-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
رامي أبو زبيدة يكتب: تعليق عسكري سياسي على تطورات العلاقة بين ترامب ونتنياهو
في ضوء التصريحات الأخيرة
رامي أبو زبيدة يكتب: تعليق عسكري سياسي على تطورات العلاقة بين ترامب ونتنياهو
-
9 مايو 2025, 11:11:09 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تُظهر المعطيات المسرّبة والمتداولة من الصحافة العبرية ومواقف الإدارة الأميركية بقيادة ترامب، أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تمر بمرحلة توتر غير مسبوق، على الرغم من الانطباع السابق بأنهما حليفان طبيعيان. لكن خلفية هذا التوتر تكشف عن تحول نوعي في طريقة تعاطي ترامب – في ولايته الثانية – مع إسرائيل، خصوصاً في ملف غزة والعديد من الملفات (إيران ـ اليمن ـ السعودية).
أولاً: البعد العسكري – الأمني:
الضغط الأميركي على إسرائيل للوصول إلى صفقة مع حماس، بما في ذلك صفقة تبادل رهائن، يُفهم في السياق العسكري على أنه رغبة أميركية في تهدئة الجبهة الجنوبية بأي وسيلة، لأسباب تتعلق بالمصالح الأميركية في الإقليم، وإعادة ترتيب الملفات الإقليمية بمعزل عن الأجندة الإسرائيلية.
ومن الملاحظ أن تهديد واشنطن بترك إسرائيل "وحيدة" إذا لم تتجاوب، هو تصعيد غير معتاد من إدارة جمهورية. ويترافق ذلك مع رغبة ترامب في توزيع مساعدات داخل غزة خارج القنوات الإسرائيلية، ما يُعد رسالة مزدوجة: من جهة محاولة تقليص النفوذ الإسرائيلي على المعادلة الإنسانية في القطاع، ومن جهة أخرى تأكيد على أن واشنطن لن تربط المساعدات بالمسار العسكري أو الأمني، وهو ما يتناقض مع مواقف نتنياهو.
ثانياً: البعد السياسي – الاستراتيجي:
هذا التحول يحمل دلالات عميقة: ترامب، بعكس بايدن، لا يكتفي بالتحذير، بل ينشئ وقائع على الأرض (كما حدث مع الملف الإيراني سابقاً). وهذا السلوك يحمل رسالة واضحة لنتنياهو: لم تعد واشنطن تلتزم بالمطلق بالرؤية الإسرائيلية تجاه غزة، بل تضع مصالحها فوق حسابات الائتلاف الحاكم في تل أبيب.
ثالثاً: البعد الإقليمي – العملياتي:
الربط بين زيارة ترامب لإسرائيل وبين التوصل إلى صفقة مع حماس يعكس إدراكاً أميركياً أن "نصرًا إنسانيًا" أو سياسيًا في ملف الرهائن يمكن أن يُسوَّق داخليًا وخارجيًا، أكثر من دعم غير مشروط لعدوان قد يطول دون نتيجة. كما أن إلغاء زيارة وزير الدفاع الأميركي لتل أبيب وإعلانه الانضمام لوفد ترامب، يُشير إلى إعادة تموضع شامل للقرار العسكري الأميركي في المنطقة بعيدًا عن التنسيق التقليدي مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
خلاصة:
نتنياهو يواجه ضغوطًا من حليف كان يُنظر إليه كأقرب داعم له. ومع ذلك، ترامب يتصرف اليوم بمنطق مصلحة أميركا أولاً، وليس إسرائيل أولاً. هذا التحول قد يفتح الباب أمام مسارات جديدة للتهدئة في غزة من دون "ختم إسرائيلي"، ويضعف من قدرة تل أبيب على التحكم بالملف الإنساني والسياسي في القطاع. ويبدو أن المقاومة تدرك ذلك، وتنتظر استثمار اللحظة بحذر وذكاء تفاوضي.









