المسؤولية التاريخية للقادة العرب والمسلمين

رسالة مفتوحة إلى القمة العربية الإسلامية في الدوحة: نداء لإنقاذ الشعب الفلسطيني

profile
  • clock 14 سبتمبر 2025, 7:21:07 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
القمة العربية الإسلامية في الدوحة

محمد خميس

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية وأراضي الـ48 ومخيمات اللجوء والشتات، تأتي هذه الرسالة المفتوحة إلى القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الدوحة لتكون صوتًا واضحًا ومعبرًا عن معاناة الفلسطينيين.

تحمل هذه الرسالة، الموقعة باسم الفصائل والقوى الفلسطينية، دعوة عاجلة للقادة العرب والمسلمين لاتخاذ مواقف حاسمة وعملية تتجاوز البيانات التقليدية، بما يضمن وقف حرب الإبادة الجماعية في غزة، وحماية المدنيين، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

كما تؤكد الرسالة على أن استمرار العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على فلسطين فقط، بل امتد ليشكل تهديدًا لأمن واستقرار الأمة العربية والإسلامية بأسرها، ما يجعل من مسؤولية القادة العرب والمسلمين واجبًا تاريخيًا وإنسانيًا يستدعي اتخاذ خطوات عملية موحدة وسريعة.

تهدف هذه المقدمة إلى إبراز أهمية التقرير، وتوضيح السياق الإنساني والسياسي للرسالة، وتمهيد القراء لفهم المطالب العاجلة للفصائل الفلسطينية والإجراءات المطلوبة من القمة.

وإليكم نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نقدم لكم هذه الرسالة باسم الفصائل والقوى الفلسطينية، حاملة صوت شعبنا الصامد في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية وأراضي 1948 ومخيمات اللجوء والشتات. تأتي هذه الرسالة في لحظة تاريخية فاصلة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا، وتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل لم يسبق له مثيل.

استمرار العدوان الإسرائيلي وإبادة جماعية مكتملة الأركان

لقد دخل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة شهره الرابع والعشرين، مخلفًا مآسي إنسانية هائلة، تشمل:

مئات آلاف الشهداء والمفقودين والأسرى والجرحى.

دمار واسع للبنية التحتية والممتلكات.

حصار خانق وتجويع ممنهج.

تهجير قسري يهدد بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه.

وتشير الأوضاع الحالية إلى أننا أمام حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان، تستهدف الإنسان الفلسطيني وقتلًا وتهجيرًا، وتسعى للقضاء على الهوية والوجود الفلسطيني، مستندة إلى رعاية وشراكة أمريكية كاملة.

ولم تقتصر الجرائم الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني فحسب، بل امتدّت لتشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار الأمة العربية والإسلامية بأسرها، بما في ذلك الاعتداءات الأخيرة على الدوحة، واستهداف الوفد المفاوض الذي خلف ستة شهداء من أبناء الشعبين القطري والفلسطيني، بالإضافة إلى العدوان على لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران وتونس.

المسؤولية التاريخية للقادة العرب والمسلمين

إن حكومة نتنياهو الإرهابية تمضي بلا هوادة في مخطط "إسرائيل الكبرى"، مستهدفة الأرض العربية بأكملها، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي، ورفضها أي اتفاق لوقف الحرب أو إطلاق سراح الأسرى يعكس إصرارها على تعطيل الجهود الدبلوماسية واستهداف الوسطاء.

ومن هنا، فإن مسؤوليتكم التاريخية والإنسانية تقتضي اتخاذ مواقف حاسمة تتجاوز البيانات، لتصل إلى قرارات عملية وموحدة تتناسب مع حجم التحدي الذي يهدد وجود الأمة.

المطالب العاجلة للفصائل الفلسطينية

1. تشكيل تحالف عربي-دولي لوقف حرب الإبادة في غزة

ندعو القمة إلى الشروع بشكل جماعي في إجراءات عاجلة لإنقاذ الضحايا ومنع استمرار النزيف، عبر تحالف عربي ودولي يضغط على الاحتلال وداعميه بكافة الأدوات الممكنة لوقف حرب الإبادة.

2. استخدام أوراق الضغط العربية والإجراءات الاقتصادية

تتضمن المطالب استخدام كل أوراق الضغط العربية، بما فيها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك واستخدام سلاح النفط و فرض عقوبات عربية متكاملة على دولة الاحتلال و التحرك العاجل مع المجتمع الدولي لفرض عقوبات شديدة على إسرائيل ورفع الحصار عن غزة.

3. تقديم مساعدات إنسانية عاجلة

تعتبر المساعدات الإنسانية أولوية قصوى، وتشمل دعم المستشفيات والعيادات الطبية والدفاع المدني و تأمين الخيام والمنازل الجاهزة للنازحين و إنشاء صندوق لإعادة الإعمار لتغطية الأضرار الهائلة.

4. توحيد الموقف العربي والإسلامي

ندعو إلى توحيد الموقف العربي والإسلامي ضد العدوان الإسرائيلي، عبر خطة عمل مشتركة تتضمن سلة عقوبات عربية وإسلامية ضد الاحتلال والدول والشركات الداعمة له و قطع العلاقات كافة مع الكيان الغاصب الذي يهدد أمن المنطقة ويخرق القوانين الدولية.

5. حماية القدس والضفة الغربية

يجب اعتماد استراتيجية موحدة لحماية القدس من التهويد والمسجد الأقصى من التقسيم و الضفة الغربية من الضم والتهجير والاقتلاع.

6. تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي والإسلامي

يشدد البيان على أن قضايا الأمة الكبرى لا تُترك نهبًا للمجازر والاعتداءات الإسرائيلية، وأن حماية الأرض والشعب الفلسطيني تتطلب تضامنًا عربيًا وإسلاميًا مستمرًا، خاصة في مواجهة حلم "إسرائيل الكبرى".

دعوة للقيادة العربية والإسلامية

ينظر الشعب الفلسطيني اليوم إلى قادتكم بعيون الأمل والرجاء، مؤمنًا بأنكم لن تتركوا دماء أبنائه تصرخ وحدها في وجه العالم.

إن القمة المنعقدة في الدوحة تمثل فرصة تاريخية لإعلاء صوت الأمة، وتأكيد وحدتها، والانتصار لقيم العدالة والكرامة الإنسانية.

نسأل الله أن يوفقكم لما فيه الخير لشعبنا وأمتنا.

التعليقات (0)