-
℃ 11 تركيا
-
15 سبتمبر 2025
الرئيس التركي: العدوان الإسرائيلي على قطر تجاوز كل الخطوط الحمراء ويهدد استقرار المنطقة
انتقادات مباشرة لحكومة نتنياهو
الرئيس التركي: العدوان الإسرائيلي على قطر تجاوز كل الخطوط الحمراء ويهدد استقرار المنطقة
-
15 سبتمبر 2025, 1:49:02 م
-
413
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الرئيس التركي
محمد خميس
شهدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في العاصمة القطرية الدوحة، مواقف قوية من عدد من القادة العرب والمسلمين تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي استهدف دولة قطر في اعتداء وُصف بأنه غير مسبوق وخارج عن كل الأعراف الدولية. وفي هذا السياق، جاءت كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعكس غضباً شديداً من السياسات الإسرائيلية، وتحمل في طياتها رسائل واضحة للمجتمع الدولي حول خطورة المرحلة الراهنة.
العدوان الإسرائيلي يمتد إلى قطر الدولة الوسيطة
استهل الرئيس التركي كلمته بالتأكيد على أن العدوان الإسرائيلي لم يعد يقتصر على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، بل امتد ليطال دولة قطر، الدولة التي تقوم بدور الوسيط وتسعى منذ سنوات إلى تحقيق السلام وإنهاء الصراع عبر المفاوضات. وأوضح أن هذا الاعتداء يمثل رسالة بالغة الخطورة، إذ أن استهداف دولة وسيطة يعكس نوايا إسرائيل في إفشال كل مساعي التسوية، وقطع الطريق أمام أي حلول سياسية عادلة.
وأكد الرئيس أردوغان أن استهداف قطر، التي تستضيف وفوداً تفاوضية وتسعى لإنجاح وساطات متعددة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هو بمثابة تحدٍ سافر للقوانين الدولية، وتصعيد يفتح الباب أمام مرحلة أكثر تعقيداً في المنطقة.
دعوة لقرارات موحدة ومكتوبة
وشدد الرئيس التركي على ضرورة أن تكون مخرجات القمة الاستثنائية في الدوحة واضحة وملموسة، قائلاً: "آمل أن تترجم قراراتنا اليوم إلى إعلان مكتوب موجه إلى العالم أجمع، ليكون شاهداً على وحدتنا وموقفنا الحازم تجاه العدوان الإسرائيلي"، مؤكداً أن الاقتصار على بيانات شجب وإدانة لم يعد كافياً.
وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب خطوات عملية، أبرزها تكثيف الضغط على المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، لإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها المستمرة، ومحاسبتها على جرائم الحرب التي ترتكب بحق الفلسطينيين، إلى جانب الاعتداء الأخير الذي استهدف الأراضي القطرية.
انتقادات مباشرة لحكومة نتنياهو
وفي لهجة حادة، اتهم الرئيس التركي حكومة بنيامين نتنياهو بالسعي إلى مواصلة المجازر بحق الشعب الفلسطيني، والتمادي في سياسات تهدف إلى جر المنطقة نحو الفوضى وعدم الاستقرار. وقال إن استمرار هذه السياسات لا يشكل فقط تهديداً للفلسطينيين، بل يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية شاملة، قد تعصف بأمن الشرق الأوسط كاملاً.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمراء، حيث لم يكتفِ بقتل وتشريد الفلسطينيين، بل وصل به الأمر إلى استهداف دولة وسيطة مثل قطر، في انتهاك صارخ لأبسط قواعد القانون الدولي، ومساس مباشر بالأمن الجماعي العربي والإسلامي.
رفض محاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
كما جدد أردوغان رفض تركيا لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشدداً على أن هذه السياسات الإسرائيلية تمثل امتداداً لنهج استيطاني قديم يقوم على اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وفرض واقع جديد بالقوة. وأكد أن بلاده لن تقبل بأي سيناريو يستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو النيل من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته
وطالب الرئيس التركي المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المتصاعد، مؤكداً أن التراخي في مواجهة إسرائيل شجعها على ارتكاب مزيد من الانتهاكات. وأضاف: "لقد أصبح من الواضح أن حكومة نتنياهو لا تبحث عن السلام، بل تعمل على تصعيد التوتر وفرض الأمر الواقع، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية."
كما شدد على أن حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل ودون قيود هو أولوية قصوى، داعياً جميع الأطراف الدولية إلى ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر.
موقف تركي ثابت من دعم فلسطين
وأكد أردوغان أن تركيا ستظل ثابتة في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ولن تتراجع عن مساندة حقوق الشعب الفلسطيني مهما كانت التحديات. وأوضح أن بلاده تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية، وأن الاعتداء على قطر يزيد من مسؤولية الجميع في الدفاع عن الأمن القومي العربي والإسلامي المشترك.
أهمية القمة الاستثنائية في الدوحة
وأشار الرئيس التركي إلى أن انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة في هذا التوقيت الحرج، يعكس إدراكاً جماعياً بخطورة الوضع الراهن، وضرورة صياغة رؤية موحدة قادرة على مواجهة السياسات الإسرائيلية. وشدد على أن العالم يتابع مخرجات هذه القمة، ما يحتم على القادة العرب والمسلمين توحيد كلمتهم والخروج بموقف عملي يليق بحجم التحديات.
خلاصة وتوصيات
اختتم أردوغان كلمته بالتأكيد على أن العدوان الإسرائيلي المتواصل يشكل تهديداً مباشراً ليس فقط للفلسطينيين، بل للمنطقة بأسرها، وأن الرد يجب أن يكون في مستوى التحدي عبر وحدة الصف وتنسيق المواقف بين الدول العربية والإسلامية. كما دعا إلى بلورة خطة عمل واضحة تشمل الضغط السياسي والدبلوماسي والقانوني على إسرائيل، وتعزيز الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، والتأكيد على رفض استهداف أي دولة وسيطة أو عربية تحت أي ذريعة.









