دلالات الخطاب في سياق القمة الطارئة

السيسي يحذر الشعب الإسرائيلي: استمرار التصعيد يقوض السلام ويهدد أمن المنطقة

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 1:57:33 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
السيسي

محمد خميس

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة، محذِّراً من أن التصعيد الإسرائيلي الحالي لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يقوض مستقبل السلام ويعرض أمن إسرائيل وباقي دول المنطقة للخطر. واعتبر السيسي أن السياسات القائمة قد تجهض اتفاقيات السلام القائمة وتضع العراقيل أمام أي فرص لاتفاقات سلام جديدة، محذراً من أن «العواقب ستكون وخيمة» في حال استمرار هذا المسار. 

السلوك الإسرائيلي يُضعف آفاق السلام

أوضح الرئيس السيسي أن ما يجري يضع العراقيل أمام جهود التفاوض ويعرقل مسارات السلام التي بُنيت على سنوات من العمل الدبلوماسي والتضحيات السياسية. وبيّن أن الاستمرار في سياسات القوة والانفلات من الأطر القانونية سيقود إلى إجهاض ما تحقق من مكتسبات ومفاقمة الأزمات، ما يُحتم على المجتمع الدولي ألا يظل متفرجًا أمام الانتهاكات المتصاعدة. 

رسالة إنسانية واستراتيجية للشعب الإسرائيلي

وجَّه السيسي رسالة إنسانية واستراتيجية في آنٍ واحد، قال فيها إن استمرار المجازر والقمع سيؤدي إلى نتائج عكسية تصيب أمن الإسرائيليين أنفسهم. وأضاف أن التحدي الراهن يحتاج إلى وعي شعبيّ حول مخاطر سياسات التصعيد، ودعا إلى التفكير الطويل الأمد في مستقبل الأمن المشترك الذي لا يتحقق عبر القهر أو التطهير القسري. 

دلالات الخطاب في سياق القمة الطارئة

يأتي خطاب السيسي ضمن قمة استثنائية استدعتْها الدوحة بعد اعتداء إسرائيلي استهدف أراضٍ قطرية، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا على المستويين العربي والإسلامي. وقد صيغت مسودات قرارات القمة لتحذر من أن هذه الاعتداءات تُهدد جهود التطبيع وتعرقل فرص التعايش الإقليمي، ما يضفي على خطاب السيسي طابعًا عمليًا ودبلوماسيًا يبتعد عن الشعارات إلى المطالبة بإجراءات ملموسة. (Reuters)

المحور القانوني والدعوة لمساءلة الانتهاكات

أكد الرئيس أن محاسبة من يرتكب جرائم ضد المدنيين واحترام القانون الدولي يمثلان شرطًا أساسيًا لأي استقرار طويل الأمد. وشدّد على أن تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان والسياسات الممنهجة ضد المدنيين يقوّض شرعية الحلول السياسية ويجعل المنطقة عرضة لدوامة عنف متصاعدة. وطالب بضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين دون عوائق. (presidency.eg)

أثر الخطاب على مسارات التطبيع

يرى مراقبون ودبلوماسيون أن تحذيرات السيسي وغيرها من مواقف القادة المشاركين قد تزيد الضغوط على دولٍ اعتادت السير في مسارات تطبيع بعيدة عن مطالب الشعوب. فالخطاب الذي يربط بين الاستقرار الإقليمي وبقاء اتفاقيات السلام يضع رسالة واضحة: أي تدهور أمني أو انتهاك سيادي يهدد مكتسبات الاتفاقات ويجعلها عرضة للانهيار، ما يستدعي إعادة تقييم الاستراتيجيات الوطنية تجاه التعامل مع إسرائيل. 

دعوة لخطوات عملية وليس بيانات فقط

شدّد السيسي على أن القمة يجب أن تترجم مواقفها إلى خطوات عملية — دبلوماسية وقانونية وسياسية — لا تقتصر على بيانات الإدانة. وشملت هذه الدعوات بحث آليات ضغط دولي فعلية عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالإضافة إلى تنسيق عربي وإسلامي يضمن ردع أي اعتداء على سيادة الدول أو محاولات تغيير الوقائع على الأرض.

السيسي والقضية الفلسطينية

ربط الرئيس موقفه من العدوان بموقف مصر التاريخي من القضية الفلسطينية، مجدداً التأكيد على أن الحل السياسي القائم على حل الدولتين ووقف الاعتداءات على الفلسطينيين يبقى الطريق الوحيد لتحقيق استقرار حقيقي. وأشار إلى أن أي محاولات لإخراج الفلسطينيين من أرضهم أو تهجيرهم بالقوة ستقوّض شرعية السلام وتفتح أبوابًا لصراعات أوسع.

التعليقات (0)