موقف الأمم المتحدة وتحريك الملفات القانونية

وكالات إغاثية دولية تطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل بعد إعلان الأمم المتحدة وقوع إبادة جماعية في غزة

profile
  • clock 17 سبتمبر 2025, 1:06:38 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأزمة الإنسانية في غزة

محمد خميس

وجه قادة أكثر من عشرين وكالة إغاثية دولية عاملة في قطاع غزة، نداءً عاجلاً إلى قادة العالم للتدخل الفوري، بعد أن أكدت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة للمرة الأولى وقوع إبادة جماعية في القطاع. وأكد القادة في رسالتهم المشتركة اليوم الأربعاء، أن الأوضاع الإنسانية في غزة تجاوزت حدود الاحتمال، مطالبين جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتحرك وفق التفويض الدولي الممنوح للمنظمة منذ ثمانية عقود.

وصف الأزمة الإنسانية في غزة

وأشار القادة إلى أن ما يشهده القطاع لا يقتصر على كونه كارثة إنسانية غير مسبوقة، بل يمثل إبادة جماعية موثقة، حيث عاينوا بأنفسهم الوفيات المروعة والمعاناة القاسية للسكان المدنيين. وحذروا من أن استمرار غياب التدخل الدولي قد يدفع غزة إلى أكثر مرحلة دموية في تاريخها.

عسكرة المساعدات الإنسانية

انتقد قادة الوكالات عسكرة المساعدات الإنسانية، مؤكدين أن آلاف المدنيين تعرضوا لإطلاق النار أثناء محاولتهم الوصول إليها. ودعوا الحكومات إلى التحرك الفوري لوقف نزيف الأرواح وإنهاء الاحتلال والعنف، لضمان وصول المساعدات الأساسية للفئات المتضررة، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.

التصعيد العسكري الإسرائيلي

يأتي هذا النداء في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على مدينة غزة، ضمن العملية العسكرية المسماة "عربات جدعون 2"، والتي تهدف إلى تهجير السكان والسيطرة على المدينة. وأعلن جيش الاحتلال أن فرقتين عسكريتين باشرتا التوغل داخل المدينة، فيما أوضح رئيس الأركان إيال زامير بدء "تعميق العملية نحو قلب غزة".

وحذر خبراء أمميون من أن الهجوم الإسرائيلي سيكون كارثياً على المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك السريع لمنع تفاقم الإبادة والمجاعة.

تصريحات الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين

قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند إن نتائج لجنة التحقيق الأممية تثبت بوضوح وقوع إبادة جماعية في غزة. وأكد أن القانون الدولي يُلزم الدول بحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليهم، داعياً إلى مواصلة الضغط الدولي لإنهاء المأساة.

موقف الأمم المتحدة وتحريك الملفات القانونية

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه سيُحيل ملف الأوضاع الكارثية في غزة والضفة الغربية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وشدد على أن ما يجري في القطاع يمثل تدميراً منهجياً للمدينة، وأن الحرب الدائرة غير مقبولة سياسياً وأخلاقياً وقانونياً.

وأكد غوتيريش في مؤتمر صحفي أن "إسرائيل" ماضية في عمليتها العسكرية حتى النهاية، ولا تُبدي أي استعداد لدخول مفاوضات سلام جدية، فيما تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري والسياسي لها.

الخسائر البشرية والمادية

منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل" -بدعم أميركي وأوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وأسفرت هذه السياسات عن استشهاد وإصابة أكثر من 230 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين. كما تسببت المجاعة في وفاة العديد من الأطفال، فضلاً عن الدمار الشامل في البنية التحتية، ومحو معظم المدن والمناطق الفلسطينية من على الخريطة.

دعوة المجتمع الدولي للتحرك

تؤكد وكالات الإغاثة أن تأخير التدخل الدولي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل:

وقف الهجمات العسكرية على المدنيين فوراً.

تأمين وصول المساعدات الإنسانية لجميع السكان المحتاجين.

الضغط السياسي والقانوني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحماية المدنيين وفق القانون الدولي.

تفعيل التفويض الأممي لحماية المدنيين ومنع وقوع مزيد من الإبادة الجماعية.

التعليقات (0)