكيان وتحرر فلسطين وتنقذ غزة؟
هناك دول قوية كبرى مسلمة غير عربية كانت مشاركة في القمة ولو شاءت إعلان الحرب فلتتفضل، والفرصة متاحة لتشكيل حلف من غير العرب ويمكنكم عقد حلف عسكري من باكستان وتركيا وإيران و اندونيسيا وماليزيا و نيجيريا وافغانستان وتركمنستان واذربيجان وطاجيكستان والشيشان و اوزبكستان وغيرها من الدول غير العربية، و لتتقدموا انتم لتحرير فلسطين المسلمة؛ عسكريا، وبقوة السلاح، فلديكم جيوش جرارة واسلحة نووية، و اقتصادات قوية،ومئات الملايين من القوى البشرية،ولم يمنعكم أحدٌ من دعم وانقاذ غزة وتحرير فلسطين..تفضلوا لنرى مراجلكم و هجماتكم على العدو، وتحرير بلد مسلم فيه قبلتكم الأولى!
🔹الخلاصة والدعوة
إن نصرة فلسطين تعني أولاً الحفاظ على كرامة العرب ووحدتهم، لا شتمهم أو الانتقاص منهم. فالأمة العربية، رغم أزماتها وتناقضاتها، تبقى الحاضنة الطبيعية لفلسطين، وأي خطاب ينحرف عن هذه الحقيقة إنما يضلّل البوصلة ويشوّه جوهر القضية.منظمة مسلحة واحدة لم تكن حساباتها متقنة والآن يدفع أهل غزة الثمن باهضا،بل أفضت العملية إلى دمار وتشريد وجوع وتشرذم فضيع.
فلنحذر إذن من تحويل الغضب إلى معاول هدم في جسد الأمة، ولنتذكر أن العدو الحقيقي معروف، وأن نصرة فلسطين لا تكون إلا بتماسك الصف العربي والإسلامي، وتعزيز الثقة بين شعوبنا. فلتكن بوصلتنا واضحة، ولتكن كلمتنا عالية: غزة وفلسطين ندافع عنهما بصون كرامة العرب والمسلمين كأمة لا بشتائم تطعنهم.ولنتذكر قول الله عز و جل[إن أكرمكم عند الله أتقاكم ].
اما الحكام فلا ندافع عنهم،بل يمكن نقدهم.
🔹النتيجة:
من الخطأ التسقيط و الطعن بأمةالعرب بحجة الدفاع عن غزة.
﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
[ غافر: 44]









