استهداف الوساطة القطرية

أمير قطر يدين العدوان الإسرائيلي ويؤكد أن الحرب على غزة تحولت إلى حرب إبادة

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 1:07:21 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أمير قطر

محمد خميس

في كلمة قوية خلال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في الدوحة، أدان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الاعتداء الإسرائيلي الغادر الذي استهدف العاصمة القطرية الأسبوع الماضي، معتبرًا أن ما جرى يمثل جريمة إرهابية جبانة واستهدافًا مباشرًا للوساطة القطرية في ملف غزة.

اعتداء غادر على الدوحة

أكد أمير قطر أن العدوان الإسرائيلي استهدف مسكنًا كانت تقيم فيه عائلات عدد من قادة حركة حماس، إضافة إلى أعضاء من وفدها المفاوض، موضحًا أن هذا الاعتداء صدم المواطنين القطريين وأثار استياءً عالميًا واسعًا.

وشدد الشيخ تميم على أن العدوان الإسرائيلي على الدوحة عمل إرهابي سافر وغادر، ويعكس سياسة الاحتلال القائمة على خرق القوانين الدولية والاستهتار بسيادة الدول.

الحرب على غزة حرب إبادة

وأوضح أمير قطر أن الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة تجاوزت إطار العدوان العسكري، لتتحول إلى حرب إبادة ممنهجة تستهدف البشر والحجر على حد سواء. وأشار إلى أن إسرائيل تسعى عبر القصف المستمر والتدمير الممنهج إلى جعل غزة غير صالحة للحياة تمهيدًا لتهجير سكانها قسرًا.

وحذر الشيخ تميم من خطورة هذا المخطط، معتبرًا أنه يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية.

استهداف الوساطة القطرية

في كلمته، كشف أمير قطر أن لحظة وقوع الاعتداء الإسرائيلي كانت قيادة حركة حماس تجتمع في الدوحة لبحث مقترح أمريكي تسلمته قطر ومصر من واشنطن بشأن التهدئة وتبادل الأسرى.

وأوضح أن موقع الاجتماع كان معروفًا للجميع، متسائلًا: "إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس، فلماذا تفاوضها؟"، في إشارة إلى التناقض في السلوك الإسرائيلي بين الحديث عن التفاوض والسعي في الوقت ذاته لتصفية الطرف المفاوض.

وأكد أن من يعمل بشكل مثابر ومنهجي على استهداف طرف تفاوضي، فإنه عمليًا يعمل على إفشال المفاوضات وتدمير فرص الوصول إلى أي تسوية أو وقف لإطلاق النار.

نجاح الوساطة القطرية

ذكّر الشيخ تميم بدور بلاده في الوساطة بين حماس وإسرائيل، مؤكدًا أن الدوحة استضافت على مدار الأشهر الماضية وفودًا من الطرفين، وأسهمت جهودها في إنجاز صفقات لتبادل الأسرى، تضمنت تحرير رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

وأضاف أن استمرار استهداف إسرائيل للوساطة القطرية يكشف نوايا الاحتلال في عرقلة أي جهد يهدف إلى التهدئة، لصالح استمرار التصعيد وفرض وقائع جديدة على الأرض.

مخاطر التهجير وفرض الأمر الواقع

تطرق أمير قطر في خطابه إلى المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير سكان غزة قسرًا، عبر تكثيف الغارات وتدمير البنية التحتية والمرافق الأساسية. وأكد أن هذه السياسة تهدف إلى خلق واقع جديد يفرض على الفلسطينيين النزوح خارج أرضهم، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي بشكل واضح.

كما شدد على أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الممارسات إلى وضع العرب أمام وقائع جديدة في كل مرة، معتبرًا أن هذا النهج يهدد مستقبل المنطقة بأسرها.

تحذير من توسع النفوذ الإسرائيلي

قال الشيخ تميم إن إسرائيل تعمل على جعل المنطقة العربية ساحة نفوذ إسرائيلية، وهو ما وصفه بـ"الوهم الخطير" الذي لن يتحقق مهما طال الزمن. وأضاف أن الأطماع الإسرائيلية لم تتوقف عند حدود فلسطين، بل امتدت إلى دول عربية أخرى.

وفي هذا السياق، حذر أمير قطر من محاولات الاحتلال تقسيم سوريا وفرض واقع جديد على الأرض، مؤكدًا أن المخططات الإسرائيلية في سوريا لن تمر، وأن الأمة العربية والإسلامية مطالبة بموقف موحد لمواجهة هذه المخاطر.

الموقف القطري الراسخ

أكد أمير قطر أن بلاده ستظل ثابتة على مواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية المشروعة، وأنها لن تتخلى عن دورها في الوساطة ومحاولات وقف الحرب رغم الاستهداف المباشر الذي تتعرض له.

وأضاف أن قطر تنظر إلى التضامن العربي والإسلامي باعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة الأطماع الإسرائيلية، مشددًا على أن وحدة الموقف العربي تمثل الضمانة الحقيقية لردع الاحتلال.

دعوة للمجتمع الدولي

في ختام كلمته، وجّه الشيخ تميم رسالة إلى المجتمع الدولي، مؤكدًا أن الصمت على الجرائم الإسرائيلية لم يعد مقبولًا، وأن التقاعس عن محاسبة الاحتلال يشجعه على مواصلة سياساته العدوانية.

وطالب بضرورة تحقيق العدالة الدولية من خلال ملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية، وتفعيل القرارات الأممية الخاصة بفلسطين، والضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات على قطر والدول العربية.

التعليقات (0)