تكبير الخط تصغير الخط

محمج خميس

ندد ملك إسبانيا فيليبي السادس بما يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة من "معاناة تفوق الوصف" نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. وأكد الملك، خلال لقاءه وقرينته الملكة ليتيزيا مع أبناء الجالية الإسبانية في مصر، على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية لإجبار إسرائيل على وقف الإبادة الجماعية التي تطال المدنيين الأبرياء في القطاع.

وأشار ملك إسبانيا إلى أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، وتحولت إلى أزمة إنسانية لا تحتمل، وأن القطاع يعاني من دمار شامل وحياة ملايين الفلسطينيين معرضة للخطر. وأوضح أن زيارته إلى مصر تأتي "في وقت مضطرب ومأسوي تمر به المنطقة"، مؤكدًا على أهمية التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.

موقف إسبانيا الرسمي تجاه فلسطين وإسرائيل

تُعد الحكومة الإسبانية من أكثر الأصوات الأوروبية انتقادًا لإسرائيل، بعد أن اعترفت بدولة فلسطين في مايو 2024، بالتزامن مع أيرلندا والنرويج. ومنذ ذلك الحين، اتخذت مدريد إجراءات دبلوماسية وسياسية ضد إسرائيل بهدف الضغط لإنهاء الحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.

وأشار الملك فيليبي إلى أن موقف إسبانيا مستمر لدعم حقوق الفلسطينيين وحماية المدنيين، مؤكدًا أن الاعتداءات الإسرائيلية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولحقوق الإنسان.

الاحتجاجات الشعبية في إسبانيا

شهدت العاصمة مدريد احتجاجات شعبية واسعة رفضًا للإبادة الإسرائيلية في غزة، حيث شارك نحو 100 ألف شخص في الشوارع، اعتراضًا على مشاركة فرق رياضية إسرائيلية في الفعاليات المحلية، الأمر الذي أدى إلى إلغاء المرحلة النهائية من طواف إسبانيا للدراجات الهوائية.

كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من جميع المسابقات الرياضية ما دامت الأعمال العسكرية والاعتداءات مستمرة في القطاع، مشددًا على أن التضامن الشعبي والسياسي يجب أن يكون جزءًا من الضغط الدولي لوقف الانتهاكات.

البعد الإنساني للأزمة في غزة

أوضح ملك إسبانيا أن الأزمة في غزة تجاوزت حدود الاحتمال، حيث يعاني المدنيون من القتل والتجويع والتهجير والاعتقال، وأن أعداد الضحايا فاقت 230 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. كما يبلغ عدد المفقودين أكثر من 11 ألف شخص، بينما يعيش مئات آلاف النازحين تحت ظروف معيشية صعبة، وتنتشر المجاعة والدمار الشامل في معظم مناطق القطاع.

وأكد الملك أن الوضع الإنساني في غزة كارثي، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لإنقاذ المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، وحماية الأبرياء من مزيد من الانتهاكات الإسرائيلية.

موقف ملك إسبانيا تجاه العدوان الإسرائيلي

يُعرف الملك فيليبي السادس بأنه نادراً ما يتخذ مواقف علنية تجاه القضايا الدولية، لكن الأزمة في غزة دفعت إسبانيا إلى التعبير بوضوح عن إدانتهم للانتهاكات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن هذه الأحداث تمثل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.

وشدد الملك على أن هذه الحرب لا تضر فقط الفلسطينيين، بل تهدد الاستقرار الإقليمي وتزيد من تصعيد الأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط. وأكد أن موقف إسبانيا يأتي دعماً للقانون الدولي ولحقوق المدنيين الأبرياء، ودعوة لإيقاف الهجمات العسكرية والاعتداءات المتواصلة.

دعوة لإجراءات دولية عاجلة

أكد الملك فيليبي السادس على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة ضد إسرائيل، تشمل:

الضغط السياسي والدبلوماسي لإجبار إسرائيل على وقف العدوان.

تفعيل العقوبات الدولية على الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات.

حماية المدنيين الفلسطينيين وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة.

منع تكرار الاعتداءات على السكان الأبرياء والمرافق الحيوية في القطاع.

وأشار الملك إلى أن الحكومة الإسبانية ستستمر في متابعة التطورات عن كثب، بالتعاون مع المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة لضمان حماية حقوق الإنسان والقانون الدولي في المنطقة.

الدور الأوروبي في الضغط على إسرائيل

أكد ملك إسبانيا أن إسبانيا ستعمل مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليين لزيادة الضغط على إسرائيل، ووضع حد للانتهاكات المتكررة بحق الفلسطينيين، مؤكداً أن التهجير القسري والقتل والتدمير المنهجي الذي تشهده غزة يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وأضاف أن هذه التحركات الأوروبية يجب أن تكون عملية وملموسة وليس مجرد بيانات، لضمان وقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية.