تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، صباح الأحد 24 أغسطس 2025، أن الجيش الإسرائيلي بعث بتحذير مباشر إلى المستوى السياسي بشأن مدينة غزة، وذلك في ظل مطالب متصاعدة من القيادة السياسية بهدم المدينة بأكملها، فوق الأرض وتحتها، على غرار ما حدث في بيت حانون ورفح. 

وحسب ما نقلته الصحيفة، فإن قادة الجيش شددوا على أن تنفيذ هذا المخطط لن يكون مهمة سريعة، بل قد يستغرق عدة أشهر وربما أكثر من عام كامل، ما يعني دخول الاحتلال في استنزاف عسكري طويل الأمد يحمل تداعيات خطيرة.

وفي ضوء هذا التحذير، أقر الجيش بوجود أزمة متفاقمة تتعلق بوحدات الاحتياط، حيث تعاني من تراجع كبير في نسب الحضور والدافعية، وهو ما قد يعرقل قدرة القوات على مواصلة عمليات قتالية بهذا الحجم والمدة. وبهذا الشكل، بدا أن المؤسسة العسكرية تحاول دفع المستوى السياسي للتراجع عن مخطط يُنظر إليه حتى داخل إسرائيل باعتباره مغامرة قد تنقلب إلى فشل استراتيجي.

الحسابات السياسية

وبحسب الصحيفة نفسها، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي عرض على المستوى السياسي خطة بديلة تتيح للجيش هامش مرونة، بحيث يمكنه وقف القتال بسرعة في حال نضجت المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس نحو اتفاق يتضمن إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار. هذه الإشارة تكشف أن الجيش لا يريد الانجرار إلى معركة استنزاف طويلة قد تضعف جبهته الداخلية وتزيد الضغوط الدولية على إسرائيل.

وأكدت هآرتس أن الجيش شدد في مذكرته على ضرورة استنفاد كل فرص التفاوض قبل التفكير في هجوم شامل على مدينة غزة، إذ أن أي عملية بهذا الحجم ستعرّض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة لخطر مباشر، خاصة في ظل توقع اندلاع قتال مكثف داخل بيئة حضرية شديدة التعقيد. ويعكس هذا الموقف العسكري إدراكًا داخليًا بأن الحسابات الميدانية قد تصطدم برغبات سياسية متطرفة، ما ينذر بانفجار أزمة أعمق بين المؤسستين العسكرية والسياسية في إسرائيل.