تكبير الخط تصغير الخط

أكد الرئيس التركي، في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة، أن العدوان الإسرائيلي المتصاعد بات يشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة.

وشدد الرئيس التركي على أن السياسات الإسرائيلية العدوانية لا تقتصر تداعياتها على الشعب الفلسطيني فحسب، بل تمتد آثارها إلى الدول العربية والإسلامية كافة، محذراً من أن استمرار هذا النهج سيقود المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم في لجم إسرائيل ووقف خروقاتها المتكررة للقانون الدولي، مؤكداً أن تركيا ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني ورفضها لأي محاولات لتغيير الحقائق على الأرض.

 وفي وقت سابق قال انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة القمة العربية الإسلامية الطارئة، بمشاركة قادة وزعماء من مختلف الدول العربية والإسلامية، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطر وما يمثله من تهديد للأمن والاستقرار الإقليميين. وفي كلمة مهمة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القمة تنعقد في ظل تحديات جسيمة تواجه المنطقة، محذراً من أن إسرائيل تسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى "ساحة مستباحة للاعتداءات" بما يقوض فرص السلام ويعزز دائرة الصراع.

اعتداء على سيادة قطر وسابقة خطيرة

شدد الرئيس المصري على أن الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية يُمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وسابقة خطيرة لا يمكن السكوت عنها. وأوضح أن استهداف دولة شقيقة تقوم بدور الوساطة يعكس استهتار إسرائيل بالمبادئ الإنسانية والقانونية، مشيراً إلى أن "الاعتداء الآثم على الأراضي القطرية هو جريمة مكتملة الأركان وانتهاك سافر لسيادة الدول".

وأكد السيسي أن مصر تقف متضامنة مع قطر حكومةً وشعباً في مواجهة هذا الاعتداء، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في محاسبة إسرائيل ووضع حد لممارساتها المتكررة.

تحذير من انفلات إسرائيلي يهدد المنطقة

قال الرئيس المصري إن السلوك المنفلت لإسرائيل من شأنه أن يعزز رقعة الصراع ويزعزع الاستقرار في المنطقة بأسرها. وأوضح أن استمرار الاحتلال في اتباع سياسات عدوانية دون رادع دولي يخلق بيئة خصبة للتطرف ويهدد الأمن الجماعي العربي والإسلامي.

كما أكد أن الغطرسة الإسرائيلية الآخذة في التضخم تتطلب رؤية موحدة من الدول العربية والإسلامية تقوم على مبادئ واضحة للأمن والتعاون الإقليميين. وأضاف أن مصر ترى أن مواجهة هذا التحدي تتطلب تفعيل آليات التضامن العربي والإسلامي وتحويل المواقف السياسية إلى خطوات عملية.

رفض استهداف المدنيين وتجويع الشعوب

أوضح السيسي أن مصر ترفض بشكل قاطع استهداف المدنيين في أي نزاع، مجدداً إدانة القاهرة لمحاولات إسرائيل تجويع شعب كامل وفرض العقوبات الجماعية على المدنيين. وقال إن هذه السياسات تمثل جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعياً المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقفها.

وأضاف أن "مصر تؤكد رفضها الكامل لاستهداف المدنيين وتجويع شعب بأكمله، فالحلول العسكرية ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة الغاشمة لن تحقق الأمن لأي طرف".

الأمن لا يتحقق بالقوة

أكد الرئيس المصري أن على إسرائيل أن تدرك أن أمنها وسيادتها لن يتحققا بالقوة العسكرية، بل من خلال احترام القانون الدولي وسيادة الدول. وأضاف أن محاولات الاحتلال لفرض الأمن بالقهر والغطرسة العسكرية أثبتت فشلها عبر التاريخ، وأن السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار هو الحوار والتسوية السياسية العادلة.

كما شدد السيسي على أن مصر ستواصل الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية المشروعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر الصراع في المنطقة ومفتاح السلام العادل والشامل.

دعوة لرؤية عربية مشتركة

دعا الرئيس المصري القادة المشاركين في القمة إلى العمل على بلورة رؤية عربية وإسلامية مشتركة للأمن والتعاون الإقليميين، تقوم على مبادئ العدالة، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأشار إلى أن القمة تمثل فرصة تاريخية لتوحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة، مشدداً على أن وحدة الموقف هي الضمانة الوحيدة لحماية الأمن القومي العربي والإسلامي من أي محاولات خارجية لزعزعته.

مصر ودورها الإقليمي

أكد الرئيس المصري أن مشاركة القاهرة في القمة العربية الإسلامية بالدوحة تأتي تجسيداً لموقفها الثابت في دعم الأشقاء والدفاع عن قضايا الأمة. وأوضح أن مصر ستواصل العمل مع شركائها العرب والمسلمين من أجل تعزيز التضامن والتنسيق المشترك، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو الدبلوماسي.

كما أشار إلى أن مصر تضع نصب عينيها ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات التي تعصف بالمنطقة، مشدداً على أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر التعاون الجماعي.