الاحتلال يستغل الحرب في غزة لتمرير التهويد

"لجنة القدس" تحذّر: الاحتلال يفرض طقوسًا توراتية بالأقصى ويحوّله تدريجيًا إلى كنيس

profile
  • clock 3 أغسطس 2025, 7:58:13 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في ظل صمت دولي وانشغال العالم بعدوان غزة... مشروع تهويدي غير مسبوق داخل ساحات المسجد الأقصى

حذّرت لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج من تصعيد خطير وغير مسبوق يستهدف المسجد الأقصى المبارك، تمثل في محاولات منهجية ومدعومة حكوميًا لفرض الطقوس التوراتية داخل ساحاته، وتحويل أجزاء منه إلى ما يشبه كنيسًا يهوديًا.

 الاحتلال يستغل الحرب في غزة لتمرير التهويد

في بيان صدر اليوم الأحد، قالت اللجنة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن في تنفيذ مخطط تهويدي ممنهج داخل المسجد الأقصى، مستغلّة الانشغال العالمي بالمجازر في قطاع غزة.

وأوضح البيان أن الاحتلال سمح مؤخرًا للمستوطنين بأداء طقوس "بركات الكهنة" التوراتية بشكل جماعي داخل الأقصى، إضافة إلى تنظيم حفلات زفاف، وطقوس دينية لبلوغ السن، والرقص والغناء، ووصولًا إلى إقامة أول حفل موسيقي في تاريخ المسجد بتاريخ 30 يوليو/تموز الماضي.

المشروع التهويدي: من التقسيم إلى التأسيس "المعنوي للهيكل"

واعتبرت اللجنة أن ما يجري في الأقصى ليس مجرد انتهاكات عابرة، بل هو جزء من مشروع استراتيجي متكامل يسعى إلى طمس الطابع الإسلامي للحرم القدسي، واستبداله بهوية توراتية تدريجيًا.

وأكدت اللجنة أن الاحتلال تجاوز مرحلة "التقسيم الزماني والمكاني"، وبدأ تنفيذ ما يُعرف بـ"التأسيس المعنوي للهيكل"، والذي يشمل إدخال الطقوس التوراتية بشكل علني ومنظم و التمهيد لإدخال "القربان الحيواني" – أخطر الطقوس في العقيدة اليهودية و فرض وقائع على الأرض تؤدي إلى إضعاف السيادة الإسلامية على المسجد

صمت عربي وإسلامي يغذي الجرأة الإسرائيلية

انتقدت لجنة القدس بشدة حالة العجز العربي والإسلامي الرسمي، معتبرة أن الصمت الرسمي والديني و انشغال المجتمع الدولي بعدوان غزة وتسارع وتيرة التطبيع
جميعها شكلت بيئة خصبة للاحتلال لتمرير مخططاته التهويدية.

وأكدت أن "معركة الأقصى اليوم هي معركة هوية ووجود"، لا تقل أهمية عن معركة الشعب الفلسطيني ضد الإبادة والتجويع في غزة.

تحركات ميدانية ودعوة لانتفاضة شعبية شاملة

كشفت اللجنة عن مجموعة من الخطوات العملية للتصدي لهذا التصعيد، أبرزها: توجيه نداء شامل إلى الأمة الإسلامية بعد اعتداءات الأحد تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن مكانة المسجد الأقصى وحجم الاعتداءات تنظيم وقفات جماهيرية وتحركات شعبية في مختلف العواصم تنظيم فعاليات توعوية وثقافية تحشد الجماهير لموسم الاقتحامات القادم، الذي يبدأ في 23 أيلول/سبتمبر ويستمر حتى 14 تشرين الأول/أكتوبر

نداء إلى العلماء والمؤسسات الدينية

وجّهت اللجنة نداءً مباشرًا إلى: الشيخ علي القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور نواف التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج

ودعتهم إلى قيادة جهد ديني علمي جماعي للدفاع عن الأقصى، انطلاقًا من المسؤولية الشرعية تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وأكد حلمي البلبيسي، رئيس لجنة القدس، أن التحرك الموحد من العلماء والمؤسسات قادر على إعادة معركة الأقصى إلى الواجهة الإسلامية والدولية.

 خلفية: المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

يُعد "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" مظلة وطنية تضم شخصيات سياسية وعلماء وأكاديميين ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية في الشتات، ويُعنى بتمثيل صوت اللاجئين الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم الوطنية والتاريخية، وعلى رأسها القدس والمسجد الأقصى المبارك.

 الأقصى في خطر... والتحرك واجب

الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى ليست مجرد أحداث معزولة، بل تشكّل جزءًا من معركة استراتيجية شاملة تسعى إلى إعادة تشكيل هوية القدس وفرض واقع تهويدي بالقوة، تحت غطاء ديني وتواطؤ دولي وصمت عربي.

معركة الأقصى اليوم هي اختبار لوعي الأمة، وإرادتها، وصدق التزاماتها.

التعليقات (0)