-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
ماذا يريد ترامب من العرب؟ قراءة في أهداف زيارته للمنطقة
زيارة بأبعاد متعددة ونتائج مفتوحة
ماذا يريد ترامب من العرب؟ قراءة في أهداف زيارته للمنطقة
-
8 مايو 2025, 6:52:40 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ترامب
في سياق سياسي متوتر ومتغير، جاءت زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة العربية كحدث أثار تساؤلات واسعة حول الأهداف الحقيقية الكامنة خلف تحركاته.
وعلى الرغم من الطابع الرسمي المعلن للزيارة، إلا أن قراءة أعمق في خلفياتها السياسية والاقتصادية تكشف عن أجندة تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية التقليدية.
أبعاد اقتصادية واستراتيجية للزيارة
في المقام الأول، يبدو أن ترامب يسعى لتعزيز النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل المتغيرات الجيوسياسية وتراجع بعض الحلفاء التقليديين. ويرى مراقبون أن جزءاً كبيراً من أهداف الزيارة يتمحور حول إعادة ضبط العلاقات مع الدول الخليجية الغنية بالنفط، بهدف تحصيل مكاسب اقتصادية ضخمة، سواء من خلال صفقات تسليح، أو اتفاقيات استثمارية في مشاريع البنية التحتية والطاقة.
إعادة تسويق صفقة القرن وتطبيع جديد؟
بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، فإن للزيارة بعداً سياسياً لا يقل أهمية. فترامب كان ولا يزال داعماً قوياً لما يُعرف بـ"صفقة القرن"، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وفق رؤية أمريكية - إسرائيلية، وهو ما أثار رفضاً واسعاً في الشارع العربي.
وقد يكون من أهداف الزيارة دفع بعض الدول العربية نحو خطوات تطبيعية جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، في إطار سياسة "الضغط الناعم" مقابل الحماية الأمريكية والدعم السياسي.
رسالة إلى إيران... ورسائل للداخل الأمريكي
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال أن زيارة ترامب تأتي أيضاً في سياق محاولة رسم صورة القائد الحاسم، خاصة أمام خصومه السياسيين في الداخل الأمريكي. كما أن زيارته للمنطقة قد تحمل رسالة مبطنة لإيران، مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال لاعباً أساسياً في المنطقة، رغم محاولات بعض القوى الإقليمية قلب موازين النفوذ.
دعم الأنظمة المتحالفة مع واشنطن
ومن الواضح أن ترامب يهدف كذلك إلى تعزيز علاقاته مع الأنظمة العربية المتحالفة مع واشنطن، خصوصاً تلك التي تعتمد على الدعم الأمريكي عسكرياً واقتصادياً.
وتندرج هذه الخطوة ضمن محاولاته لضمان اصطفاف سياسي إقليمي يخدم مصالح الولايات المتحدة في ظل التغيرات العالمية.
زيارة بأبعاد متعددة ونتائج مفتوحة
في المحصلة، فإن زيارة دونالد ترامب للمنطقة العربية ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل تمثل جزءاً من مشروع سياسي واقتصادي متكامل يسعى لتوسيع النفوذ الأمريكي، وتعزيز التحالفات، ودفع المنطقة نحو تغييرات تتوافق مع رؤية ترامب وأجندته المستقبلية. وما تبقى هو كيفية تفاعل الشعوب والحكومات العربية مع هذه الأجندة، وسط واقع إقليمي معقد وتحديات متزايدة.








