كشف الدكتور رامي أبو زبيدة – رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات في شهادة إنسانية مؤلمة تكشف عمق المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، عن تجربته الشخصية داخل سجون الاحتلال، والتي لم تكن سوى مقدمة لمعاناة أكبر وجدها بانتظاره خارج القضبان: قطاع كامل يعيش تحت الحصار والقصف والتجويع.
من زنزانة الأسر إلى سجن غزة المفتوح
يبدأ الدكتور أبو زبيدة حديثه قائلاً: "خلال عام من اعتقالي في سجون الاحتلال، خسرت أكثر من 35 كغم من وزني بسبب طعام لا يكفي للبقاء، وغالبًا ما كان فاسدًا". إلا أن المفارقة الصادمة، كما يصفها، كانت حين خرج من السجن ليجد "غزة كلها في زنزانة أكبر".
هذا التشبيه المؤلم يُسلّط الضوء على واقع غزة اليوم، حيث المعابر مغلقة منذ أكثر من شهرين، والناس يواجهون مجاعة خانقة، فيما البيوت المدمرة لم تعد صالحة للسكن، والجوع والمرض ينهشان جسد السكان المحاصرين.
معاناة يومية لا ترحم
بحسب أبو زبيدة، لم تعد المعاناة مقتصرة على البنية التحتية أو نقص الخدمات فقط، بل تسللت إلى التفاصيل اليومية لحياة الناس، يقول: "صداع دائم، جسد منهك، وعجز عن أي جهد". ويضيف بمرارة: "من يحظى اليوم بوجبة لعائلته يُعد من المحظوظين".
هذه الكلمات ترسم صورة لواقع صادم، حيث أصبحت أبسط مقومات الحياة – الطعام، المأوى، والدواء – من الكماليات، في ظل حصار خانق وعدوان متواصل.
غزة تحت النار... والعالم صامت
يختم الدكتور أبو زبيدة شهادته بنداء إنساني يحمل ألمًا وغضبًا في آن"#غزة_تُقصف، تُجَوَّع، وتُحرَم من العلاج... #غزة_تباد"، مضيفًا: "نُقتل جماعيًا، بلا مأوى، بلا دواء، بلا طعام، بلا صوت يسمعنا".
ويؤكد أن: "#غزة_تموت، والعالم يشاهد" و في ظل هذا الواقع القاسي، لا تزال غزة تقاوم بصمت، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لضرورة التدخل الدولي ووقف هذه الإبادة الجماعية التي تحدث أمام أنظار العالم.