-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
دبلوماسي غربي يُلوّح بضغط أوروبي متصاعد: التحضير لفرض وقف العدوان على غزة
دبلوماسي غربي يُلوّح بضغط أوروبي متصاعد: التحضير لفرض وقف العدوان على غزة
-
24 مايو 2025, 2:44:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
180 تحقيقات – هيئة التحرير
كشفت الصحفية السياسية في صحيفة معاريف العبرية، آنا بارسكي، عن لقاء مغلق جرى مطلع الأسبوع الجاري بينها وبين عدد من الصحفيين الإسرائيليين المختصين بالشأن السياسي، جمعهم بدبلوماسي غربي رفيع المستوى، في إطار ما وصفته بأنه "جلسة سرية غير معدّة للنشر"، لكنها كانت في جوهرها، تمهيدًا لتحرك دبلوماسي أوروبي منسّق يهدف للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إنهاء عدوانه المتواصل على قطاع غزة.
وبحسب بارسكي، فإن اللقاء جاء في سياق تهيئة إعلامية نفسية مبكرة، تعكس حجم الغضب المتراكم في العواصم الغربية من استمرار الحرب، مشيرة إلى أن الدبلوماسي الذي تحدث باسم عدد من الدول الغربية، لم يُخفِ امتعاضه وإن عبّر عنه بلغة دبلوماسية محسوبة، لكن رسالته كانت حازمة: "الساعة الأوروبية لوقف الحرب بدأت تدق بصوت عالٍ، والعد التنازلي لإجبار الاحتلال على إنهاء عدوانه قد بدأ".
وأوضحت أن السيناريو الأوروبي المطروح يتدرج من التلويح بالعقوبات، إلى خطوات دبلوماسية موحّدة، وصولاً إلى احتمال فرض وقف الحرب عبر قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، دون استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو).
في المقابل، سعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى امتصاص هذا الضغط المتصاعد بعقد مؤتمر صحفي مفاجئ، هو الأول منذ أكثر من ستة أشهر، حاول فيه إعادة تأكيد مواقفه التقليدية، مستندًا إلى دعم قاعدته اليمينية الغاضبة، بعد قراره السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وخلال المؤتمر، كرر نتنياهو شروطه لوقف الحرب، والتي شملت: الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، وتجريد المقاومة الفلسطينية في غزة من سلاحها بالكامل، وإسقاط حكم حركة حماس، ونفي قيادتها إلى خارج القطاع، وأخيرًا – وهو الشرط الأخطر – تنفيذ خطة "التهجير الطوعي" لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، استنادًا إلى خطة ترامب التي تُسهّل خروج من يرغب من سكان القطاع.
وتُشير بارسكي إلى أن قائمة الشروط الإسرائيلية باتت أكثر تعقيدًا واستحالة من أي وقت مضى، ما يؤكد أن الاحتلال لا يسعى فعليًا لإنهاء الحرب، بل لإدامتها وتوسيع أهدافها بما يتجاوز المعقول والواقعي، خاصة في ظل الإصرار على شروط لا يمكن تحقيقها خلال أسابيع أو حتى شهور.
ورغم ادعاء نتنياهو أن "الحرب ستنتهي فقط بشروط إسرائيلية تضمن أمنها"، فإن الموقف الدولي يتجه نحو تفعيل أدوات ضغط أكثر جديّة، وسط تزايد الأصوات المطالبة بتجميد العلاقات مع الاحتلال، وفرض عقوبات اقتصادية، بل والاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية.
وتختم بارسكي بأن حكومة الاحتلال باتت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما صياغة مبادرة سياسية ذاتية تضع حدًا للعدوان المستمر، أو مواجهة سيناريو مفروض دوليًا، تُجبر فيه على وقف الحرب بشروط خارج إرادتها.







