-
℃ 11 تركيا
-
24 أغسطس 2025
غزة تحت النار: الطوارئ تكشف معاناة المدنيين والكارثة الإنسانية تتفاقم
النازحون بلا وجهة ولا مناطق آمنة
غزة تحت النار: الطوارئ تكشف معاناة المدنيين والكارثة الإنسانية تتفاقم
-
24 أغسطس 2025, 1:17:29 م
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
لا تزال غزة تعيش تحت وقع القصف المتواصل منذ اندلاع الحرب، وسط أوضاع إنسانية غير مسبوقة، مع تعاظم معاناة المدنيين الذين باتوا يواجهون الموت والنزوح وانعدام أدنى مقومات الحياة.
في تصريحات خاصة لقناة الجزيرة، كشف مدير الإسعاف والطوارئ بغزة والشمال عن صورة قاتمة للوضع الإنساني، مؤكداً أن الاحتلال يمنع وصول طواقم الإسعاف إلى المناطق المستهدفة، وأن المستشفيات تعاني من دمار ونقص حاد في المستلزمات الطبية، بينما النازحون لا يجدون مناطق آمنة يلجأون إليها.
منع دخول سيارات الإسعاف إلى المناطق المستهدفة
أوضح المسؤول الطبي أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول مركبات الإسعاف والطوارئ إلى المناطق التي تعرضت للقصف المباشر، ما يحول دون نجدة المدنيين وإنقاذ الجرحى المحاصرين تحت الركام.
هذا المنع، بحسب الخبراء، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يضمن الحماية للطواقم الطبية وحق المدنيين في تلقي العلاج الفوري. ومع كل دقيقة تمر دون تدخل، تتضاعف أعداد الضحايا، فيما تبقى الكثير من العائلات عالقة في مناطق القصف دون أن تصل إليها المساعدة.
النازحون بلا وجهة ولا مناطق آمنة
أشار مدير الإسعاف والطوارئ إلى أن النازحين في القطاع لا يعرفون إلى أين يتجهون، بسبب انعدام المناطق الآمنة في غزة.
فالملاجئ والمدارس التي لجأ إليها آلاف المدنيين تعرضت للقصف، والمناطق الجنوبية لم تعد ملاذاً آمناً بعد توسع العمليات العسكرية، ما جعل مئات الآلاف من العائلات في حالة تشريد دائم وانتقال مستمر من منطقة إلى أخرى دون جدوى.
ويصف مراقبون الوضع بأنه "كارثة إنسانية متحركة"، إذ لم يعد للمدنيين أي خيار سوى مواجهة الموت في كل مكان، سواء في بيوتهم أو في أماكن نزوحهم.
المستشفيات بين الدمار ونقص الكوادر
فيما يتعلق بالقطاع الصحي، أكد المسؤول أن المستشفيات في غزة تعاني من دمار واسع نتيجة القصف المباشر، فضلاً عن نقص شديد في المستلزمات الطبية والطواقم العاملة.
هذا الوضع الكارثي يعني عملياً انهيار المنظومة الصحية، حيث لم تعد المستشفيات قادرة على استقبال المزيد من المصابين، فيما تُجرى العمليات الجراحية في ظروف بالغة القسوة ودون توفر التخدير أو الأجهزة الأساسية.
وتشير تقارير دولية إلى أن بعض المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها، بينما خرجت أخرى بالكامل عن الخدمة، ما يجعل آلاف المرضى والجرحى بلا رعاية طبية.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
تجمع تصريحات مسؤولي الطوارئ في غزة على أن القطاع يواجه أزمة إنسانية هي الأسوأ في تاريخه.
فإلى جانب الدمار الهائل في البنية التحتية والمنازل، يعاني السكان من نقص حاد في الماء الصالح للشرب، وانقطاع الكهرباء والوقود، إضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية.
ويضاف إلى ذلك أزمة الغذاء المتفاقمة، حيث يصطف آلاف الفلسطينيين في طوابير طويلة للحصول على وجبات محدودة، في وقت تعجز فيه المنظمات الإغاثية عن الوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات.
القوانين الدولية وانتهاك حقوق الإنسان
بحسب خبراء القانون الدولي، فإن منع دخول سيارات الإسعاف، واستهداف المستشفيات والملاجئ، يمثل جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف.
وتطالب منظمات حقوقية بضرورة التدخل الفوري لتأمين ممرات إنسانية تسمح بإجلاء الجرحى والنازحين، وإدخال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة.
لكن حتى الآن، لا تزال الدعوات الدولية تصطدم بواقع ميداني معقد، حيث تستمر العمليات العسكرية دون التزام بالقرارات الأممية أو النداءات الإنسانية.
النازحون بين القصف والجوع
من أبرز المآسي التي يواجهها المدنيون في غزة، أن النازحين الذين غادروا منازلهم بحثاً عن الأمان لم يجدوا سوى الخيام المتهالكة والملاجئ المزدحمة، والتي بدورها أصبحت أهدافاً للقصف.
وبينما يعيش الآلاف من الأطفال والنساء في ظروف مأساوية، تتفاقم الأمراض المعدية نتيجة الاكتظاظ وغياب النظافة والرعاية الصحية.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
تطرح هذه التطورات سؤالاً ملحاً: أين يقف المجتمع الدولي أمام هذه الكارثة؟
فعلى الرغم من صدور إدانات متكررة، إلا أن غياب آلية إلزامية لوقف الانتهاكات يجعل الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد آخر.
ويؤكد محللون أن استمرار تجاهل معاناة المدنيين في غزة سيقوّض مصداقية المنظومة الدولية، ويعزز الشعور بالظلم وعدم العدالة لدى الشعب الفلسطيني.
تكشف تصريحات مدير الإسعاف والطوارئ في غزة والشمال عن حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع:
منع سيارات الإسعاف من إنقاذ الجرحى.
نازحون بلا وجهة ولا مناطق آمنة.
مستشفيات مدمرة وتفتقر لأبسط الإمكانيات.
هذه الصورة المأساوية تؤكد أن غزة اليوم تقف على حافة الانهيار الكامل، وأن التدخل الدولي العاجل ليس مجرد خيار، بل ضرورة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بريئة.







