إدانات دولية واسعة

تفاصيل القمة الطارئة في الدوحة: قرارات مرتقبة ضد إسرائيل

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 12:59:01 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة -اليوم الإثنين- أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي تركز على بحث تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، مخلفًا استياءً واسعًا على المستويين العربي والإسلامي. وتكتسب هذه القمة أهمية استثنائية بالنظر إلى طبيعة التوقيت وحجم التهديدات التي يمثلها التصعيد الإسرائيلي ضد دولة قطر، التي تعرضت لغارات استهدفت مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس.

خلفيات القمة الطارئة في الدوحة

تأتي هذه القمة بعد أيام قليلة من الغارات الإسرائيلية التي شنّتها طائرات الاحتلال على الدوحة بتاريخ 9 سبتمبر الجاري، حيث طالت الهجمات مبانٍ سكنية قريبة من مناطق حيوية في العاصمة. ووصفت وزارة الخارجية القطرية هذه الهجمات بأنها عدوان إسرائيلي غادر وجبان، مؤكدة أن مثل هذه الاعتداءات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.

وأضافت الخارجية القطرية في بيان رسمي أن انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في هذا التوقيت له دلالات عميقة، إذ يعكس التضامن العربي والإسلامي مع قطر، ورفض الدول الأعضاء كافة أشكال "إرهاب الدولة" الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين والأبرياء.

اجتماع وزراء الخارجية تمهيدًا للقمة

وكانت العاصمة القطرية قد شهدت أمس الأحد اجتماعًا تحضيريًا لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، حيث ناقشوا بنود مشروع البيان الختامي للقمة. وأكد الوزراء خلال الاجتماع على ضرورة توحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والعمل على صياغة موقف جماعي ضاغط في المحافل الدولية.

وشدد البيان الوزاري على أهمية اتخاذ خطوات عملية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وعدم الاكتفاء بالإدانات اللفظية التي اعتاد المجتمع الدولي إصدارها دون أثر ملموس.

كلمة رئيس الوزراء القطري

وفي كلمته أمام الاجتماع الوزاري، قال رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الصمت الدولي على جرائم إسرائيل بات غير مقبول، معتبرًا أن عجز المجتمع الدولي عن محاسبة الاحتلال يشجعه على المضي في سياسة القمع والعدوان.

وأضاف الشيخ محمد أن المطلوب اليوم هو الانتقال من مرحلة البيانات والإدانة إلى مرحلة الإجراءات العملية الرادعة، بما في ذلك الضغط الدبلوماسي، والتحرك القانوني أمام المحاكم الدولية، وتبني قرارات اقتصادية قد تشكل رادعًا حقيقيًا أمام ممارسات الاحتلال.

مواقف عربية وإسلامية داعمة

أجمع وزراء الخارجية والمتحدثون في جلسات الاجتماع التحضيري على رفضهم القاطع للعدوان الإسرائيلي على قطر، مؤكدين أن استهداف الدوحة يمثل تجاوزًا خطيرًا لكافة الخطوط الحمراء.

وأكد ممثلو الدول أن أي اعتداء على دولة عربية أو إسلامية هو بمثابة اعتداء على الأمة بأكملها، وأن المطلوب هو رد فعل جماعي بحجم التحدي.

وشدد المشاركون على أن التضامن مع قطر ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام مبدئي بالدفاع عن السيادة الوطنية لكل دولة عربية وإسلامية.

إدانات دولية واسعة

إلى جانب المواقف العربية والإسلامية، لاقى العدوان الإسرائيلي إدانات واسعة من منظمات دولية وهيئات حقوقية. فقد أكدت تقارير الأمم المتحدة أن الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق سكنية في الدوحة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، فيما طالبت عدة منظمات حقوقية بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم.

مشروع البيان الختامي

من المنتظر أن يصدر عن القمة بيان ختامي يعكس وحدة الموقف العربي والإسلامي تجاه العدوان الإسرائيلي، حيث يتضمن بنودًا تدعو إلى:

إدانة العدوان الإسرائيلي على الدوحة بشكل صريح وواضح.

الدعوة لاتخاذ خطوات دبلوماسية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف التصعيد.

تحريك دعاوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

دراسة إجراءات اقتصادية وتجارية للضغط على الاحتلال.

تعزيز التعاون الأمني بين الدول الأعضاء لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.

أبعاد سياسية وإستراتيجية

يرى محللون أن انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة يمثل تحولًا مهمًا في طريقة التعامل مع العدوان الإسرائيلي. فبدلًا من الاكتفاء بإدانة لفظية، تسعى القمة إلى توحيد الجهود نحو تحرك سياسي وقانوني واقتصادي جماعي، قد يعيد رسم موازين القوى في المنطقة.

ويؤكد مراقبون أن اختيار الدوحة لعقد القمة يحمل رسائل قوية، فهي الدولة المستهدفة بالعدوان، وهي أيضًا مركز دبلوماسي بارز له ثقل إقليمي ودولي، ما يمنح القمة بعدًا رمزيًا وسياسيًا مهمًا.

قطر في قلب التضامن العربي والإسلامي

تؤكد التطورات أن العدوان الإسرائيلي على قطر لم يحقق أهدافه، بل جاء بنتائج عكسية، إذ وحّد الصف العربي والإسلامي خلف الدوحة، وأعاد تسليط الضوء على سياسات الاحتلال العدوانية.

وبينما تستعد القمة الطارئة لإعلان موقفها، تعوّل الشعوب العربية والإسلامية على أن تكون هذه الخطوة بداية لتحرك جماعي أكثر قوة وفاعلية، لا يقتصر على رد الفعل اللحظي، بل يضع أسسًا لمواجهة إستراتيجية طويلة المدى مع الاحتلال الإسرائيلي.

التعليقات (0)