-
℃ 11 تركيا
-
24 أغسطس 2025
أنصار الله: الغارات الإسرائيلية على صنعاء استهدفت مناطق سكنية… وخياراتنا العسكرية لم تُستخدم بعد
استهداف المدنيين "جريمة حرب"
أنصار الله: الغارات الإسرائيلية على صنعاء استهدفت مناطق سكنية… وخياراتنا العسكرية لم تُستخدم بعد
-
24 أغسطس 2025, 2:08:49 م
-
412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تطور عسكري وسياسي خطير، أعلن مساعد مدير التوجيه بالقوات التابعة لأنصار الله أن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء أصابت مناطق سكنية مكتظة، مؤكداً أن ما جرى يمثل جريمة حرب واضحة وفق القانون الدولي الإنساني.
وأكد القيادي أن العدو الإسرائيلي يحاول تعويض خسائره الناتجة عن عمليات أنصار الله في البحر الأحمر بضربات جوية ضد اليمن، لكنه شدد على أن الرد سيكون قاسياً وأن الجماعة تملك خيارات عسكرية أكبر لم يتم استخدامها حتى الآن.
الغارات تستهدف المدنيين
قال المسؤول اليمني إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة لم تقتصر على أهداف عسكرية كما تزعم تل أبيب، بل أصابت مناطق مدنية مكتظة بالسكان، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير منازل ومرافق حيوية.
وأوضح أن هذه الاستهدافات تؤكد أن العدو الإسرائيلي فقد قدرته على مواجهة العمليات العسكرية المباشرة، ولجأ إلى معاقبة المدنيين في محاولة لترهيب الشارع اليمني.
ويرى مراقبون أن استهداف المناطق السكنية يعكس سياسة إسرائيلية معروفة تهدف إلى الضغط الشعبي على القوى المناوئة لها، غير أن التجارب السابقة أثبتت أن مثل هذه الهجمات تزيد من صلابة الموقف الشعبي ولا تؤدي إلى تراجع المقاومة.
مقر الرئاسة ليس هدفاً عسكرياً
وأشار مساعد مدير التوجيه إلى أن مقر الرئاسة في صنعاء الذي تم استهدافه مؤخراً خالٍ من الموظفين ولا يُستخدم كمقر إداري منذ سنوات، ما يجعل من قصفه دليلاً إضافياً على أن الغارات استهدفت مواقع لا تحمل أي قيمة عسكرية مباشرة.
هذا الاستهداف – بحسب أنصار الله – محاولة إعلامية من إسرائيل لإظهار تحقيق "إنجاز ميداني"، بينما الواقع أن الضربات لم تحدث أي تأثير استراتيجي في قدرات الجماعة العسكرية.
محاولة تعويض الخسائر
أوضح المسؤول أن العدو الإسرائيلي يحاول عبر هذه الضربات تعويض خسائره الكبيرة الناتجة عن عمليات أنصار الله البحرية والصاروخية التي استهدفت سفناً ومصالح إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب.
وأضاف أن استمرار هذه العمليات يشكل ضغطاً كبيراً على الاقتصاد الإسرائيلي، خاصة بعد اضطرار شركات ملاحة دولية إلى تغيير مساراتها البحرية.
استهداف المدنيين "جريمة حرب"
أكد مساعد مدير التوجيه أن قصف المنشآت المدنية والأحياء السكنية في صنعاء يمثل جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بإدانة العدوان وفتح تحقيقات عاجلة.
وأشار إلى أن صمت العالم على مثل هذه الاعتداءات يشجع إسرائيل على التمادي في خرق المواثيق الدولية.
خيارات عسكرية أكبر
في رسالة تهديد مباشرة، شدد المسؤول العسكري في أنصار الله على أن الجماعة لم تستخدم بعد سوى جزء من قدراتها العسكرية، مؤكداً أن لديهم خيارات عسكرية أكبر وأشد تأثيراً ضد إسرائيل وحلفائها.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مضاعفة العمليات ضد العمق الإسرائيلي، وأن أهدافاً جديدة وأكثر حساسية ستكون في مرمى النيران اليمنية.
الدفاعات الجوية تحيد الهجوم
على الرغم من كثافة الغارات، أكد القيادي أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من تحييد جزء من الهجوم الإسرائيلي على صنعاء، ما يثبت أن القدرات الدفاعية لأنصار الله في تطور مستمر.
وأضاف أن التصدي للطائرات والصواريخ المعادية يعكس مستوى من الجاهزية العسكرية لم يكن موجوداً في السنوات الأولى من الحرب على اليمن.
الرسائل الموجهة لأمريكا
في تصريح لافت، قال مساعد مدير التوجيه إنه "عندما نتثبت من مشاركة أمريكا المباشرة في العدوان علينا، سنعود لضرب مصالحها في المنطقة".
هذا التهديد يعكس إدراك أنصار الله بأن إسرائيل لا تتحرك بمعزل عن الغطاء الأمريكي، وأن الرد على تل أبيب قد يمتد ليشمل استهداف مصالح أمريكية في حال استمرار التصعيد.
اليمن في قلب المعادلة الإقليمية
تؤكد هذه التصريحات أن اليمن بات جزءاً أساسياً من معادلة الصراع الإقليمي.
من جهة، تشارك أنصار الله في دعم غزة من خلال عمليات إسناد عسكرية ضد إسرائيل.
ومن جهة أخرى، يواجه اليمن عدواناً مباشراً من تل أبيب، ما يجعله ساحة مواجهة جديدة في الحرب الممتدة على طول المنطقة من غزة إلى لبنان وسوريا والعراق.
المجتمع الدولي بين الصمت والقلق
حتى الآن، لم تصدر مواقف واضحة من الأمم المتحدة أو القوى الكبرى بشأن الغارات الإسرائيلية على صنعاء.
لكن من المرجح أن يثير استهداف المدنيين والمناطق السكنية قلقاً متزايداً لدى المنظمات الحقوقية، خاصة أن اليمن يعاني أصلاً من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.







